أثار خبر إصابة الممثلة الإيرانية المناهضة للحجاب الإجباري، ترانه عليدوستي، بمرض مجهول، بعد أشهر قليلة فقط من خروجها من السجن، ردود فعل واسعة.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت نادرة حكيم إلهي، والدة ترانه عليدوستي، في بث مباشر على إنستغرام، أن ابنتها تعاني من مرض "غير معروف".
وقالت: ترانه لم تكن بحالة جيدة . المرض صعب. وخاصة أن مصدره غير معروف... أرسلوا لها الحب والدعاء".
بعد ذلك، كتبت "سينيما اعتماد" عن مرض نجمة السينما الإيرانية المعروفة: "ترانه عليدوستي عانت من متلازمة DRESS بعد حوالي ستة أشهر من خروجها من السجن. تحدث هذه الحالة عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه بعض الأدوية. ونتيجة لذلك، يسبب ذلك عدة أعراض مثل الحمى وتشوهات الدم والتهاب الأعضاء في جميع أنحاء الجسم".
وتعد ترانه عليدوستي إحدى الفنانات اللاتي دعمن انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" خلال الاحتجاجات الشعبية عام 2022، وخلعت حجابها الإجباري، واعتقلت لهذا السبب.
يذكر أنه تم اعتقال ترانه في 17 ديسمبر 2022 وخرجت من السجن في 4 يناير 2023.
ووصف بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مرض ترانه بأنه "إرهاب بيولوجي" من قبل النظام. كما تحدث البعض عن "حقنة مجهولة" أثناء فترة سجنها واعتبروا ذلك سبب مرضها.
جدير بالذكر أن قضية الأمراض المشبوهة بعد الخروج من السجن لا تقتصر فقط على ترانه عليدوستي.
ففي 23 أبريل(نيسان)، أفادت المحامية مريم كيان إرثي، أن مصطفى آل أحمد، مخرج السينما، "مثل بعض النشطاء الآخرين، يعاني بعد إطلاق سراحه من السجن منذ فترة طويلة من نوع ما من أمراض المناعة الذاتية".
وأضافت: "إن تكرار مثل هذه الأمراض جعل الناشطين في مجال حقوق الإنسان يواجهون أسئلة جدية ومثيرة للقلق".
وقد اعتقل مصطفى آل أحمد في 8 يوليو 2022 بسبب نشر بيان لعدد من السينمائيين بعنوان "ضع سلاحك أرضاً"، وتم إطلاق سراحه من السجن في 10 أغسطس من نفس العام.
وتحول نشر خبر المرض المشابه لترانه عليدوستي ومصطفى آل أحمد، وقضية الأمراض والوفيات المشبوهة لبعض السجناء السياسيين إلى موضوع ساخن مرة أخرى.
وقالت بهاره هدايت، السجينة السياسية التي أمضت ما يقرب من عقد من حياتها في سجون إيران، إن الأطباء أبلغوها بأنها "معرضة لخطر الإصابة بسرطان الرحم".
وقبل عدة سنوات، قال الصحفي والناشط السياسي علي رضا رجائي، بعد خروجه من السجن، إنه تم تشخيص إصابته بسرطان الجيوب الأنفية وأخيراً في عام 2017، تمت إزالة إحدى عينيه وإزالة جزء من وجهه وفكه.
كما لوحظت حالات مرضية مشبوهة ووفاة مشبوهة بين المواطنين الذين اعتقلوا خلال الانتفاضة الشعبية بعد خروجهم من السجن.
وآخر مثال على ذلك كانت سارة تبريزي، السجينة السياسية السابقة التي توفيت بشكل مثير للريبة خلال عيد النوروز عام 1403 شمسي(20 مارس 2024).
وأعلنت سلطات الطب الشرعي أن سبب وفاتها هو "تناول حبوب".
وقال مصدر مقرب من عائلة تبريزي لـ”إيران إنترناشيونال”: “لم تجد العائلة أي حبوب بجوار جسدها أو في غرفتها وما زالوا لا يعرفون ما إذا كانت تناولت الحبوب وانتحرت أو قتلها عناصر الأمن وأصبحت ضحية قتل للنظام".
وكانت مريم أروين، المحامية التي تقدم المشورة للسجناء وعائلاتهم، ضحية أخرى للوفيات المشبوهة بعد إطلاق سراحها من السجن.
واعتقلت أروين في ديسمبر 2022 وبعد خروجها من سجن سيرجان توفيت بشكل مريب في فبراير 2023.
وأعلن القضاء في إيران أن سبب وفاتها هو الانتحار، لكن عائلة أروين نفت ذلك وقالت إن سبب وفاة ابنتهم هو "الأدوية التي أعطوها لها في السجن".
ويمكن إضافة العديد من الأسماء إلى هذه القائمة: عرشيا إمام قلي زاده، وميلاد (أراش) فروزنده، ويلدا آقا فضلي، وعلي رضا خاري، وهي مجرد أمثلة قليلة من هذه الحالات.
ورداً على الوفيات المشبوهة للمعتقلين والسجناء، استدعى بعض السجناء السياسيين السابقين ذكرياتهم وقالوا إنهم أُجبروا في مراكز الاحتجاز والسجون الإيرانية على تناول أدوية مشبوهة ومدمرة وذات تأثير نفسي.
والآن، أدى المرض المشبوه الذي تعرض له اثنان من السينمائيين البارزين إلى تحويل قضية المرض مجهول المصدر والوفيات المشبوهة والانتحارات المتسلسلة للمواطنين بعد خروجهم من السجن إلى قضية حساسة للرأي العام.
ويتساءل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عما يحدث في سجون النظام الإيراني وما يجب فعله للتعامل مع هذا الوضع؟.