أطلقت قوات الشرطة الإيرانية المتمركزة عند تقاطع باستور بمدينة إيرانشهر، في مساء يوم الجمعة 31 مايو (أيار)، النار دون سابق إنذار على اثنين من المواطنين البلوش العزل وقتلتهما، وذلك بحسب وكالة أنباء "حال وش".
وذكرت الوكالة أنه ليس من الواضح لماذا أطلقت قوات الأمن النار على هذين المواطنين، اللذين لم يتم الإعلان عن هويتيهما.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الأمنية "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري، عن دوست علي جليليان، قائد شرطة بلوشستان، قوله إن هذين المواطنين هما مسلحان هاجما دورية تابعة للشرطة وهما يهتفان "الله أكبر".
بينما أفادت "حال وش"، التي نشرت مقطعي فيديو قصيرين من موقع إطلاق النار، أن إطلاق النار وقع في الساعة 7:43 مساء الجمعة، بينما كان هذان المواطنان البلوشيان يسيران على الرصيف أمام بنك صادرات الواقع في مفترق طرق باستور، دون سابق إنذار، وتم إطلاق النار عليهما من عدة اتجاهات، ما أدى إلى وفاتهما على الفور.
وبحسب "حال وش" فإن القوات العسكرية والأمنية طوقت مكان إطلاق النار وأخذت جثتي المواطنين معها.
يذكر أن هناك تاريخاً طويلاً من عمليات إطلاق النار على المواطنين البلوش العزل في بلوشستان من قبل، ووفقاً للنشطاء البلوش، فإن عناصر الأمن وإنفاذ القانون يطلقون النار على أي شخص يريدون، بسبب ضمان عدم تعرضهم للملاحقة القانونية.
وفي آخر حادثة من هذا القبيل، مساء يوم 13 مايو (أيار) من هذا العام، في أحد التقاطعات وسط مدينة سراوان، قامت قوات عسكرية وأمنية، يستقلون عدة سيارات تويوتا هيلوكس وسيارات ركاب، ودون إنذار أو إطلاق رصاصة تحذيرية، بإطلاق النار بشكل مباشر ومن عدة اتجاهات باتجاه سيارة بيجو بارس، كانت تستقلها عائلة لديها طفلان. وأدى إطلاق النار إلى مقتل طفل يبلغ من العمر 14 عاماً، وإصابة سيدة وطفل يبلغ من العمر 7 أعوام بجروح خطيرة، كما لقي السائق مصرعه بإطلاق نار متواصل من قبل عناصر الأمن بعد خروجه جريحاً من السيارة. وزعم قائد شرطة بلوشستان أن هذين الاثنين (الرجل البلوشي والطفل الذي يبلغ من العمر 14 عامًا) هما "مجرمان مسلحان لهما سجلات في احتجاز الرهائن والقتل والأذى في المنطقة".
وقد شهدت بلوشستان العديد من هذه الأحداث؛ ففي يوم الاثنين 13 مايو من هذا العام، قتلت قوات حرس الحدود شقيقين من البلوش، محمد ساراني، 33 عامًا، أب لطفلين، وغلام ساراني، 38 عامًا، أب لأربعة أطفال، في قرية كندو الحدودية، وأصابت شقيقهما الآخر نبي ساراني بجروح خطيرة.
كما قتلت قوات إدارة استخبارات كهنوج مواطناً بلوشياً يدعى سعيد سهرابي من قرية زيري التابعة لمدينة كهنوج، وذلك بإطلاق النار على سيارة دون سابق إنذار.
وكانت وكالة أنباء "حال وش" قد نشرت في وقت سابق إحصائيات عن مقتل مواطنين على يد عناصر الأمن في بلوشستان عام 2022.
ووفقاً لهذه الإحصائيات، فإنه باستثناء 121 حالة وفاة مرتبطة بـ "جمعة زاهدان الدامية" في عام 2022، فقد قُتل ما لا يقل عن 167 مواطناً بلوشياً آخرين بسبب النيران المباشرة من قبل قوات الأمن داخل محافظة بلوشستان أو محاور النقل بين المحافظات، فضلاً عن حوادث المرور الناجمة عن إطلاق النار من قبل القوات الأمنية.
ومن الجدير بالذكر أن قلة فرص العمل على جانبي حدود بلوشستان جعلت نقل الوقود هو الطريقة الوحيدة لكسب دخل بسيط وتوفير نفقات المعيشة لعدد من المواطنين البلوش الذين يلجأون إلى هذه الوظيفة الخطيرة بسبب الضرورة والبطالة، وفي بعض الحالات يكونون هدفاً مباشراً لإطلاق النار من قبل القوات العسكرية ويفقدون حياتهم.