دعا المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، إيران، إلى التوقف عن تهديدها بمراجعة "عقيدتها النووية"، وذلك في ضوء تصريحات المسؤولين الإيرانيين باحتمال التخلي عن السياسة النووية السابقة، والتوجه نحو صناعة الأسلحة النووية.
وقال، في مقابلة صحفية: "ما زلنا نريد من إيران تغيير نهجها النووي، واتخاذ خطوات ملموسة، مثل تحسين التعاون على الفور مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف بيتر ستانو، في جزء آخر من مقابلته، إن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وفريقه، يواصلان الجهود لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، قائلًا: "كان هدفنا دائمًا منع إيران من الحصول على أسلحة نووية من خلال الوسائل الدبلوماسية".
وأوضح، دون تسمية مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، كمال خرازي، وتهديداته المبطنة باحتمالية لجوء إيران إلى صنع قنبلة نووية: " من الضروري إظهار أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوضع الإقليمي المتوتر للغاية".
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي: "إن المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، عبر إطلاق التصريحات حول البرنامج النووي، حتى لو لم يعكس الموقف الرسمي للبلاد، ليس في مصلحة أحد".
وتصر إيران دائمًا على أن برنامجها النووي سلمي، وذو أغراض مدنية، لكن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، كمال خرازي، حذر الأسبوع الماضي من أنه "إذا تعرض وجود إيران للتهديد، فإنها قد تعيد النظر في عقيدتها النووية".
ووقّعت إيران والقوى العالمية الست، في عام 2015، اتفاقًا بعنوان "خطة العمل المشتركة الشاملة"، أو ما يُعرف بالاتفاق النووي، والذي يحد من أبعاد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات عنها.
وكثّفت إيران تخصيبها وتخزينها لليورانيوم وحدت من وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى منشآتها النووية، مع انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من هذا الاتفاق عام 2018، وعودة العقوبات.
لكن الإدارة الأميركية الحالية، برئاسة جو بايدن، والاتحاد الأوروبي، دعيا إيران مرارًا إلى العودة إلى التزاماتها النووية وأعربا عن رغبتهما في إحياء هذا الاتفاق.
وكان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، كمال خرازي، أشار قبل أيام إلى احتمال وقوع هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران، وأعلن أنه في حال تعرض وجود النظام الإيراني للتهديد، فإن طهران ستغيّر عقيدتها النووية.
وأكد خرازي، مرة أخرى، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، أن إيران "تمتلك القدرة على إنتاج قنبلة نووية".
ووصفت الولايات المتحدة هذه التصريحات بأنها "غير مسؤولة"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر: "كما أوضح الرئيس بايدن، ووزير الخارجية، ستضمن الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال أن إيران لن تحصل أبدًا على سلاح نووي".
ويأتي التهديد بتغيير محتمل في العقيدة النووية الإيرانية، في الوقت الذي حذر فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الشهر الماضي، من أن إيران ليست على بُعد أشهر، بل أسابيع من الحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية.