استمرت موجة الاعتقالات والتهديدات والمضايقات الأمنية ضد المواطنين الإيرانيين، الذين أظهروا فرحًا وابتهاجًا بموت "رئيسي"، في حادث تحطم مروحيته، شمال غربي إيران، يوم الأحد الماضي.
وأعلنت السلطات الإيرانية اليوم، السبت، اعتقال مواطنين آخرين في العاصمة طهران، ومدينة مشكين شهر، بسبب ما تدعيه "الإساءة" إلى المسؤولين، وتقصد بهم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ومن كان معه في المروحية.
شرطة الأمن السيبراني في إيران، أعلنت بدروها اعتقال 10 مواطنين بمحافظات: طهران وسمنان وكيلان وأردبيل؛ بتهمة "الإساءة" للمسؤولين و"إزعاج الرأي العام".
كما أعلن قائد شرطة مدينة فومن الإيرانية، حميد رضا فيضي، اعتقال 6 رجال وامرأة، بتهمة "إنتاج محتوى مسيء عن قتلى تحطم مروحية رئيسي".
وكشفت وكالة أنباء إرنا، الإيرانية، اليوم السبت، في تقرير، نقلًا عن المدعي العام لمدينة مشكين شهر في محافظة أردبيل، بابك نونهال، عن اعتقال ناشط في الفضاء الإلكتروني، في هذا السياق.
وقال نونهال، دون الإشارة إلى هوية المعتقل، إنه تم اعتقاله بعد "إصدار أوامر قضائية وملاحظات استخباراتية من قِبل وزارة الاستخبارات، وبالتحرك الميداني لشرطة المخابرات والأمن العام في مشكين شهر".
وذكر المدعي العام في مدينة مشكين شهر، أن سبب اعتقال هذا المواطن هو "إنتاج ونشر محتوى إجرامي" يحمل "إهانة لقادة النظام والشخصيات السياسية، ويهدف لإزعاج الرأي العام".
ووصف هذا المسؤول الأشخاص، الذين فرحوا بوفاة الرئيس الإيراني، والذين تفاعلوا مع مقتله في الفضاء الإلكتروني، بأنهم "بلطجية افتراضيون"، وهددهم بـ "الإجراءات الحاسمة".
في غضون ذلك أعلن رئيس شرطة الأمن السيبراني لغرب طهران، شاهين حسنوند، استدعاء واعتقال مواطن لنشره مواد تتعلق بوفاة "رئيسي" على "إنستغرام".
وذكر حسنوند أن هذا المواطن نشر "افتراءات" على صفحته في "إنستغرام"، والتي تضم 6000 متابع، وأساء إلى أهالي الذين قُتلوا بتحطم المروحية التي تقل "رئيسي"، وقال: "تم التعرف على هذا الشخص بإجراءات استخباراتية وفنية متخصصة، وبعد استدعائه تم اعتقاله وتسليمه للجهات القضائية، لمباشرة الإجراءات القانونية".
وسبق أن نشرت قناة "إيران إنترناشيونال"، تقريرًا سلط الضوء على فرحة الإيرانيين، عقب نشر خبر وفاة "رئيسي"، ووزير خارجيته "عبداللهيان"؛ بسبب دورهما في قمع المواطنين، وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، خلال فترة توليهما المسؤولية منذ 4 عقود.
وبدأت التهديدات والمضايقات ضد المواطنين، قبل الإعلان عن وفاة "رئيسي"، ومن معه؛ بسبب ما اعتبرته السلطات "إساءة" و"سخرية" ضد الرئيس ومرافقيه، وكذلك ضد النظام الحاكم، وضعف أدواته في البحث عنهم.
واشتدت هذه الحملة في مدن مثل: طهران وتبريز وكرمان وكركان؛ حيث ذكرت تقارير حقوقية أن السلطات بادرت باعتقال مواطنين، فيما هددت آخرين بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم تقتصر الضغوط والتهديدات على المواطنين في الداخل، بل امتدت لدول أخرى؛ في محاولة من النظام وأنصاره لإسكات أصوات الإيرانيين الذين فرحوا بوفاة "رئيسي".
وقد أظهرت مقاطع فيديو نشرها عدد من النشطاء الإيرانيين في لندن، مساء أمس الجمعة، 24 مايو (أيار)، قيام عدد من أنصار النظام بالاعتداء العنيف على تجمع للمعارضين الإيرانيين، الذين كانوا يحتجون على إقامة حفل تأبيني لـ "إبراهيم رئيسي" في العاصمة البريطانية، مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين.
وردًا على هذا الحادث، طالب عدد من الناشطين السياسيين والشخصيات البارزة في المعارضة الإيرانية بالخارج، بمحاكمة قادة ومنفذي هذا "الهجوم الهمجي".
وتُوفي الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يوم الأحد الماضي، بعد تحطم مروحيته، التي كانت تقل على متنها كذلك وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، وقائمقام محافظة أذربيجان، بالإضافة إلى إمام جمعة المحافظة مع طاقم الطائرة ومحافظين آخرين.
وحذر المسؤولون في جهاز القضاء والشرطة بإيران، رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصحافيين، من نشر أي مواد تسبب "الإضرار بالأمن النفسي في المجتمع"، بعد انتشار مقاطع تظهر احتفالات في شوارع إيران، عقب الإعلان عن موت الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حادث سقوط مروحيته.
ويحاول النظام، باستخدام أساليب مختلفة، خنق أصوات المعارضين لسياساته، ومنع نشر مواقف الناس في وسائل الإعلام المحلية.
وليست هذه المرة الأولى، التي يتعرض فيها الصحافيون ومستخدمو العالم الافتراضي في إيران للتهديد من قِبل نظام طهران في بعض المناسبات.