أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في مقابلة مع قناة "دويتشه فيله" الإخبارية الألمانية أن طهران يمكنها الحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية خلال أسابيع قليلة.
ووصف غروسي تخصيب اليورانيوم في إيران بمستوى قريب من إنتاج الأسلحة بأنه "مثير للقلق"، وأكد في الوقت نفسه أنه لا يمكن الاستنتاج بشكل مباشر أن طهران تمتلك أسلحة نووية أو ستحصل عليها في الأسابيع المقبلة.
وأضاف أن الرأس الحربي النووي الفعال، بالإضافة إلى المواد الانشطارية، يتطلب "الكثير من الأشياء الأخرى".
وكتبت وكالة "رويترز" للأنباء في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 أن التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لصنع ثلاث قنابل نووية.
وأعلن علي أكبر صالحي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في فبراير (شباط) الماضي، مؤكدا ضمنيا قدرة إيران على صنع قنبلة ذرية: "لدينا كل قدرات العلوم والتكنولوجيا النووية".
وفي مقابلته مع "دويتشه فيله"، قال غروسي إن الوكالة الدولية ليس لديها حق الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية "بالقدر الضروري".
وأشار إلى غياب الشفافية في البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا: "عندما تمعن النظر في كل هذه الأمور تظهر علامات استفهام كثيرة".
ولفت المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "الاكتشاف غير المتوقع لليورانيوم" في بعض المنشآت النووية الإيرانية، وحذر من أن هذا الموضوع يثير الشكوك حول البرنامج النووي الإيراني.
وسبق أن نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقارير عن وجود جزيئات يورانيوم ذات أصل بشري في موقعي "ورامين" و"تور قوز آباد".
وكتبت صحيفة "الغارديان" في 10 مارس (آذار) 2024 أن دبلوماسيين أوروبيين وأميركيين يخشون تصاعد حالة عدم الاستقرار في المنطقة في أعقاب الصراع في غزة، وزيادة قوة ونفوذ الجماعات المتطرفة في إيران التي تدعم حصول البلاد على أسلحة نووية.
وفي مقابلته مع "دويتشه فيله"، تناول غروسي التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وأدان بعض التصريحات المتعلقة بالهجوم على المنشآت النووية.
وأكد أن "الهجمات على المنشآت النووية محظورة بشكل مطلق.. إن تطبيع الحديث عن الأسلحة النووية واستخدام الأسلحة النووية والحصول على الأسلحة النووية أمر مؤسف تماما".
وقال زوهار بالتي، المدير السابق لمخابرات الموساد، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" في 17 أبريل (نيسان)، إن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية هو خيار مطروح على طاولة إسرائيل.
من ناحية أخرى، ألمح بعض المسؤولين في إيران إلى احتمال استخدام النظام الإيراني لبرنامجه النووي عسكريا.
وكتب مهدي محمدي، مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الاستراتيجية، في 16 أبريل (نيسان)، في رسالة على موقع التواصل الاجتماعي ""X: "بالإضافة إلى البرنامج الصاروخي، تمتلك إيران أيضًا برنامجًا نوويًا!".
وفي 18 أبريل (نيسان)، أعلن أحمد حق طلب، قائد فيلق حماية وأمن المراكز النووية في إيران، أنه إذا استمرت إسرائيل في خطابها، فسوف تقوم طهران بمراجعة "عقيدتها وسياساتها النووية".
وناقش المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض التقارير المتعلقة بالمفاوضات بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني ورحب بها في مقابلة مع "دويتشه فيله".
ودعا غروسي إلى تعاون إيران لحل القضايا الخلافية، وأعلن عن نيته زيارة لطهران في المستقبل القريب.
وفي وقت سابق، في 19 أبريل (نيسان)، حذر في مقابلة مع قناة "ARD" التلفزيونية الألمانية من أن إيران قريبة جدًا من صنع قنبلة ذرية.