أعلن الرئيس التنفيذي لـ "متحدون ضد إيران النووية "، مارك والاس، عشية حفل تأبين إبراهيم رئيسي في الأمم المتحدة، أنه لا ينبغي لأي حكومة أو منظمة دولية أن تعزي في وفاة "جزار طهران"، الذي تلطخ تاريخه كله بدماء الشعب الإيراني.
وأدان والاس في بيان صدر قبل يوم واحد هذه المراسم المزمع إقامتها اليوم.
يذكر أن إبراهيم رئيسي لقي مصرعه في 19 مايو(أيار) بعد تحطم مروحيته في شمال غرب إيران.
ومن المقرر إقامة حفل تأبينه في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس 30 مايو، لكن هذا البرنامج أثار موجة من الاحتجاجات المحلية والدولية من نشطاء حقوق الإنسان وبعض الحكومات.
وفي وقت سابق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه لوفاة "رئيسي" ورفاقه، معربا عن تعازيه لأسرهم والشعب الإيراني.
ودعا الرئيس التنفيذي لـ "متحدون ضد إيران النووية "، في بيانه، الولايات المتحدة وحلفاءها إلى عدم المشاركة في حفل تأبين رئيسي في الأمم المتحدة.
وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، مساء الأربعاء، نقلا عن مسؤول أميركي لم تكشف عن اسمه ومنصبه الوظيفي، أن الولايات المتحدة ستقاطع حفل تكريم الأمم المتحدة لرئيسي ولن تحضره.
وفي بداية جلسته يوم 21 مايو، أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دقيقة صمت حدادا على ضحايا تحطم المروحية التي كانت تقل "رئيسي".
وبحسب "رويترز"، كان روبرت وود، نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، يقف بجوار 14 من نظرائه في تلك المراسم.
وقالت المندوبة السابقة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، لمراسل "إيران إنترناشيونال" في إسرائيل: “لو كنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، لخرجت من جلسة مجلس الأمن الذي التزم دقيقة صمت على مصرع ابراهيم رئيسي".
وأشار ناشط مجتمع المثليين ومستشار منظمة الاتحاد ضد إيران النووية لشؤون حقوق الإنسان في إيران، أميد إيرواني بور، إلى دور "رئيسي" في قمع أعضاء مجتمع المثليين في إيران.
وقال إن "رئيسي" وصف المثلية الجنسية ذات مرة بأنها "واحدة من أقذر الأشياء التي حدثت في تاريخ البشرية".
وبحسب قول هذا الناشط المدافع عن حقوق مجتمع المثليين، فإن "رئيسي" أيّد مشروع قانون ضد هذه الفئة في أوغندا، وهو ما يظهر رغبة إيران في تصدير هذا التمييز خارج حدودها.
وأكد إيرواني بور: "من العار أن تذكر الجمعية العامة للأمم المتحدة رجلاً بهذا التاريخ وقد انتهك ميثاق الأمم المتحدة. إنه لا يستحق أي بروتوكول دبلوماسي".
وجاء الإعلان عن مراسم الأمم المتحدة بشأن "رئيسي" بعد موجة من الغضب والاستياء بين المواطنين الإيرانيين والمنظمات والمدافعين عن حقوق الإنسان. ومن بينهم نرجس محمدي، وشيرين عبادي، الحائزتين على جائزة نوبل للسلام، واللتين أدانتا بشدة هذا الإجراء الذي اتخذته الأمم المتحدة ودعتا إلى إلغاء هذه المراسم.
وفي رسالة موجهة إلى رئيس الجمعية العامة الـ78 للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، طالبه أكثر من 600 ناشط مدني وناشط سياسي وناشط في مجال حقوق المرأة، والعائلات المطالبة بتحقيق العدالة، وعدة فنانين، بالامتناع عن إقامة حفل تأبيني لإبراهيم رئيسي.
وجاء في هذه الرسالة: "خلال 45 عامًا من تاريخ الجمهورية الإسلامية، كان "رئيسي" متورطًا بشكل مباشر في عمليات الاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء لآلاف المعارضين السياسيين في الثمانينيات، وقتل متظاهري انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، والقتل والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب لآلاف المتظاهرين، والمضايقات العنيفة للنساء والفتيات اللاتي تحدين الحجاب الإجباري وغيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
وتبين نظرة على أداء "رئيسي" أنه انتهك حقوق الناس بطرق مختلفة منذ وصول نظام الجمهورية الإسلامية إلى السلطة وحتى لحظة وفاته في شمال غرب إيران، ويعرف بأنه أحد أهم منتهكي حقوق الإنسان في إيران.
جدير بالذكر أن: "آية الله الإعدام"، و"آية الله القتل"، و"جزار طهران"، و"جلاد 88"، و"قاضي الموت"، و"عضو لجنة الموت"، هي بعض الألقاب التي أطلقها المواطنون عليه بسبب أدائه.