عقب مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه، كتبت أسر ضحايا نظام طهران المطالبين بتحقيق العدالة رسائل عبروا فيها عن سعادتهم بسماع نبأ وفاته. ووصفوا رئيسي في هذه الرسائل كأحد "أهم منتهكي حقوق الإنسان" في إيران، كما أكدوا على أنه أفلت من المحاكمة بمصرعه.
وبالإشارة إلى جرائم رئيسي في العقود الأربعة الماضية، ذكّرت هذه العائلات بالألقاب المنسوبة إليه مثل: "جلاد 1988"، و"آية الله المجزرة"، و"قاضي الموت"، و"عضو لجنة الموت".
كما نشر بعض أفراد الأسر المطالبة بتحقيق العدالة مقاطع فيديو لأحبائهم المتوفين وهم يرقصون، وطلبوا من المواطنين الرقص تعبيرا عن فرحتهم بوفاة رئيسي ورفاقه.
وتم تعيين رئيسي وهو في سن الخامسة والعشرين نائبًا لمحكمة الثورة عام 1985، وفي عام 1988 شارك بصفته نائب المدعي العام في طهران في "لجنة الموت" لإرسال عدة آلاف من الأشخاص إلى الإعدام بين أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) من عام 1988 .
وتوفي إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر يوم الأحد 19 مايو (أيار) 2024 عن عمر يناهز 64 عامًا.
إسماعيليون: ضحايا رئيسي حرموا من فرصة محاكمته
وكتب حامد إسماعيليون، إحدى الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني وعضو جمعية أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، على "X": "لقد حُرم ضحايا رئيسي من فرصة محاكمة هذا المجرم، لكن اسمه سيحفر في التاريخ في كفن الجريمة المظلم".
وقال إن رئيسي يستحق أن يحاكم أمام محكمة عادلة بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية، مضيفا أن الشعب الإيراني ضحية جرائم ضد الإنسانية، ويستحق أن يرى العدالة.
وكتبت بانو صابري، السجينة السياسية السابقة التي قُتل زوجها عباس علي منشي رودسري في إعدامات الثمانينيات، على شبكة التواصل الاجتماعي "X"، مرفقة هاشتاغ "مقبرة خاوران ذاكرة تاريخية، المطالبة بالعدالة ومجزرة 88": "عزيزي عباس، ستبقى في ذاكرتي دائمًا".
كما نشرت بهار، ابنة هذا السجين السياسي المعدوم، صورة لوالدها على "X"، وكتبت: "هذه أمنية أخرى حولها رئيسي (أحد أعضاء لجنة الموت) إلى حسرة".
دايه شريفة: رحل جلاد آخر
ونشر أمجد حسين بناهي، شقيق السجين السياسي رامين حسين بناهي، الذي أُعدم عام 2018، رسالة من الأم المطالبة بالعدالة، دايه شريفة، على شبكة "X".
وفي هذه الرسالة التي نشرت مع هاشتاغ "سقوط الجلاد"، جاء نقلاً عن هذه الأم المطالبة بتحقيق العدالة: "أنا سعيدة لأن جلادًا آخر قد مات، أنا سعيدة لأن اليوم الآلاف من الأمهات المكلومات سعيدات مثلي، وأنا سعيدة لأن ابني رامين أعدم وهو بريء بتوقيع من هؤلاء الجلادين".
وكتبت جوانا طميسي، زوجة محسن مظلوم، أحد السجناء السياسيين الأكراد الأربعة الذين أعدمهم النظام الإيراني في فبراير (شباط) 2024، على شبكة "X" مع هاشتاغ "سقوط الجلاد": "لمحسن، وبيجمان، ووفاء، ومحمد، وجميع من تم إعدامهم".
شقيق نويد أفكاري: لم أر والدتي بهذه السعادة طوال هذه السنوات
أشار سعيد أفكاري، شقيق نويد أفكاري، المصارع الذي أعدمه النظام الإيراني، إلى أنه لم ير والدته سعيدة بهذه الدرجة طوال السنوات الماضية، وكتب على "X": "شقيقي وحيد كان يخبرنا أنه بعد أيام قليلة من مقتل نويد، جاء العديد من الأشخاص الذين يمثلون إبراهيم رئيسي وذهبوا للقاء وحيد في قبو سجن عادل آباد في شيراز. وأخبر ممثلو رئيسي شقيقي وحيد أن الحاج طلب لملمة القضية. إما أن تظهر على التلفاز وتقول إنك مجرم، أو سنعدم حبيبك أمامك أولاً، ثم نعدمك أنت".
وأضاف أفكاري: "آمل أن تكون قد شعرت ولو للحظات قليلة ببعض الألم الذي عانينا منه".
وأعرب فرهاد محمودي، شقيق فريدون محمودي، أحد ضحايا الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022 في إيران، عن سعادته على شبكة التواصل الاجتماعي "X"، وكتب: "كنت سعيدًا من أعماق قلبي، وأتمنى أن نرى جميعًا الإطاحة بالجمهورية الإسلامية قريبا جدا".
وفي منشور آخر، استذكر كلام حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران الذي لقى مصرعه في الحادث أيضا، الذي قال إنه لم يُقتل أي شخص في احتجاجات عام 2022، وكتب: "بعد مقتل أخي فريدون، لم أشعر قط بمثل هذه السعادة من أعماق قلبي. هل تتذكرون أمير عبد اللهيان الذي قال إنه لم يقتل أحد في الاحتجاجات؟ نعم الأرض دوارة والدنيا دار عقاب".
وكتبت لادن بازركان، إحدى المطالبات بتحقيق العدالة فيما يتعلق بإعدامات عام 1988، على "X" من خلال إعادة نشر شعر لهوشانك ابتهاج: "لم أعتقد أبدًا أن موت شخص ما سيجعلني سعيدةً جدًا.. هذه من معجزات النظام الإسلامي".
ونشرت زهرا سعيديان جو، شقيقة ميلاد سعيديان جو، أحد ضحايا الانتفاضة الشعبية في إيذه، جنوب غربي إيران، مقطع فيديو لرقصة شقيقها المتوفى.
كما نشرت مرضية أدينه زاده، شقيقة أبو الفضل أدينه زاده، أحد المتظاهرين الذين قُتلوا في الانتفاضة الشعبية، مقطع فيديو لرقصة شقيقها القتيل على شبكة "X".