وصفت كاترينا فيلينكر، مراسلة القناة الأولى الألمانية، والتي تعرضت لهجوم من قبل أنصار النظام أثناء تغطيتها لجنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأجواء في طهران بأنها "غريبة للغاية".
وقالت في تقريرها التلفزيوني المباشر من طهران: "كنا في أحياء مختلفة من طهران في الأيام الماضية، وتنوعت أجواء المدينة بين الحداد ونوع من السعادة أو الرضى".
وبحسب هذه الصحافية الألمانية، فإن المواطنين الذين ليس لديهم أي شيء مشترك مع النظام ويعارضونه، عبروا عن سعادتهم بوفاة رئيسي، ولم يحضروا مراسم التشييع.
وفي وصف مراسم تشييع الأربعاء 22 مايو (أيار) في طهران، قالت ويلينكر إنه منذ الصباح الباكر، قام عدد كبير من الحافلات بنقل أشخاص ينتمون إلى النظام إلى المراسم، وكانوا يريدون المشاركة في مراسم الصلاة بإمامة المرشد علي خامنئي، ويقولون إنهم حزينون لوفاة رئيسي.
ووصفت الأجواء في العاصمة طهران، يوم الجنازة، بأنها "متوترة للغاية"، خاصة بالنسبة للصحافيين الأجانب.
وقالت: "تم اتهامنا باستمرار بعدم تقديم تقارير محايدة ومتوازنة وتقديم صورة خاطئة عن الجمهورية الإسلامية".
وبحسب هذه الصحافية الألمانية، فإن مثل هذه الأوهام والشكوك من جانب أنصار النظام "ترمز إلى الانقسام العميق الموجود في إيران، والذي أصبح واضحًا".
وخلال مراسم تشييع إبراهيم رئيسي ورفاقه في طهران، هاجم بعض المشيعين فريق الأخبار في القناة الأولى الألمانية "ARD".
وفي مقطع فيديو نشره بعض المستخدمين من أنصار النظام في إيران، يمكن رؤية عدد من المواطنين وهم يهتفون "الموت للخائن" أمام فندق "إسبيناس".
وكتب هؤلاء المستخدمون أن الصحافيين الألمان صوروا الشوارع الخالية من الناس، وكانوا يقصدون القول إنه لم يأت الكثير من المواطنين لدفن رئيسي.
وفي جزء آخر من هذه المقابلة التلفزيونية، وردا على سؤال المذيعة حول التحديات التي تواجه رئيس الحكومة المقبل في إيران، اعتبرت ويلينكر أن المشكلة الأكبر هي "الاقتصاد".
ووفقا لقولها، عندما وصل رئيسي إلى السلطة، قال إنه يريد محاربة الأزمة الاقتصادية؛ وهي أزمة قديمة جدًا وتزداد سوءًا باستمرار.
وقالت مراسلة القناة التلفزيونية الألمانية إن العقوبات الغربية فعالة في هذا الصدد، لكن المشكلات الداخلية مثل الفساد والاقتصاد الزائف تلعب أيضا دورا في مشكلات إيران الاقتصادية.
وأكدت ويلينكر أنه خلال السنوات الثلاث للحكومة الثالثة عشرة، لم يتمكن رئيسي من الوفاء بأي من الوعود التي قطعها، بما في ذلك إنقاذ الطبقات الدنيا والمتوسطة في المجتمع من الأزمة الاقتصادية؛ طبقات كانت تعتبر في الماضي "القاعدة الشعبية للنظام"، لكن هذه "القاعدة" الآن تنهار وتتدمر.
وأشارت إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو (حزيران) المقبل لانتخاب رئيس بديل، مذكرة بأن هذا الحدث في إيران لا يعتبر "انتخابات حرة" بأي حال من الأحوال، وأن مرشحي هذه الانتخابات يمرون عبر رقابة واختيار مجلس صيانة الدستور المحافظ للغاية.
وأضافت هذه الصحافية الألمانية: "أعتقد أنه سيكون تحديًا كبيرًا للنظام أن يجلب الناس إلى صناديق الاقتراع أو يخلق أقصى قدر من المشاركة".
واليوم الخميس 23 مايو (أيار)، قال صحافي أجنبي ذهب إلى طهران لتغطية مراسم تشييع رئيسي لمراسل "إيران إنترناشيونال" في برلين: "كان الفريق الإخباري للقناة الأولى الألمانية يصور الحافلات التي نقلت المعزين إلى طهران".
وبحسب هذا المراسل، لم يكن هناك أي شيء غير عادي في هذا التقرير، وليس من الواضح ما هي الرواية التي قيلت لهم والتي أثارت غضبهم.
وذكر المراسل أن القوات الأمنية قامت بفحص البطاقات الصحافية الصادرة للآخرين وواصلوا عملهم.