أكد وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، أن الاعتقال العنيف والمثير لامرأة بسبب عدم ارتدائها الحجاب وسط العاصمة طهران جاء وفقا للقانون.
وقد أدلى وحيدي بهذا التصريح ردا على سؤال أحد الصحفيين بعد اجتماع الحكومة هذا الأسبوع، والذي سأله عن الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع لاعتقال المرأة في أحد شوارع وسط طهران يوم الإثنين.
ويظهر الفيديو امرأتين ترتديان الشادور الأسود وهما تسحبان، امرأة مكشوفة الشعر، تدفعها الأولى إلى الأرض وتلفها الثانية ببطانية قبل أن تسحباها إلى سيارة شرطة لا تحمل أرقاما.
ووفقا للمقطع المنشور خلع قميص المرأة أثناء عملية الاعتقال، وبعد ذلك قامت إحدى شرطيات الأخلاق أو ما تعرف بشرطة "الإرشاد" بإحضار بطانية ولفها ومن ثم دفعها إلى داخل السيارة.
و"كتبت امرأة تنشر باسم سوزان على موقع "X" .
"لدي ابنة وبكيت كثيرا بعد مشاهدة الفيديو. وبكيت أكثر عندما أكد الوزير أن اعتقال الفتيات بالبطانيات بالطريقة التي رأيناها هو تنفيذ للقانون. من فضلكم لا تنجبوا البنات، ولادة طفلة في إيران هو أعظم مصيبة. أن تكوني امرأة في هذا البلد هو أصعب الأمور، خاصة الآن بعد أن علمنا أن لديهم "قوانين شاملة" لمطاردتهن".
وقد وصل الأمر إلى الاحتجاج ضد هذا السلوك إلى بعض مؤيدي النظام المعتدلين حيث أدانوا أعمال العنف على وسائل التواصل الاجتماعي.
وغرد أحد مستخدمي موقع "X" المؤيدين للنظام عن فيديو المرأة الملفوفة بالبطانية:
"ماذا يقول القانون بشأن استخدام البطانيات بهذه الطريقة؟ من كان يجرؤ على فعل مثل هذه الأشياء لو كان الجنرال قاسم سليماني على قيد الحياة؟ "هناك فرق بين الذهب والنحاس!".
وخلال السنوات الأخيرة، احتج العديد من النساء الإيرانيات على "الحجاب الإجباري"، الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان إلى الاعتقالات والسجن. كما صادرت السلطات آلاف السيارات وأغلقت الشركات بسبب رفضها تطبيق قوانين الحجاب.
وقال 84 بالمائة من أكثر من 12 ألف مشارك في استطلاع للرأي أجرته صحيفة "شرق" الإصلاحية في إيران عبر الإنترنت في أكتوبر/تشرين الأول إنهم يعارضون قوانين اللباس الإلزامية والحجاب. حيث أكد كثير منهم أن الحجاب أمر شخصي.
وكان المتشددون، لاسيما حزب بايداري (الصمود) يبحثون عن طرق لتعزيز فرض الحجاب في إيران. وقد أدى تكتيك "شرطة الأخلاق" المتمثل في اعتقال النساء بسبب "الحجاب غير المناسب" إلى نتائج عكسية بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات "المرأة الحياة الحرية" على مستوى البلاد والتي استمرت لعدة أشهر وهزت المؤسسة الحاكمة في إيران بشكل غير مسبوق وقتلت قوات الأمن على إثرها أكثر من 550 مدنيا واعتقل نحو 22 ألف شخص.
وفي 13 أبريل، عادت دوريات الأخلاق سيئة السمعة إلى الشوارع في إيران بعد غياب دام عدة أشهر.
ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن أعمال عنف واسعة النطاق، بما في ذلك التحرش الجنسي، من قبل عدد من الصحف والمواقع المستقلة نسبيًا أو المقربة للإصلاحيين والمحافظين المعتدلين، فضلاً عن تقارير المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي.