ردّ عدد من الناشطين السياسيين، والشخصيات البارزة في المعارضة الإيرانية، على هجوم أنصار النظام الإيراني على تجمع المتظاهرين في لندن، وطالبوا بمحاكمة قادة ومنفذي هذا "الهجوم الهمجي"، واصفين إياهم بـ "المجرمين"، و"بلطجية" النظام.
وقد نشر عدد من النشطاء الإيرانيين في لندن، مساء أمس الجمعة، 24 مايو (أيار)، مقاطع فيديو تظهر قيام عدد من أنصار النظام بالاعتداء العنيف على تجمع المعارضين الإيرانيين، الذين كانوا يحتجون على إقامة مراسم تأبينية لـ "إبراهيم رئيسي" في لندن، مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم شرطة لندن، لـ "إيران إنترناشيونال"، إنه أصيب أربعة أشخاص وتم اعتقال شخص واحد، خلال هذا الاعتداء.
وقال نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، ردًا على هذا الهجوم: "لقد خاطر المتظاهرون في إيران بحياتهم منذ فترة طويلة في النضال من أجل الحرية، والآن يواجه المتظاهرون في الغرب أيضًا تهديدات مماثلة ومستمرة من بلطجية النظام، الذين سُمح لهم باللجوء إلى البلدان الحرة".
وأشار إلى أن المتظاهرين الإيرانيين "لا يتم ترهيبهم أبدًا"، وأكد أن هذه الهجمات العنيفة في لندن يجب أن تؤدي إلى اعتقال ومحاكمة "المؤيدين المجرمين" لنظام الجمهورية الإسلامية.
وتابع بهلوي رسالته، قائلًا: "لقد حان الوقت لإرسال رسالة إلى الجمهورية الإسلامية مفادها أنه لن يتم التسامح مع الترهيب والعنف والتهديدات، التي تمارسها شبكة المراكز المتطرفة التابعة لهذا النظام".
وقد وصلت التقارير الأولى عن وقوع اشتباكات في ألبرتون لين، بمنطقة ويمبلي، في لندن إلى الشرطة البريطانية، الساعة 6.30 مساءً تقريبًا، أي ما يعادل 9.00 مساءً في طهران.
وأضاف المتحدث باسم شرطة لندن، أنه أقيمت مراسم لإحياء ذكرى وفاة إبراهيم رئيسي، بحضور أنصار النظام الإيراني، وتجمع المتظاهرون المعارضون للنظام خارج الموقع الذي أقيمت فيه المراسم.
وبحسب التقرير، تم القبض على رجل للاشتباه في ارتكابه اضطرابات عنيفة، لكن المزيد من التحقيقات جارية لتحديد الجرائم والأشخاص الآخرين المتورطين.
وردًا على هذا الهجوم، تحدثت الصحفية والناشطة السياسية، مسيح علي نجاد، عن الغضب الشعبي من إهمال الحكومة البريطانية فيما يتعلق بجرائم النظام الإيراني.
وأكدت أن الشعب الإيراني يريد الوحدة، ومطلبه هو أن تتعامل الحكومة البريطانية والشرطة مع هذه الهجمات بطريقة عاجلة وحاسمة.
وقالت الممثلة والناشطة في مجال حقوق الإنسان، نازنين بنيادي، لـ "إيران إنترناشيونال" في هذا الإطار: "إن الهجوم الوحشي الأخير الذي شنه أنصار الجمهورية الإسلامية على المعارضة في بريطانيا مثير للقلق". وأضافت: "على شرطة لندن التحقيق فورًا وتقديم مرتكبي هذا الهجوم إلى العدالة".
وأضافت: "زاد الخطر على معارضي النظام الإيراني المطالبين بالحرية، والذين غالبًا ما يكونون مواطنين بريطانيين أيضًا، بعد 45 عامًا من إنشاء ملاذ للنظام في بريطانيا".
وشددت على ضرورة وضع اسم الحرس الثوري في قائمة "المنظمات الإرهابية"، وقالت إن هذا الإجراء يظهر للإيرانيين البريطانيين أن أمنهم مهم، وفي الوقت نفسه، فهو يحمي أمن جميع المواطنين البريطانيين، وينزع السلطة عن النظام الإيراني المسؤول عن الجرائم الداخلية والخارجية.
وأشارت إلى هجوم أمس، الجمعة، على معارضي النظام في لندن، قائلة: "أتذكر جيدًا البيئة المعادية، التي كانت سائدة في الثمانينيات، خلال المظاهرات أمام السفارة التي احتلها النظام الإيراني في لندن".
كما قال غابرييل نورونها، مستشار شؤون إيران في وزارة الخارجية الأميركية، خلال رئاسة دونالد ترامب، لـ "إيران إنترناشيونال"، إن الغرب لديه مشكلة خطيرة.
وأضاف: "أعتقد أن هذا أمر مخيف حقًا، وجرس إنذار للحكومات التي يجب أن تكون أكثر جدية بشأن تدمير الحريات في بلادها والسلطة المطلقة لأنظمة مثل الجمهورية الإسلامية".
وأكد أن تأثير الموالين للنظام الاستبدادي الإيراني، يشكل تهديدًا حقيقيًا للغرب، وتابع: "إذا لم تقوموا بكبح الأنشطة القمعية الأجنبية، فإنها ستصبح أكثر جرأة وأكثر عنفًا هنا على أرضنا".
وكانت منظمة تابعة لنظام الجمهورية الإسلامية، تُسمى "الجمعية الإسلامية في بريطانيا"، قد أعلنت في وقت سابق، أنها ستقيم حفل تأبين لتكريم "رئيسي" ورفاقه، في ساحة ديوان الكفيل بلندن.
وتجمع عدد من المواطنين الإيرانيين المعارضين للنظام، أمام مركز ديوان الكفيل، ورددوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني وعلي خامنئي، معبرين عن فرحتهم بوفاة إبراهيم رئيسي.
ورغم وجود الشرطة في هذا المكان، فإن أنصار النظام خرجوا من المبنى وهاجموا المتظاهرين.
وكان مسؤولون حكوميون بريطانيون أكدوا في وقت سابق أن إيران زادت بشكل كبير من أعمال العنف في الأراضي البريطانية، خلال الأشهر الأخيرة.