مع بدء عمليات الترشيح، للانتخابات الرئاسية في إيران، تتزايد المواقف الشعبية الرافضة للعملية السياسية برمتها؛ واعتبر عشرات المواطنين في رسائلهم لقناة "إيران إنترناشيونال" أن الانتخابات "مسرحية شكلية بلا قيمة"، واصفين هذا الفائز بـ "الدُمية" التي تنفذ أوامر وتعليمات خامنئي.
وطرحت قناة "إيران إنترناشيونال"، سؤالًا على متابعيها؛ لمعرفة مواقفهم من الانتخابات الرئاسية المقبلة لاختيار خليفة "إبراهيم رئيسي"، وأكد معظمهم أن الانتخابات لا تعني لهم شيئًا.. مستشهدين بالمثل القائل: "كلهم أروغ من ثعلب.. ما أشبه الليلة بالبارحة!"، مؤكدين مقاطعتهم لهذه الانتخابات، المقررة نهاية الشهر الجاري.
كما أكد المواطنون، في رسائلهم، أن المرشح الذي يحدده خامنئي سيكون هو الرئيس في نهاية المطاف، واصفين هذا الفائز بـ "الدُمية" التي تنفذ أوامر وتعليمات خامنئي.
وسيكون على النظام الإيراني إجراء هذه الانتخابات مبكرًا عن موعدها المقرر العام المقبل، وذلك بسبب حادث سقوط مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ووفاته مع عدد من المسؤولين الآخرين، بينهم وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان.
وبدأ تسجيل أسماء المرشحين في مقر وزارة الداخلية أمس الأول، الخميس، وسيستمر التسجيل، حتى يوم الإثنين المقبل.
وتقدمت، حتى الآن، شخصيات ووجوه من كلا التيارين: الأصولي والإصلاحي، وسط مخاوف من إقصاء مرشحي التيار الإصلاحي لصالح الأصوليين، الأقرب للمرشد علي خامنئي.
ومن الوجوه البارزة التي ترشحت حتى الآن يمكن أن نشير إلى رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، وممثل المرشد علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، وعمدة طهران، علي رضا زاكاني، ومساعد المرشد للشؤون الخاصة، وحيد حقانيان، ورئيس البنك المركزي السابق، عبدالناصر همتي.
وردّ عشرات المواطنين، على سؤال قناة "إيران إنترناشيونال" حول ما إذا كانت هذه الانتخابات تشكل أهمية بالنسبة لهم، لتكون الإجابات بشكل شبه تام تقريبًا بـ "لا".
وقال مواطن، ردًا على هذا السؤال: " لا توجد حكومة جمهورية في إيران؛ لكي يراد من الشعب النزول إلى الانتخابات والمشاركة في الاقتراع".
كما وصف مواطن آخر، الرئيس الإيراني القادم، بـ "دُمية" خامنئي، ونجله مجتبى خامنئي، أحد أبرز الوجوه لخلافة والده.
وقال أحد المواطنين، في رسالته: "كل نوع من الانتخابات في إيران انتقائي؛ لأن هناك نظامًا دكتاتوريًا يحكم في إيران، وقبل التصويت، يرتب القطع التي يريدها".
وقال مواطن آخر، في السياق نفسه: "في الأنظمة الدكتاتورية، إذا غيرت الانتخابات شيئًا، لا يسمحون للناس بالمشاركة فيها، إنهم يجرون انتخابات لإضفاء الشرعية على حكمهم".
ونُشرت تحليلات عديدة، حول الانتخابات الرئاسية المبكرة، في إيران، خلال الأسبوعين الماضيين؛ حيث رأى الخبراء أن خامنئي سيحذف، في نهاية المطاف، جميع المرشحين المعتدلين والإصلاحيين، كما حدث في الماضي.
وأكد أحد متابعي "إيران إنترناشيونال"، في رسالته، أن الانتخابات لم تكن مهمة بالنسبة له أبدًا ولن تكون أبدًا، قائلاً: "ربما يعطي خامنئي للناس الضوء الأخضر لانتقاد النظام، والمشاركة في المنافسات الانتخابية في حدود خطوطه الحمراء المحددة، ولكن في النهاية سيكون المرشد هو من يحدد الرئيس".
وأضاف مواطن آخر، أن الانتخابات الرئاسية، مثلها مثل انتخابات البرلمان، ليس لها أدنى أهمية بالنسبة للإيرانيين، لأنهم يعلمون "أنهم انتُخبوا بالفعل من قبل علي خامنئي، نجله، مجتبى خامنئي، ومِن ثمّ فإن النظام الذي ليست له مشروعية تكون انتخاباته أيضًا فاقدة للمشروعية".
وذكّر هذا المواطن: "في بلد فيه عمالة الأطفال، وعدد لا يًحصى من جامعي القمامة، والعديد من المشردين، وأكثر من 70 في المائة من شعبه قلقون على قوت يومهم، ماذا يمكن لدمية يسمى رئيسًا أن يفعل؟".
وقال مواطن آخر: "منذ 46 عامًا وهم يجرون هذه الانتخابات، بماذا نفعت الناس؟ ماذا جلبت للشعب سوى البؤس والغلاء والتضخم والتعاسة؟".
وأكد: "لا يهم الناس حقًا ما سيحدث للمسرحية التي أنشأها خامنئي، ومَنْ سيخرج مِن هذا الصندوق".
وأشار أحد متابعي "إيران إنترناشيونال"، إلى اتساع الأزمة في إيران، قائلًا: "إن الانتخابات ليست مهمة بالنسبة لي لأنها لن تغير شيئًا في واقع البلاد".
وأضاف: "طالما أن السلطة في يد شخص أعلى من الرئيس، فإن الانتخابات مسرحية.
من محمد خاتمي إلى محمود أحمدي نجاد وحسن روحاني وإبراهيم رئيسي، لا يمكن للجميع سوى تنفيذ أوامر خامنئي".