حذر عضو لجنة الطاقة في الغرفة التجارية الإيرانية، آرش نجفي، من المسار المتصاعد في أعداد المهاجرين من العاملين بقطاع النفط الإيراني، واصفًا الوضع بـ "الخسارة التي لا تُعوض".
وقال نجفي، في مقابلة مع وكالة "إيلنا"، التي تغطي أخبار العمل والعمال في إيران، اليوم الأحد: "يدرس العامل الفني والعامل الماهر في البلد، حتى سن 25 عامًا على الأقل، ويقضي من خمس إلى 10 سنوات كمحترف، ويكتسب الخبرة ليصبح عاملاً ماهرًا، وعندما يهاجر مثل هذا العامل، فذلك يعني أننا نخسر 35 عامًا من الخبرة والاحتراف".
وأضاف أن استبدال العمال الماهرين في صناعة النفط سيستغرق 15 عامًا.
وقال نجفي إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جدية للحد من عملية هجرة القوى العاملة في صناعة النفط، فإن إيران ستواجه "مشكلة خطيرة" في مجال الموارد البشرية.
وأضاف عضو لجنة الطاقة بالغرفة التجارية: "للأسف، نحن ببساطة نفقد العمال المهرة والمتخصصين. كل التجارب وتكاليف إعداد العمال الماهرين تتم داخل بلدنا، وكل الإنجازات والنتائج تحصدها دول أخرى، وهذه أكبر خسارة اقتصادية للدولة".
كما تناول نجفي ارتفاع سعر الدولار وانخفاض قيمة العملة الوطنية في السنوات الأخيرة، وأكد أنه لا يمكن توقع عدم هجرة العاملين في صناعة النفط إلى دول أخرى مقابل إغراءات الرواتب المرتفعة.
وأضاف: "عندما نقارن سبل المعيشة والرواتب في المدن الإيرانية مع مدينة مثل دبي بدولة الإمارات نجد أن تكاليف الحياة في البلدين واحدة، لكن الرواتب مختلفة جدًا؛ حيث يكون الراتب في الإمارات 4 أضعاف الراتب في إيران، وهذا يجعل أطيافًا من الشعب، مثل الممرضين والفنيين والمتخصصين، يذهبون إلى الدول الخليجية والمجاورة".
وأدى تدهور الوضع الاقتصادي، وتكثيف الإجراءات القمعية للنظام في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية إلى هجرة العديد من الإيرانيين، خلال السنوات الأخيرة.
وحذرت رئيسة نقابة العمال في إيران، سميه غل بور، في يناير الماضي، من زيادة هجرة العمال المهرة من إيران إلى دول المنطقة، بما في ذلك تركيا والعراق وسلطنة عمان.
وأعلن مرصد الهجرة الإيراني، في نوفمبر من العام الماضي، أن إيران تمر بمرحلة "الهجرة الجماعية غير المنضبطة"، في إشارة إلى الزيادة الحادة في طلبات الإيرانيين للعمل أو الدراسة أو طلب اللجوء إلى الخارج.
وتجمع عمال وموظفو صناعة النفط والبتروكيماويات الإيرانية، عدة مرات، خلال الأشهر الماضية؛ احتجاجًا على ظروف عملهم وأوضاعهم المعيشية السيئة.
وأعلنت عالمة الاجتماع والباحثة في القضايا الاجتماعية، فاطمة موسوي ويايه، في أبريل (نيسان) من هذا العام، زيادة بنسبة 140 بالمائة في هجرة الشباب المهرة في العام الماضي.
وحذرت موسوي من أن الكثيرين يلجؤون إلى "استراتيجية الخروج"؛ بسبب إحباطهم من "تغيير وإصلاح الأوضاع"، قائلة: "إن أولئك الذين يهاجرون، يشعرون بخيبة أمل من تغيير الأوضاع، ولهذا يغادرون البلاد".