أثنى خطيب جمعة طهران، المقرب من المرشد، كاظم صديقي، في أول خطبة له بعد فضيحة الفساد، على دعم مؤسسات الدولة في إيران أمام موجة الانتقادات التي طالته على خلفية استيلائه على أراضٍ بشكل غير قانوني.
وهاجم خطيب جمعة طهران المعين من قِبل خامنئي، منتقديه، في أول خطبة له بعد أسابيع من الفضيحة، التي كشفتها وسائل إعلام إيرانية وأقر بها صديقي نفسه، وقدم اعتذاره للمرشد، وقال إنه ما كان ينبغي لهم "ان يسحقوا أخاهم"، حسب تعبيره.
وقال صديقي، في خطبته اليوم، تعليقًا على موضوع الفساد وقضية استيلائه على الأراضي المجاورة للحوزة العلمية التابعة له شمال طهران، إن ذلك حدث "سهوًا"، متهمًا مواقع التواصل الاجتماعي بأنها جعلته حجة لضرب النظام.
وأضاف: "الإنسان لا يدمر أخاه، حتى وإن كان لدى أخيه مشكلة، فإنه لا يسحقه".
كما أثنى صديقي، اليوم، الجمعة، على من دافعوا عنه في قضية فساده وقال: "أدعو لاولئك الذين دافعوا عني، هؤلاء الذين دافعوا عني تعرضوا للسب والشتائم".
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو من العاصمة طهران، تراجعًا ملحوظًا في عدد المشاركين في صلاة الجمعة اليوم بإمامة كاظم صديقي؛ احتجاجًا على إصرار السلطات، وشخص المرشد خامنئي، على تعيين صديقي خطيبًا وإمامًا لجمعة اليوم، على الرغم من المطالب الشعبية بعزله ومحاكمته على ملف الفساد.
وقال الناشط السياسي الأصولي، عبدالرضا داوري، إن خطبة صديقي اليوم، الجمعة لم يحضرها سوى 142 مصليًا في مدينة يزيد سكانها على 9 ملايين مواطن، مؤكدًا أن الموالين للنظام من المتدينين أيضًا لم يحضروا خطبة صديقي، اليوم الجمعة.
وأصبح صديقي شخصية مثيرة للجدل في إيران، منذ مارس (آذار) الماضي بعد الكشف عن فساده المالي الكبير، واستيلائه على آلاف الهكتارات من الأراضي بالعاصمة طهران لنفسه وأولاده.
ورغم أنه لم يكن هناك أي شك في فساده المالي واستيلائه على الأراضي، فإن وجوده في مراسم رسمية مع علي خامنئي كان علامة على أن المرشد الإيراني لا يزال يدعمه، بغض النظر عن رأي الشعب والقوانين.
وكان كاظم صديقي، خطيب صلاة الجمعة بطهران ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد اعترف بخطئه واعتذر لله والمرشد، ووصف ما حدث بأنه إهمال من جانبه، وعزا الكشف عن هذا الفساد إلى "أبواق إعلام العدو" حسب وصفه.
واعترف، في مقطع الفيديو المنشور، بالاستيلاء على الأراضي وقال: "أعتذر لله عن حدوث مثل هذا الإهمال، وأعتذر من كل قلبي لقادة الأمة، ومرشدنا الأعلى (علي خامنئي)".
وأظهرت وثائق، نُشرت في نهاية العام الإيراني الماضي (19 مارس)، أن كاظم صديقي، استحوذ على حديقة بمساحة 4200 متر مربع بجوار مدرسة الإمام الخميني في إزغول بطهران، من خلال تأسيس شركة عائلية تدعى "بيروان أنديشه هاي قائم".
وأثار قرار السلطات أمس، الخميس، الإعلان عن إمامة كاظم صديقي لصلاة الجمعة جدلاً واسعًا وانتقادات كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، منتقدين تعنت السلطات وإصرارها على الحفاظ على صديقي، رغم فضيحة فساده.
ووصف الناشط السياسي والصحافي الإيراني، أحمد زيد آبادي، قرار السلطات بإعادة صديقي لتولي إمامة الجمعة بأنه "استفزاز للشعب"، مضيفا: يبدو أنهم حسموا أمرهم في الدفاع عنه، ولم يتركوا قيمة لأي شيء ذات قيمة" حسب تعبيره.
أما الكاتب عباس عبدي فقال في تغريدة له على منصة إكس: "الصورة واضحة. عودة صديقي تعني ان ما انتشر من ملف فساد لا يعني شيئًا لدى المسؤولين؛ لأنه ليس بالشيء الجديد لديهم أو أنهم لا يعتقدون أن وجود هذه المخالفات تنقض شرط تولي الإمامة وخطبة الجمعة".