يرى مراقبون للشأن الإيراني، أن الدعاية الكبيرة، التي تقوم بها السلطات الإيرانية حول الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، هذه الأيام، تأتي بهدف التمهيد لاختيار شخص على غراره؛ بحيث يكون مطيعًا جيدًا للنظام على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وهذا ما دفع بصحيفة "اعتماد" الإيرانية إلى الاعتقاد بأن السلطة ستختار هذه المرة، كما فعلت في المرة السابقة، شخصًا واحدًا، وتمهد له كل الطرق والأسباب للوصول إلى الرئاسة؛ ليكمل ما بدأه "رئيسي" من سياسات متوافقة مع باقي مؤسسات الدولية وشخص المرشد، علي خامنئي.
وقدمت صحف أخرى، مثل "جهان صنعت"، "خارطة طريق" للخروج من الأزمة، وانتقدت إجراءات حكومة "رئيسي".. مؤكدة ضرورة ترك المجاملات في تقييم أداء هذه الحكومة، التي سبق أن اعتبرتها صحف ووسائل إعلام أسوأ حكومة عرفتها إيران الحديثة.
وأشارت الصحيفة إلى الأرقام الكبيرة لحجم السيولة، وقالت: بلغت سيولة البلاد 339 ألف مليار تومان عام 2011، والآن وصلت إلى 7965 ألف مليار تومان بزيادة 28.5 مرة.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يكون الرئيس القادم مطلعًا على هذه الأوضاع، ومدركًا لحجم الخطورة والضعف المالي، الذي تعانيه البلاد، في ظل السياسات التنفيذية السابقة المتسمة بالأخطاء الفادحة، فيما يتعلق بقضايا مثل الصرف الأجنبي والديون المالية.
ورأت صحيفة "ثروت" أن الحكومة القادمة في إيران لديها فرصة جيدة لتغيير السياسات الكبرى، فيما يتعلق بالشؤون الاقتصادية؛ نظرًا للظروف والخصوصية التي تمتاز بها هذه المرحلة، بعد عقود من الثبات في طريقة وعمل الحكومات وفتراتها الزمنية.
وأكدت صحيفة "ستاره صبح" أن الظرف الخاص لإيران يتطلب وجود رئيس ذي خبرة دبلوماسية وقدرة على المناورة، وأن يكون مجموع وزرائه من التكنوقراط المستقلين وذوي الخبرة في مجالاتهم لإخراج البلاد من أزمة التضخم والعقوبات.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": لا أمل في انتخابات حقيقية لاختيار رئيس جديد والنظام حدد خليفة "رئيسي"
استبعد الكاتب بصحيفة "اعتماد"، والناشط السياسي الإصلاحي البارز، عباس عبدي، أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة انفراجة بالمشهد السياسي المحتقن في إيران.
وقال الكاتب الإيراني إنه كناشط سياسي يتمنى ارتفاع نسبة المشاركة إلى أكثر من 70 بالمائة؛ لأنه دليل على حيوية المجتمع وتفاؤله تجاه المستقبل، لكن في ظل الظروف الراهنة، فإن تحقيق هذه الأمنية، أمر مستبعد، حسب قراءة عباس عبدي.
وأضاف عبدي أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة للانتخابات المقبلة، وهي أن تكون تنافسية بمشاركة من الإصلاحيين، أو تكون تنافسية حقيقية بين الأصوليين فقط، أو تكون شبيهة بالانتخابات في مطلع ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث قادت ظروف البلاد وخصوصية المرحلة النظام إلى انتخابات شكلية كان الفائز فيها معروفًا سلفًا.
وأوضح عبدي أنه بسبب ما تمر به إيران اليوم، وقصر الفترة الزمنية لبدء العملية الانتخابية، فإن حدوث السيناريوهين الأول والثاني غير وارد، أما الخيار الثالث فهو الوحيد الذي يبدو أن السلطة ستقدم عليه، لكنها الآن تواجه مشكلة في تحديد شخص يقوم بهذه المهمة، ويقود الحكومة الجديدة على النهج نفسه من موالاة بيت المرشد وباقي المؤسسات.
وتوقع الكاتب أن يختار النظام شخص نائب الرئيس الراحل، والمتولي حاليًا منصب رئاسة الجمهورية مؤقتًا، محمد مخبر، كونه يتمتع بخصائص وميزات جعلت حكومة "رئيسي" المفضلة لدى النظام تختاره نائبًا له.
"ستاره صبح": أزمة التام الحكومة القادمةضخم والعقوبات أكبر تحدٍ أم
قال الكاتب والمحلل السياسي، مرتضى أفقه، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، إن إيران تواجه تحديين كبيرين، في المرحلة المقبلة، وهما أزمة التضخم والعقوبات الأميركية.
وأكد الكاتب أن الحكومة المنتخبة القادمة يجب أن تضع هذين الأمرين نصب أعينها، وإلا فإن الشعب سيواجه مزيدًا من الضغوط والتحديات في المرحلة المقبلة.
ورأى الكاتب أن العقوبات أضعفت العملة الوطنية، وهو ما انعكس سلبًا على ضعف القوة الإنتاجية في البلاد؛ أي زيادة التضخم والغلاء في الأسواق، كما أن نسبة كبيرة من موارد البلاد الاقتصادية تعتمد على النفط، وإذا لم تحل الحكومة القادمة معضلة العقوبات، فهذا يعني أن نسبة كبيرة من الحاجة إلى النقد الأجنبي لا يمكن توفيرها لإيران.
بدوره، قال المحلل السياسي، علي بيكدلي، للصحيفة نفسها، إن حكومة "رئيسي" كانت ضعيفة، وإن سياسة النظام في توحيد السلطات بيد تيار واحد (التيار الأصولي) كانت غير ناجحة.. مشددًا على ضرورة أن يكون الرئيس القادم صاحب رؤية تجاه قضايا المنطقة والعالم، وأن يكون جريئًا في القيام بتغيير نهج إيران في سياساتها الخارجية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
"آرمان امروز": عدم زيارة بشار الأسد إلى طهران.. ظروف خاصة أم توتر في العلاقة بين طهران ودمشق؟
قالت صحيفة "آرمان امروز"، تعليقًا على عدم زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، حليف إيران المفترض في المنطقة، إلى طهران وتقديم العزاء في وفاة "رئيسي" بشكل مفاجئ، إن هناك تقارير وأخبارًا تتحدث عن وجود خلافات بين سوريا وإيران مؤخرًا.
وأضافت الصحيفة أن بعض الشائعات تذهب أيضًا إلى القول إن النظام السوري هو من يسرب المعلومات للجانب الإسرائيلي للقيام بهجمات ضد مواقع وأهداف إيرانية.
ونقلت الصحيفة أيضًا حتصريحًا للسفير السوري في طهران، شفيق ديوب، حاول فيه تبرير عدم زيارة بشار الأسد إلى إيران، بقوله: "السيد بشار الأسد حاول جاهدًا أن يكون بجانب إيران في هذه المحنة الكبيرة، لكن حدث ظرف صعب للغاية، وحالة خاصة منعته من الحضور، لكنه أجرى اتصالًا هاتفيًا بنائب الرئيس الإيراني المؤقت، محمد مخبر، وأبلغه تعازيه".