اعتبر محمد ميرخاني، المستشار الاجتماعي لمنظمة النظام الطبي الإيرانية، ظروف العمل الصعبة للأطباء في إيران، أحد أسباب الارتفاع الكبير في عدد حالات الانتحار بين هذه الفئة، واصفًا بيئة عمل الأطباء في المستشفيات بـ "الثكنات".
وقال ميرخاني: "في يوم من الأيام، كان المجال الطبي يحظى بشعبية كبيرة، وكان له وضع مالي جيد، ولكن لسوء الحظ، تزايدت المشاكل المالية في العقود القليلة الماضية، وعادةً ما يصبح الأطباء أكثر حساسية من الناحية العائلية والعاطفية بسبب ظروف عملهم، ومن ناحية أخرى، فإن النوم المتقطع يجعل الشخص ضعيفًا للغاية".
ووصف بيئة عمل الأطباء في المستشفيات بـ"الثكنات"، وأضاف أن هذه الظروف صعبة بشكل خاص على المساعدين الطبيين.
وأشار إلى أن المساعدين الطبيين "في بعض الأحيان لا يستطيعون النوم لمدة 72 ساعة، وهذا الوضع خطير للغاية، وعادة، هذا الوضع يجعلهم مكتئبين".
وأشار إلى تراجع مكانة الأطباء في المجتمع، واشتباكات المرضى ومرافقيهم العنيفة مع الأطباء، بالإضافة إلى انخفاض تأمينهم في أماكن العمل.
ودق ناقوس الخطر مرة أخرى بشأن انعدام الأمن النفسي بين الطواقم الطبية، في الأيام الأخيرة، بعد أنباء انتحار سميرا آل سعيدي، طبيبة أمراض الروماتيزم، وعضو مركز أبحاث الروماتيزم بجامعة طهران للعلوم الطبية.
وكتب الطبيب محمد عبدوس، على موقع X الاجتماعي، تعقيبًا على انتحار آل سعيدي: "يتعرض الأطباء لكثير من التوتر، وضغوط العمل أكثر من باقي شرائح المجتمع".
وأضاف أنه قبل يوم واحد من انتحارها، كانت آل سعيدي قد تحدثت مع زملائها عن نيتها القيام بذلك، لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد.
وأعلن نيما شهرياربور، المتخصص في طب الطوارئ، في يناير الماضي، أنه وفقًا للبحث الذي تم إجراؤه، فإن عدد حالات الانتحار بين أفراد المجتمع الطبي قد زاد بين 3.1 و5 مرات.
وأضاف: أنه من بين 14 ألف مساعد طبي في البلاد، ينتحر 13 شخصًا في المتوسط كل عام، على سبيل المثال.
وأدى انتحار طبيبة القلب، برستو بخشي، في أواخر مارس (آذار) الماضي، إلى ردود أفعال عديدة. وكانت برستو قد أنهت حياتها بتناول الدواء وهي في عمر 35 عاماً.
ووصف الناشط الإعلامي في مجال الطب، هادي يزداني، الأحداث التي أدت إلى انتحار هذه الطبيبة، بأنها مثال على "القمع والإذلال الممنهج" للطواقم الطبية في وزارة الصحة.