أكد محمد شريفي مقدم، أمين عام دار التمريض، خبر انتحار ممرض شاب في كرمانشاه، غربي إيران، وأعلن أنه انتحر بعد عدم تجديد عقده. ويأتي حادث الانتحار تزامنا مع احتجاجات للمرضين بسبب قوانين العمل المجحفة وتدني الأجور.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية، في 7 أبريل (نيسان)، خبر انتحار الشاب البالغ من العمر 32 عاماً والذي يُدعى "ساسان".
وكان ساسان حتى أشهر قليلة مضت، يعمل كممرض في قسم السموم في مستشفى الخميني في كرمانشاه.
وردا على انتحار ساسان، قال شريفي مقدم، يوم الثلاثاء 9 أبريل (نيسان)، لوكالة أنباء "إيلنا": "كان ممرضاً يعمل بعقد وتم تجديد عقده خلال فترة كورونا وظل حتى وقت قريب، ولكن منذ بضعة أشهر مضت، لم يتم تجديد عقده، وبعدها أصبح عاطلاً عن العمل لفترة ثم للأسف أنهى حياته".
كما ذكر أصدقاء وزملاء ساسان أن سبب انتحاره هو عدم تجديد عقده والضغط النفسي.
وأعلن شريفي مقدم عن ارتفاع عدد الوفيات بين الممرضين الشباب العام الماضي، وأشار إلى ارتفاع ضغط العمل والانتحار كأسباب لذلك.
وأضاف: "المجال ضيق أمام الممرضين وجميع السلطات تتحمل المسؤولية عن خلق مثل هذه البيئة. في زمن كورونا كانت ظروف الممرضين صعبة جداً. عدد وفيات الممرضين بسبب كورونا في إيران كان مرتفعا... الممرضون هم الأكثر تواصلاً مع مرضى كورونا، وكان حجم التوتر والقلق خلال هذه الفترة شديد جدا بالنسبة لهم، واستمرار هذا القلق والتوتر يؤدي أحيانا للاكتئاب".
وانتقد الأمين العام لدار التمريض إهمال مطالب الممرضين بعد انتهاء وباء كورونا، وقال إن الكثير من الممرضين المتعاقدين تم استبعادهم بعد انتهاء هذه الفترة.
وبحسب قول شريفي مقدم، فإن "الممرضين الذين يخرجون اليوم إلى الشوارع للتعبير عن مطالبهم والحصول على رواتبهم، كان أحد شعاراتهم "حاربنا كورونا ولم نحصل على الدعم"، وهذا صحيح. لقد رأوا آثار كورونا النفسية والجسدية، لكن بعد انتهاء كورونا لم تتم تلبية أي من مطالبهم".
وتأتي تصريحات هذا المسؤول بعد يوم واحد فقط من تجمع عدد كبير من الممرضين في شيراز وياسوج احتجاجا على قوانين العمل المجحفة وانخفاض الأجور.
وفي رسالة إلى وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي بهرام عين اللهي، احتج محمد تقي جهانبور، رئيس منظمة نظام التمريض، في 8 أبريل (نيسان)، بشدة على الإجراء الذي اتخذته هذه الوزارة بتخفيض تعرفة خدمات التمريض.
وأوضح شريفي مقدم، في حديثه لوكالة "إيلنا"، أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لحالات انتحار الممرضين لأن هذه الظاهرة مستهجنة ثقافيا، وأيضا في حال تأكد الانتحار، لا يمكن لورثة المتوفى الحصول على معاش تقاعدي.
وقد أثار انتحار طبيبة القلب، برستو بخشي، في الأيام الماضية، ردود فعل عديدة. وقد أنهت بخشي، التي تبلغ من العمر 35 عامًا، حياتها بتناول الدواء في أواخر مارس (آذار).
ووصف هادي يزداني، الناشط الإعلامي في مجال الطب، الأحداث التي أدت إلى انتحار هذه الطبيبة في 31 مارس (آذار)، بأنها مثال على "القمع والإذلال الممنهج" للطواقم الطبية في وزارة الصحة.
لقد دقت حالات الانتحار الأخيرة مرة أخرى ناقوس الخطر بشأن ظروف العمل الصعبة، وانعدام الأمن النفسي بين أفراد الطاقم الطبي.