قال ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، في مقابلة مع مجلة "شبيغل" الألمانية إنه يريد ثورة ضد نظام الملالي في طهران، وأن انتفاضة مهسا أميني كانت رد فعل أصيل ضد الظلم، وأن الشعب الإيراني يعرف أنه إذا "لم نتخلص من هذا النظام، فإن البلاد محكوم عليها بالفشل".
وأجاب بهلوي، في هذه المقابلة، على الأسئلة العديدة التي طرحها مراسل المجلة الألمانية حول مواضيع مختلفة، مثل طلب تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، إلى موقفه من "السافاك"، وسياسات والده.
وعن ضرورة تغيير النظام الإيراني الحالي، قال: "الانتفاضة الأخيرة كانت ثورة. كانت رد فعل أصيل ضد الظلم".
وبعد وفاة مهسا جينا أميني أثناء احتجازها في دورية شرطة الأخلاق في سبتمبر (أيلول) 2022، بدأت موجة من الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران، والتي تحولت على الفور إلى انتفاضة ضد النظام الإيراني.
ورداً على هذه الانتفاضة، شن النظام حملة قمع واسعة النطاق، ووفقاً لإحصائيات منظمات حقوق الإنسان، قُتل أكثر من 500 شخص على يد قوات الأمن في هذه الحملة.
وأضاف بهلوي عن هذه الانتفاضة: "هتف المتظاهرون الموت للديكتاتور. وعلي خامنئي، الذي يمثل هذا النظام كقائد للثورة، مرفوض من قبل ما لا يقل عن 80% من المجتمع الإيراني. لقد سحق النظام هذه الانتفاضة بكل أدوات القمع المتاحة له".
وأكد نجل شاه إيران الراحل أن نظام الجمهورية الإسلامية "أضعف بكثير من أي وقت مضى ومنقسم، وجزء من الجيش والميليشيات (الباسيج) يعبرون عن قلقهم من أنه إذا تصاعد التوتر فسيكونون أول ضحايا الهجمات الانتقامية. وهناك بعض الانشقاقات الآن".
خلال الانتفاضة الشعبية عام 2022، دعا مير حسين موسوي، أحد قادة الاحتجاجات ضد النتائج المعلنة في الانتخابات الرئاسية لعام 2009 في إيران والمعروفة أيضًا باسم الحركة الخضراء، القوات المسلحة إلى أن يكونوا إلى جانب الحق والشعب".
وفي مارس (آذار) 2023، أظهرت وثيقة سرية من اجتماع كبار المسؤولين في إيران، والتي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، أن المسؤولين رفيعي المستوى كانوا يشعرون بقلق عميق إزاء انشقاق وعصيان القوات العسكرية عن قمع الشعب الإيراني خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد مقتل مهسا جينا أميني.
وكتبت "شبيغل" عن رضا بهلوي: "الابن الأكبر للملك السابق يتمتع بملامح أبيه، لكنه يبدو أكثر ليونة واعتدالًا من والده".
وردا على سؤال هذه المجلة الألمانية حول أداء "السافاك"، أكد بهلوي أن هناك "أوجه قصور" في النظام الإيراني السابق، وقال: "هذا الانتقاد مناسب. وأنا أذكر هذه المواضيع علانية في كتبي. ومع ذلك، كانت هناك مبالغة غير متناسبة في الحقائق، وخاصة من قبل الإسلاميين المتطرفين والماركسيين. لقد كانوا يرغبون بالاستخفاف بالنظام، الذي كان موالياً للغرب ولا يتفق مع أيديولوجيتهم". وطالب بهلوي المؤرخين بالتحقيق في هذا الأمر.
وفي جزء آخر من هذه المقابلة، أشار بهلوي إلى دوره في فترة الانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية، وقال: "لتعظيم فرض نجاح الثورة، يجب علينا توفير أكبر قدر ممكن من فرص المصالحة للجميع. وبطبيعة الحال، يجب محاسبة البعض على أفعالهم".
وأكد أنه يعتقد أن دائرة الانتقام يجب أن تتوقف، وهذا ما يميز المعارضة عن نظام الجمهورية الإسلامية.
وعن عقوبات الحرس الثوري الإيراني قال بهلوي أيضًا: "يجب على الحكومات الأجنبية زيادة الضغط على النظام من خلال فرض المزيد من العقوبات، خاصة على الحرس الثوري الإيراني. ما هي الخيارات الأخرى المتاحة أمامكم ضد المافيا الفاسدة التي تريد تسليح نفسها بأسلحة نووية في حين لا تنجح الدبلوماسية وأنتم تريدون تجنب الصراع العسكري؟"
وفيما يتعلق بنوع النظام السياسي المستقبلي في إيران، قال إن الإيرانيين يجب أن يكونوا أحرارًا في اختيار الشكل التالي للنظام - سواء كان ملكية برلمانية أو جمهورية - وسيتم اتخاذ القرار من خلال صناديق الاقتراع.
وفي وقت سابق، خاطب الأمير رضا بهلوي المجتمع الدولي في اجتماع عقد في لندن، وأعلن أنه إذا فشلت الدبلوماسية في حل الأزمة الحالية في المنطقة، فإن الطريقة الوحيدة الممكنة هي دعم الشعب الإيراني.
وأضاف، يوم السبت 11 مايو (أيار)، في اجتماع "إيران المستقبل، التحديات والحلول"، عن معارضة النظام الإيراني أن المتطرفين من اليمين واليسار يمنعان وحدة قوى المعارضة للنظام الإيراني.