أدرج البرلمان الإيراني، خطة تقسيم محافظة بلوشستان السُّنية، على جدول أعماله، وذلك بعد يوم واحد من تقديم وزير الداخلية، أحمد وحيدي، خطة لتقسيم هذه المحافظة، مرة أخرى؛ بهدف السيطرة الأمنية.
وقد عارض مواطنو بلوشستان هذه الخطة من قبل، لكن بحسب قول خطيب جمعة مدينة زابل، وممثل خامنئي في هذه المدينة، التي تقع في محافظة بلوشستان، فإن "السيطرة الأمنية على أربع محافظات أسهل من محافظة واحدة واسعة".
وتم إدراج تقرير لجنة الشؤون الداخلية ومجالس الشورى حول خطة تقسيم محافظة بلوشستان إلى أربع محافظات، في جدول أعمال البرلمان، اليوم الأحد، 19 مايو (أيار) 2024.
وقال وزير الداخلية الإيراني، في حكومة إبراهيم رئيسي، أمس، السبت، إن خطة "تقسيم محافظة بلوشستان إلى أربع محافظات كانت على جدول أعمال اللجنة الداخلية ومجالس الشورى، وإن هذه القضية قديمة، وطالبنا بها في فترات مختلفة، وتتم دراستها حاليًا في وزارة الداخلية".
وأضاف أن هناك خطة في البرلمان، إذا تمت الموافقة عليها سنعمل على أساسها.
وسيتم تقسيم بلوشستان إلى أربع محافظات: بلوشستان الشمالية، والوسطى، والجنوبية، بالإضافة إلى محافظة مكران، بحسب خطة البرلمان.
وتم الإعلان عن خطة تقسيم بلوشستان لأول مرة، في 27 سبتمبر (أيلول) 2020، في البرلمان السابق.
وبُناءً على هذه الخطة، التي لم تتم الموافقة عليها، ستقوم الحكومة بتقسيم بلوشستان إلى أربع محافظات، هي: بلوشستان الشمالية ومركزها زابل، وبلوشستان الوسطى ومركزها زاهدان، وبلوشستان الجنوبية ومركزها إيرانشهر، ومحافظة مكران ومركزها تشابهار، خلال ستة أشهر من تاريخ الموافقة على الخطة.
وتحدث الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أثناء رحلته إلى بلوشستان، في 9 مارس (آذار) الماضي، عن تقسيم هذه المحافظة إلى أربع محافظات.
وقال: "لقد أبلغنا وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، وتلقت الحكومة المقترحات، وهي قيد المراجعة من قًبل وزارة الداخلية. وبعد ذلك، ستتم دراسة هذه القضية في لجنة الشؤون الأولية التابعة للحكومة، حتى نتمكن أخيرًا من رؤية القرار، الذي يجب اتخاذه بشأن المقترحات المختلفة المطروحة لبلوشستان".
وأضاف ممثل تشابهار، معين الدين سعيدي، أن أي مخطط لتقسيم محافظة بلوشستان دون أخذ مقترحات ومطالب أبناء المحافظة ونخبها وعلمائها، بعين الاعتبار، محكوم عليه بالفشل.
وبعد عام واحد من تقديم الخطة الأولى لتقسيم محافظة بلوشستان، في نوفمبر 2021، انطلقت حملة إلكترونية افتراضية بعنوان: "لا لتقسيم محافظة بلوشستان"، بمشاركة نحو 11 ألف توقيع.
ومن ناحية أخرى، فإن مخطط تقسيم محافظة بلوشستان وجد له أنصارًا من مؤيدي النظام؛ حيث قال خطيب جمعة مدينة زابل، وممثل المرشد خامنئي، مجتبي عزيزي، في سبتمبر (أيلول) 2023، إنه بتقسيم محافظة بلوشستان، سيكون من الأسهل السيطرة على الوضع من الناحية الأمنية، لأنه سيكون هناك أربعة محافظين، وأربع محافظات لها ميزاتها وصلاحياتها الأمنية الخاصة.
وأشار أحد واضعي خطة تقسيم بلوشستان، في البرلمان السابق، حبيب الله دهمرده، في نوفمبر 2023، إلى مسألة معارضي تقسيم محافظة بلوشستان، وقال: "ألم يكن هناك صراع على تقسيم خراسان؟ انظر إلى التاريخ، الجميع لا يرحبون بالتغيير. وهنا أيضًا قد تعارض بعض المجموعات ذلك لأي سبب من الأسباب".
وتأتي تصريحات المدافعين عن تقسيم بلوشستان، في حين أنه قبل 10 سنوات كان مجرد الحديث عن تقسيم المحافظة يُنسب إلى "المنافقين" و"الأعداء".
هذا وكانت قد أثيرت شائعة، في أبريل 2013، عشية الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مفادها أنه سيتم تقسيم بلوشستان إلى ثلاث محافظات: سيستان وبلوشستان وإيرانشهر.
وقال خطيب جمعة أهل السُّنَّة في زاهدان، مولوي عبدالحميد، حينها: "بلوشستان جزء من هوية شعبنا، ومن يريدون إزالة اسم بلوشستان من المحافظة فإننا نعتبرهم أعداء شعبنا".
ومع ذلك، فإن سلطات النظام الإيراني تريد السيطرة على بلوشستان، وكما قال خطيب جمعة زابل، مع وجود أربع محافظات أصغر وأربعة محافظين وسلطات أمنية، يمكنهم بسهولة السيطرة على أوسع محافظة في إيران.
وكانت بلوشستان مسرحًا لاحتجاجات شعبية ضخمة في عام 2022، وبالتزامن مع الانتفاضة الشعبية الإيرانية، في 30 سبتمبر (أيلول) 2022، المعروف باسم جمعة زاهدان الدامية؛ حيث تجمع المصلون احتجاجًا على اعتداء قائد الشرطة على فتاة بلوشية تبلغ من العمر 15 عاماً في تشابهار.
واستهدفت عناصر الأمن، بمن في ذلك القناصة المتمركزون على الأسطح، المتجمهرين، وكذلك المواطنين الآخرين في مسجد زاهدان بالرصاص الحي؛ ردًا على ذلك.
وقُتل في هذا الهجوم أكثر من 100 شخص، بينهم 17 طفلًا ومراهقًا، وأُصيب ما لا يقل عن 300 آخرين بقطع أحبالهم الشوكية، كما أُصيب البعض الآخر بالعمى والإعاقة.