أقيم اليوم الثلاثاء 14 مايو (أيار) حفل افتتاح الدورة السادسة عشرة لمؤتمر جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية، وشارك مدير تحرير قناة "إيران إنترناشيونال" في هذا الاجتماع ممثلا عن القناة وفريقها الإعلامي.
وفي كلمته بهذا المؤتمر أشاد مدير تحرير القناة، علي أصغر رمضان بور، بالمواطنين الإيرانيين الشجعان الذي يمدون القناة بالمعلومات والحقائق الموثقة بالصوت والصورة، معرضين حياتهم للخطر وبطش النظام.
وحضر رمضان بور لتسلم "جائزة الشجاعة" التي قدمها "مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية"، للقناة تقديرا لجهودها وموضوعيتها في نقل الحقيقة وتسليط الضوء على معاناة المواطنين في إيران.
وأشاد مدير تحرير القناة بالمواطنين الإيرانيين الذين يرسلون قصص حياتهم ومعاناتهم إلى القناة، واصفا إياهم بأنهم "رواة الحقيقة الشجعان".
وشدد على أن المواطنين "يضحون بحياتهم" لكشف الحقيقة، وستستمر شجاعتهم في إلهام العمل المهني للصحافيين العاملين في قناة "إيران إنترناشيونال".
وذكّر مدير تحرير "إيران إنترناشيونال" بأن "ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران" كان محور الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر جنيف العام الماضي.
وأعلن "مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية" أن "جائزة الشجاعة" لعام 2024 ستمنح لقناة "إيران إنترناشيونال"، واصفا القناة بأنها "وسيلة إعلامية شجاعة" تفضح الانتهاكات اليومية للنظام الإيراني.
وكتب "مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية"، الثلاثاء 7 مايو (أيار)، أن مدير تحرير القناة علي أصغر رمضان بور، والمذيع بوريا زراعتي، سيتسلمان هذه الجائزة.
و"مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية" هو اجتماع سنوي ينظمه ائتلاف يضم 25 منظمة غير حكومية.
ويسعى هذا المؤتمر السنوي إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى قضايا حقوق الإنسان التي تتطلب التحقيق واتخاذ الإجراءات الفورية.
ويعقد المؤتمر سنويا قبل الاجتماع الرئيس لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والغرض الرئيس منه هو إدراج القضايا الدولية المهمة في جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان الأممي.
ويشارك المئات من الدبلوماسيين والصحافيين والناشطين والقيادات الطلابية وضحايا الأنظمة الاستبدادية في "مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية".
وحتى الآن، قامت وسائل الإعلام الدولية المشهورة، مثل "سي إن إن"، ووكالة "فرانس برس"، و"أسوشيتد برس"، و"دويتشه فيله"، و"وول ستريت جورنال"، بتغطية هذا المؤتمر السنوي.
تسليط الضوء على الانتهاكات في إيران
وفي جزء آخر من كلمته في هذا المؤتمر، أشار مدير قناة "إيران إنترناشيونال" إلى العنف والحرب، وقمع رغبة الناس في حياة أفضل في إيران، والعديد من البلدان الأخرى في السنوات الأخيرة، ودعا المنظمات الدولية إلى المساعدة في التخلص من هذه الظروف الصعبة.
وأشار رمضان بور في هذا المؤتمر إلى التعذيب والقتل الذي تمارسه السلطة في إيران، والإعدامات غير القانونية، والعنف ضد المرأة في الشوارع، وسجن المواطنين، وانتهاك حقوق الأقليات في ظل نظام الجمهورية الإسلامية، وقال إن دعم العالم للشعب الإيراني يتحقق عبر "استمرار التركيز والاهتمام العالمي" بما يجري من قمع واضطهاد في إيران.
وأكد أيضًا أن أعمال التهديد التي تم تنفيذها ويجري تنفيذها ضد "إيران إنترناشيونال" بهدف وقف عملها الإعلامي، لم تتمكن من التأثير على نشاط القناة.
وهددت السلطات الإيرانية، مرات عديدة، "إيران إنترناشيونال" وموظفيها، وزادت هذه التهديدات بشكل كبير بعد تغطية انتفاضة الشعب الإيراني عام 2022.
ومُنحت جائزة الشجاعة لـ"إيران إنترناشيونال"، بعد حوالي شهرين من تعرض بوريا زراعتي، مذيع القناة، لهجوم من قبل مجهولين في مارس (آذار) أثناء مغادرته منزله في حي ويمبلدون بلندن، وقد أصيب زراعتي بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى.
وأشار زراعتي، الذي كان حاضرا في مؤتمر جنيف، إلى هذه الحادثة، ووصفها بأنها "هجوم على الصحافة وحرية التعبير والقيم الغربية"، وقال إن هذه الحادثة تعكس نموذجا صغيرا للمشهد الذي يواجهه الشعب الإيراني بشكل يومي.
وقال زراعتي إن الشعب الإيراني يريد الديمقراطية، وسيادة القانون على أساس حقوق الإنسان الدولية، والسلام مع الدول المجاورة، والعالم أجمع.
وشدد زراعتي على أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إيران بهجمات ضد الصحافيين في العالم الحر، ويجب على السياسيين الغربيين أن يتوصلوا أخيرًا إلى نتيجة مفادها أن سياسة الاسترضاء مع هذا النظام لن تنفع.
ومنذ احتجاجات عام 2022 التي انفجرت عقب مقتل الشابة مهسا أميني على يد الشرطة الإيرانية صعدت إيران من هجماتها واعتداءاتها على قناة "إيران إنترناشيونال" والعاملين فيها.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" الشهر الماضي أن إيران تستخدم الجماعات الإجرامية المنظمة لمهاجمة أهدافها في أوروبا.
وكنموذج على هذه الإجراءات والأعمال التي تقوم بها طهران ضد قناة "إيران إنترناشيونال" ذكرت قناة "آي تي في" البريطانية، في تقرير سابق، أن جواسيس الحرس الثوري الإيراني عرضوا على أحد المتاجرين بالبشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 قتل مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد، والمذيعة السابقة لهذه القناة، سيما ثابت، مقابل 200 ألف دولار، لكن الشخص المأجور كشف المؤامرة، حيث كان جاسوسا مزدوجا.
وقبل ذلك، أظهرت الوثائق التي سربتها مجموعة "عدالة علي" للقرصنة الإلكترونية بعد اختراقها نظام السلطة القضائية في إيران، أن محكمة الثورة في طهران أدانت 44 صحافيًا وناشطًا إعلاميًا أجنبيًا في فبراير (شباط) 2021 غيابيًا بتهمة الدعاية ضد النظام، وحكمت عليهم بالسجن.
وفي هذه القائمة، يمكن رؤية أسماء مثل محمود عنايت، وعلي أصغر رمضان بور، ومهدي باربانشي، وفرداد فرحزاد، ومرتضى كاظميان، وهم صحافيون وإعلاميون يعملون في قناة "إيران إنترناشيونال".
ووفقًا لوثيقة أخرى كشفت عنها مجموعة "عدالة علي"، بعد احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 20219، اتخذت وزارة الإعلام في إيران، سلسلة من الإجراءات ضد الموظفين في قناة "إيران إنترناشيونال" وذويهم، وذلك بسبب تغطية القناة ونقلها للأحداث في إيران.
يشار إلى أن قناة "إيران إنترناشيونال" اضطرت يوم 18 فبراير (شباط) من العام الماضي إلى نقل بثها التلفزيوني مؤقتا من مكتبها في لندن إلى واشنطن بشكل كامل بعد تهديدات إرهابية.
وجاء قرار إغلاق مكتب لندن بعد أن قالت الشرطة البريطانية، في بيان لها، إن "مواطنا نمساويا يدعى محمد حسين دوتايف، اعتقلته شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بتهمة محاولة ارتكاب جرائم إرهابية ضد مقر قناة "إيران إنترناشيونال".
واستأنفت قناة "إيران إنترناشيونال" في سبتمبر (أيلول) الماضي بثها المباشر من استوديوهاتها الجديدة في لندن، بعد توقف دام نحو 217 يوما (أكثر من 7 أشهر)، على خلفية تهديدات إرهابية اضطرتها إلى نقل البث من مكتب القناة في واشنطن.