شهد اليوم الرابع من عمليات التسجيل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية تسجيل أسماء عدد من الشخصيات السياسية البارزة، سعيًا لخلافة إبراهيم رئيسي، ومن بينهم الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد.
وقام الرئيس الإيراني الأسبق، اليوم الأحد، 2 يونيو (حزيران)، بالذهاب إلى مبنى وزارة الداخلية في طهران، لتسجيل اسمه، استعدادًا لخوض السباق الرئاسي.
وأضاف الرئيس الإيراني الأسبق، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، أثناء تسجيل اسمه، بعد مطالبة الصحفيين بإشهار بطاقة الهوية أمام الكاميرات، أنها "صناعة إيرانية"، مشيرًا إلى منافسه، علي لاريجاني، المولود في مدينة النجف بالعراق.
ونشرت وسائل الإعلام مقاطع فيديو لتجمع عدد من أنصاره يحيطون بسيارته، رافعين شعارات مؤيدة له قبل دخوله إلى مبنى وزارة الداخلية الإيرانية.
وقال نجاد، بعد تسجيل اسمه لخوض الانتخابات الرئاسية في إيران: "إنه يصعب على أي شخص مشاهدة الوضع الاقتصادي لغالبية المواطنين".
وقد اندلعت احتجاجات دموية ضد انتخاب أحمدي نجاد، عام 2008، وحولته خلافاته العلنية والخفية مع المرشد، علي خامنئي، إلى أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في النظام الإيراني.
الجدير بالذكر أن أحمدي نجاد، قد رشح نفسه للانتخابات الرئاسية السابقة، في أبريل (نيسان) 2021، وبعد تسجيل اسمه، أظهر شهادة ميلاده للصحافيين، وقال إن "صاحب هذه الشهادة إيراني بحت"، ولكن لم يتم تأكيد أهليته في تلك الانتخابات.
وقال أحمد علي رضابيكي، ممثل تبريز، ومحافظ أذربيجان الشرقية بحكومة نجاد، في 25 مايو (أيار) الماضي، إنه "إذا أصبح محمود أحمدي نجاد مرشحًا للرئاسة فسيكون هو الأول"، وأضاف: "يجب أن يطمئن أحمدي نجاد إلى أنه سيتم تأكيد ترشيحه من مجلس صيانة الدستور؛ لأنه إذا جاء وتم استبعاده، فسيكون لذلك عواقب وخيمة".
وأعلن محمد مهدي إسماعيلي، وزير الثقافة والإرشاد في حكومة رئيسي، اليوم الأحد، ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية في إيران.
وبعد تسجيله، قال إنه شارك "كممثل لأصدقاء رئيسي وزملائه"، وأضاف: "الناس يريدون الاستمرار على طريقة رجائي ورئيسي، ويريدون رئيسًا يستمر في حكومة آية الله رئيسي".
كما قام مسعود ظريبافان، الرئيس السابق لمؤسسة شهيد، وأحد أصدقاء أحمدي نجاد المقربين، بالتسجيل لخوض الانتخابات الرئاسية، اليوم الأحد.
وأعلن عدد من الشخصيات البارزة تسجيل أسمائهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بإيران، ومن بينهم: وحيد حقانيان، العضو البارز في مكتب المرشد علي خامنئي، وعلي لاريجاني، الرئيس السابق للبرلمان الإيراني، وسعيد جليلي، عضو المجلس الاستراتيجي للسياسة الخارجية، ومسعود بزشكيان، وزير الصحة السابق، وعلي رضا زاكاني، عمدة طهران.
مَنْ هو أحمدي نجاد؟
ولد محمود أحمدي نجاد في 28 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1956، في قرية أرادان التابعة لمدينة كرمسار في سمنان. هاجر إلى طهران مع عائلته، عندما كان عمره عامًا واحدًا، وكان الرئيس السادس لإيران وأول محافظ لأردبيل، ورئيسًا لبلدية طهران وهو الآن عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام.
بدأ العضو الحالي في مجمع تشخيص مصلحة النظام نشاطه السياسي في النظام الإيراني من خلال وجوده مع مؤسسي الرابطة الإسلامية لطلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا، كما عمل أحمدي نجاد كمتطوع باسيجي في مجال الهندسة القتالية خلال الحرب الإيرانية العراقية، التي استمرت ثماني سنوات.
تم تعيينه عمدة لطهران من عام 2003 إلى عام 2005 في عهد رئاسة محمد خاتمي بدعم من الأصوليين. وهو متزوج من أعظم السادات فرحي، ولديه ثلاثة أبناء: ولدان وبنت واحدة.
وتنافست هذه الشخصية السياسية البارزة، في انتخابات 2005، مع مرشحي التيار الإصلاحي المعروفين، مثل مهدي كروبي ومصطفى معين، من جهة، ومع علي لاريجاني ومحمد باقر قاليباف، من التيار الأصولي. لكن منافسه الرئيس في تلك الانتخابات كان أكبر هاشمي رفسنجاني، وهزم أكبر هاشمي رفسنجاني بفارق نحو 7 ملايين صوت في الجولة الثانية من الانتخابات في يوليو 2005.
وتنافس أحمدي نجاد مع محسن رضائي ومهدي كروبي ومير حسين موسوي في انتخابات يونيو 2009. وشكل إجراء انتخابات 2009 والاتهامات بالتزوير في تلك الانتخابات واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخ النظام الإيراني والتي أصبحت تعرف باسم "الحركة الخضراء".
ووصف، في خطاب ألقاه أمام تجمع لمناصريه في ساحة ولي العصر بطهران، بعد ظهر يوم 14 يونيو (حزيران) 2009، معارضيه بـ "الحثالة"، وأثار غضبهم أكثر فأكثر.
وبعد انتهاء الولاية الثانية للرئاسة، أصبح أحمدي نجاد عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام، اعتبارًا من أغسطس 2013 بأمر من علي خامنئي، وما زال يعمل في هذا المجلس.