تتزايد المخاوف من قمع الإعلاميين والصحافيين في إيران، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للإعلام، الذي يوافق 3 مايو/ أيار من كل عام؛ حيث يواجه الصحافيون ووسائل الإعلام المستقلة في طهران الاعتقالات التعسفية والأحكام القاسية للغاية الصادرة ضدهم بعد محاكمات جائرة.
وتظهر التقارير الدولية وتقارير منظمات حقوق الإنسان المعنية بإيران، أن وضع الصحافيين والإعلاميين يزداد سوءًا، في ظل استمرار مضايقات السلطات الأمنية على الصحافة ومحاولة قمع الأصوات الإعلامية الناقدة لما يجري في البلاد.
ووضعت منظمة مراسلون بلا حدود، في تقييمها السنوي، إيران إلى جانب الصين وكوريا الشمالية وسوريا وإريتريا، في أسف لترتيب مؤشر حرية الصحافة.
وفي إشارة إلى اليوم العالمي لحرية الصحافة، أدان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أي أعمال عنف ضد الصحافيين، وشدد على أن "مثل هذه الجرائم لا ينبغي أن يفلت فاعلوها من العقاب".
ووفقًا للمؤشر السنوي لحرية الصحافة، الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود، يظل الشرق الأوسط أحد أخطر المناطق بالنسبة للصحافيين.
وتحتل إيران المرتبة 176 من بين 180 دولة، صنفتها منظمة "مراسلون بلا حدود" من حيث قدرة الصحافيين على العمل وتقديم التقارير بحرية واستقلالية.
وأكدت هذه المنظمة الدولية أن وضع إيران كواحدة من أكثر الدول قمعًا في العالم فيما يتعلق بحرية الصحافة قد ساء منذ الاحتجاجات الشعبية عام 2022، وأنها تعد واحدة من أكبر سجون العالم للصحافيين.
وشدد هذا التقرير على أن الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلة في إيران يواجهون باستمرار الاعتقالات التعسفية والأحكام القاسية للغاية الصادرة ضدهم بعد محاكمات جائرة في محاكم الثورة.
وبعد إيران، تأتي ميانمار وإريتريا وأفغانستان وسوريا في المراكز الأخيرة من هذه القائمة.
وبُناءً على هذا التصنيف، تخلت ثلاث دول آسيوية في نهاية مؤشر العام الماضي، بما في ذلك فيتنام والصين وكوريا الشمالية، عن مكانتها في تصنيف هذا العام لأفغانستان وسوريا وإريتريا، التي انخفضت درجاتها في مؤشر حرية الصحافة العالمي بشكل كبير.
وبحسب تقرير منظمة الدفاع عن التداول الحر للمعلومات، فإنه في الربع الأول من عام 2024، تمت ملاحقة ما لا يقل عن 91 صحافيًا وإعلاميًا من قِبل السلطات الأمنية والقضائية في إيران.
وشددت هذه المنظمة على أن إيران تحاول عمدًا "تشويه سمعة" الصحفيين ووسائل الإعلام غير الحكومية.
وقال عضو مجلس إدارة رابطة أهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية والمعارض المعروف للنظام الإيراني، حامد إسماعيليون، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، إن العديد من الصحافيين في إيران ضحوا بحياتهم من أجل نشر الحقيقة، وكثيرون طُردوا من وطنهم، وكثيرون سُجنوا.
وقال إسماعيليون، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، إن نضال الصحفيين في إيران هو معركة يومية للتغلب على الرقابة وسياسات القرون الوسطى، التي تمارسها السلطات في إيران.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن الصحفيون ووسائل الإعلام من رواية حقيقة الحياة الإيرانيين بحرية في "مستقبل بدون رقابة وبدون النظام الحالي".
وقال تقرير منظمة الدفاع عن التداول الحر للمعلومات، إنه قد حُكم على 24 صحافيًا وإعلاميًا في إيران، من بينهم 7 نساء و17 رجلًا، في الأشهر الثلاثة الماضية، بالسجن لمدة إجمالية بلغت 14 عامًا وسبعة أشهر وعقوبات أخرى، مثل الغرامات والنفي والحرمان من ممارسة الأنشطة الصحافية والنشاط في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت هذه المنظمة أن إيران انتهكت الحقوق القانونية للصحافيين، الذين تمت محاكمتهم في 95 قضية على الأقل.