تتكشف، كل يوم، أبعاد جديدة عن الهجمات الإسرائيلية، التي استهدفت العمق الإيراني، فجر الجمعة الماضي، وأصابت أهدافًا عسكرية بالغة الأهمية، بحكم قربها من مفاعل نطنز النووي، ووقوعها في وسط إيران.
وكشفت صحف ووسائل إعلام عالمية، يوم أمس، عن طبيعة الصواريخ، التي استهدفت محطة "شكاري" التابعة للجيش الإيراني، وتدمير وإتلاف جزء من رادار منظومة الدفاع الجوي لهذه القاعدة العسكرية المهمة، حسبما أظهرت ذلك صور الأقمار الصناعية.
وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تؤكد تضرر القاعدة الإيرانية وتحقيق الأهداف من الهجوم الإسرائيلي على قلب إيران، فإن وسائل إعلام النظام وصحفه، تصر على التقليل من أهمية هذا الهجوم، ونفي أي استهداف بالصواريخ، لتبرئة إسرائيل، والتخلص من عبء الرد الإيراني المفترض؛ إذ إن إيران توعدت، قبل الهجوم الإسرائيلي، بأن ردها هذه المرة سيكون أقوى من السابق، إذا ما تعرضت أراضيها إلى هجوم من الخارج.
ورأت صحيفة "اعتماد" أن شهر أبريل (نيسان) الحالي، أصبح نقطة تحول في الصراع بين إيران وإسرائيل؛ حيث إن المواجهة خرجت من طور التهديدات والحرب الكلامية إلى طور المواجهة والضرب المباشر والمعلن.
وقالت صحيفة "جهان صنعت": إن مشكلة النظام السياسي الحاكم في إيران، هو أنه لا يبين للشعب ماهية الإنجازات التي حققها في ظل سياساته الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مؤكدة أن النظام لم يجر أي استطلاع رأي بالشارع الإيراني لمعرفة مواقفه، ويكتفي بالادعاء بأن أكثرية الشعب تقبل سياساته وشكل الحكم الراهن.
ودعا كاتب بالصحيفة، السلطات، إلى التخلي عن هذا النهج، وإعادة النظر في طريقة الحكم، معتقدًا أن ما تحقق خلال هذه السنوات ليس ما كان يطمح فيه المواطنون ويأملون في تحقيقه.
في المقابل رأت بعض الصحف، مثل "جمهوري إسلامي"، ضرورة أن تستغل إيران الوقت الراهن لتحقيق مكاسب عبر الدبلوماسية، وليس الحرب أو الميدان، معتقدة أن الظرف الراهن وبعد موجة التصعيد أصبح مواتيًا لعقد مصالحة كبرى في المنطقة والعالم.
وأشارت صحف أخرى، مثل "شرق" و"آرمان ملي"، إلى ضرورة استغلال طهران الظرف الراهن لإحياء الاتفاق النووي.. مشيرة إلى استعداد أميركي لهذه الخطوة، ولفتت إلى بعض التقارير، التي تتحدث عن تطلع الإدارة الأميركية لاستغلال الظروف الراهن، وإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": فشل رؤية العشرين عامًا التي وضعتها السلطة عام 2003
تطرق الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقاله بصحيفة "اعتماد"، إلى رؤية العشرين عامًا، التي أطلقها النظام عام 2003، وقال إن العام الحالي يعد هو العام الأخير لهذه الرؤية المفترضة، والتي رفعت شعارات وأهدافًا كبيرة مثل أن تكون البلاد بعد عشرين عامًا (أي في مثل هذه الأيام) قد بلغت من التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية، لتحتل صدارة دول المنطقة، وأن تكون علاقاتها مزدهرة على الصعيد الدولي، وصيانة العدالة الاجتماعية والحريات المشروعة وحقوق الإنسان.
وتابع عبدي، سرد قائمة الأهداف، التي وُضعت لهذه الخطة الاقتصادية، مثل أن تكون البلاد آمنة ومستقلة وذات قوة رادعة وتضامن بين الشعب والسلطة والرفاه والصحة والأمن الغذائي والمساواة في الفرص والتوزيع العادل للثروات والقضاء على الفقر.
