حذرت إيرين خان، المحامية البنغالية والخبيرة المستقلة لدى الأمم المتحدة، من أن النظام الإيراني يستهدف الصحافيين والموظفين الإيرانيين، والأجانب من أصل إيراني العاملين في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في الخارج.
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، أعلنت خان يوم الأربعاء 22 مايو (أيار)، في تقرير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أن آلاف الصحافيين فروا من بلدانهم في السنوات الأخيرة هربا من القمع السياسي، ولإنقاذ حياتهم والهروب من الصراعات، لكنهم في المنفى غالبًا ما يكونون عرضة للتهديدات الجسدية والرقمية والقانونية.
وشددت خان في هذا التقرير على أن عدد الصحافيين في المنفى ارتفع، وتقلصت مساحة الإعلام المستقل والمعارض في مختلف دول العالم، بما في ذلك الدول الديمقراطية التي تتزايد فيها الاتجاهات الاستبدادية.
وقالت إن وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والمتنوعة التي تدعم الديمقراطية وتتحدى الأقوياء غائبة اليوم أو محدودة للغاية في أكثر من ثلث دول العالم، حيث يعيش أكثر من ثلثي سكان العالم.
وأشارت مقررة الأمم المتحدة المستقلة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير إلى أن معظم الصحافيين وبعض وسائل الإعلام المستقلة غادروا بلدانهم ليتمكنوا من تقديم التقارير والتحقيق بحرية.
وشددت إيرين خان، الأمينة العامة السابقة لمنظمة العفو الدولية، على أن الصحافيين المنفيين غالباً ما يجدون أنفسهم في أوضاع محفوفة بالمخاطر، ويواجهون تهديدات ضد أنفسهم وعائلاتهم من بلدانهم.
ويأتي نشر هذا التقرير في وقت كانت فيه "إيران إنترناشيونال"، وهي وسيلة إعلام مستقلة مقرها في المملكة المتحدة، هدفا لتهديدات من النظام الإيراني عدة مرات.
وفي أواخر أبريل (نيسان) الماضي، تناولت صحيفة "ديلي ميل" في تقرير لها تهديدات النظام الإيراني ضد قناة "إيران إنترناشيونال" في السنوات الخمس الماضية، وكتبت أن النظام الإيراني يستخدم الجماعات الإجرامية المنظمة لمهاجمة أهدافه المرجوة في أوروبا.
وكتبت خان في تقريرها: "ينتهي الأمر بالعديد من الصحافيين بالتخلي عن حياتهم المهنية خوفا على سلامتهم أو سلامة أسرهم في المنزل، والسعي من أجل الاستمرار في العمل، والتغلب على مشكلات الحياة المالية في بلد أجنبي. ولذلك فإن المنفى هو وسيلة أخرى لإسكات الأصوات الناقدة، وشكل آخر من أشكال الرقابة على الصحافة".
وشددت على أن المشكلة تكمن في "فشل الحكومات في احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".
وقالت خان إن مئات الصحافيين من أفغانستان، وبيلاروسيا، والصين، وإثيوبيا، وإيران، وميانمار، ونيكاراغوا، وروسيا، والسودان، والصومال، وتركيا، وأوكرانيا، فروا من بلادهم في السنوات الأخيرة.
ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود" لندن إلى "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان قدرة جميع الصحافيين على العمل بحرية ودون خوف داخل حدود المملكة المتحدة".
ووفقا لتقرير المنظمات الدولية، تعد إيران واحدة من أكبر سجون العالم للصحافيين.