أكدت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية، تكرار فرض القيود، التي كانت سائدة في فترة الثمانينيات، بالمدارس، وانتشار التدخين، وتعاطي المخدرات بين المراهقين، والتعامل العنيف والمهين مع التلاميذ.
وقال علماء اجتماع لهذه الصحيفة إن هذه القضية تنبع من تغير أعراف المراهقين، التي تتعارض مع الأيديولوجية السياسية والدينية للنظام.
وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى قائمة المواد المحظورة، ونقلت عن فتاة في الصف التاسع، تدعى كيانا، قولها إن مسؤولي المدرسة في بداية السنة الدراسية سألوا التلميذات عما إذا كان لديهن مرايا أو خواتم أو قلائد أو أشياء أخرى لتسليمهما، ولكن لم يستجب لهم أحد.
نمو هائل في معدلات التدخين وتعاطي المخدرات في المدارس
وذكرت الصحيفة في هذا التقرير، نقلاً عن تلميذ يُدعى علي رضا، يبلغ من العمر 16 عامًا، أن هناك نموًا هائلًا في استخدام السجائر الإلكترونية بالمدارس.
وأضاف التلميذ: بدأت مجموعة من التلاميذ موجة من التدخين في محيط المدرسة، في العام الدراسي الماضي، وتم التعرف عليهم وطردهم، لكن بعد مرور بعض الوقت، قامت مجموعة أخرى من التلاميذ ببيع السجائر الإلكترونية داخل المدرسة، واستخدمها بعضهم هناك، مما تسبب في مشاكل عقلية ونفسية لدى المراهقين الذين يستخدمونها.
ويتم استخدام السجائر العادية، ومخدر "كُل" (الماريغوانا)، في مدرسة أخرى، والذي يباع مقابل 300- 400 ألف تومان لعدد كبير من المشترين المراهقين، بالإضافة إلى السجائر الإلكترونية.
وأكدت عالمة الاجتماع والخبيرة التربوية، فروغ تيموريان، انتشار استخدام السجائر الإلكترونية بين التلاميذ وقالت لـ "هم ميهن": "أصبحت المشاكل المختلفة شائعة في المدارس، لدرجة أن تدخين السجائر العادية والإلكترونية ومخدر (كُل) أمرًا طبيعيًا".
وقالت، في إشارة إلى تعاطي المراهقين للسجائر ومخدر الحشيش ووسائل منع الحمل، إن الجيل الجديد يتصرف كأن ليس لديه ما يخسره، وشددت في الوقت نفسه على أن "معاقبة التلاميذ وتوبيخهم وطردهم بسبب هذه القضايا أمر عديم الفائدة".
وأضافت أن تفتيش حقائب التلاميذ، الذي كان شائعًا في العقود الماضية، ليس حلًا مناسبًا لحماية المراهقين و"ليس له أي نتيجة سوى إثارة الكراهية والاشمئزاز".
متابعو "إيران إنترناشيونال" يؤكدون عنف مسؤولي المدارس مع المراهقين
وطرحت قناة "إيران إنترناشيونال"، في السياق نفسه، اليوم السبت، على متابعيها سؤالًا، حول تجربتهم وروايتهم عن تفتيش التلاميذ والمعاملة القاسية من قِبل مسؤولي المدارس مع المراهقين.
ووجهت تلميذة بمدرسة ثانوية، في همدان، رسالة إلى "إيران إنترناشيونال"، وقالت إنه منذ السنة الأولى لدخول المدرسة، يقوم المسؤولون يوميًا بامتهان الفتيات جسديًا بجهاز ويفتشون حقائبهن.
وأضافت: في كثير من الأحيان، يقومون بمصادرة بعض الأغراض الشخصية مثل المرايا، خلال عمليات التفتيش هذه، ولا يعيدونها للتلاميذ، ويأخذون أدوية علاجية من المراهقين ولا يسمحون باستخدامها.
واستعاد شاب ذكرى من سنته الثالثة في المدرسة الإعدادية، قائلًا: إن مدير المدرسة صفع طالبًا؛ لأنه حمل هاتفًا محمولًا.
وأعلن والد أحد المراهقين، في رسالة إلى "إيران إنترناشيونال"، زيادة بيع المخدرات في المدرسة، وقال في الوقت نفسه إن مسؤولي المدرسة لا يسمحون للتلاميذ بحمل الهواتف المحمولة؛ لأنهم يخافون من التقاط صور عن السلوك العنيف والقبيح لمشرفي ومديري المدارس.
وأضاف: يمكن رؤية جميع أنواع الفساد والسلوك غير القانوني في أي جزء من إيران؛ حيث يُحظر استخدام الهواتف المحمولة.