وبعد إسهابه في الحديث عن هذه الأهداف المنشودة تساءل الكاتب عما إذا كانت هذه الأهداف أو بعضها قد تحقق، ليخلص إلى أن إيران بعد ما يقارب العشرين عامًا لم تحقق أيًا من هذه الأهداف، وأن وضعها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي أصبح أسوأ مما كانت عليه قبل 20 عامًا، مؤكدًا أن البلاد سارت في الاتجاه المعاكس لهذه الأهداف والغايات.
"أترك": القطيعة بين الاقتصاد الإيراني والاقتصاد العالمي
تناولت صحيفة "أترك"، قضية جدلية هذه الأيام بين الخبراء الاقتصاديين، ووزراء الحكومة والبرلمان المقرب من الحكومة حول عطلة يوم الخميس؛ حيث يصر البرلمان على إضافة يوم الخميس إلى أيام العطل الأسبوعية، ليصبح يوما الخميس والجمعة عطلة رسمية تشمل البنوك والمصارف في إيران.
وحذرت الصحيفة من هذه الخطوة؛ حيث ستجعل الاقتصاد الإيراني منقطعًا عن الاقتصاد العالمي 4 أيام في الأسبوع (يومان عطلة في إيران، أي الخميس والجمعة، ويومان عطلة في باقي دول العالم؛ أي السبت والأحد).
وأضافت الصحيفة أن هذه القطيعة، التي ستستمر 4 أيام بين الاقتصاد الإيراني والاقتصاد العالمي، ستكون كفيلة بالقضاء على الرمق الأخير من الاقتصاد الإيراني، الذي بات يحتضر في ظل الأزمة الراهنة والمستمرة منذ سنوات.
ونقلت الصحيفة كذلك كلام الخبير الاقتصادي ورئيس غرفة طهران التجارية، محمود نجفي عرب، قوله إن معظم دول العالم الإسلامي لديها عطلة يومي الجمعة والسبت؛ ما يجعلها تنقطع عن التواصل مع الاقتصاد العالمي يومًا واحدًا، وليس 4 أيام، كما هو الحال في إيران.
"كيهان": خامنئي يؤيد الإجراءات الجديدة ضد النساء
تناولت صحيفة "كيهان"، الجدل المتصاعد هذه الأيام حول موضوع الحجاب الإجباري، حيث دافعت عن إجراءات الحكومة حول فرض الحجاب ومعاقبة النساء الرافضات لارتدائه في الأماكن العامة، كما هاجمت المنتقدين لهذه الإجراءات والممارسات.
وظهرت، في الأيام القليلة الماضية، تصريحات حاولت تبرئة المرشد علي خامنئي، من هذه الإجراءات الجديدة، وإلقاء اللوم على الحكومة والمسؤولين فقط، على الرغم من أن موجة التصعيد ضد النساء مؤخرًا ظهرت مباشرة، بعد تأكيد خامنئي ضرورة فرض الحجاب على النساء، سواء كنَّ راغبات فيه أو لا.
وهاجمت الصحيفة، في عددها اليوم، عضو مكتب المرشد، مهدي فضائلي، الذي ادعى أن خامنئي غير راضٍ عن الإجراءات والمضايقات الجديدة، واصفًا ما يجري هذه الأيام بالممارسات غير المنضبطة والفاقدة للتخطيط، وأن المرشد قد حذر بعض المسؤولين من هذه الإجراءات ووبخهم.
لكن مدير تحرير صحيفة كيهان، حسين شريعتمداري، رفض مثل هذه التصريحات، وقال: إن فضائلي ليس هو المتحدث باسم المرشد خامنئي، كما أن خامنئي لو كان يريد معارضة هذه الإجراءات لتحدث هو مباشرة، وليس عن طريق أطراف أخرى، في إشارة منه إلى أن خامنئي يؤيد ما تتعرض له النساء من قِبل شرطة الأخلاق.