استحوذت الانتخابات الرئاسية، وما تشهده من ترشح أسماء ووجوه جديدة لخوض السباق، بجانب أزمة إيران الخارجية، والمخاوف من قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران، على اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأحد.
وأشارت صحف كثيرة إلى تعدد أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران؛ حيث قالت صحيفة "جملة" إن الكرة الآن أصبحت بيد مجلس صيانة الدستور، وهو الذي سيحدد ما إذا كانت نسبة المشاركة ستكون عالية أم منخفضة، إذ إن تعدد الوجوه التي ترشحت وتنوع انتماءاتها يبشر بنسبة مشاركة عالية، لكن في حال اعتمد مجلس صيانة الدستور الأساليب القديمة من الإقصاء والرفض، فإن نسبة المشاركة ستكون أيضًا منخفضة، كما حدث في السنوات الثلاث الأخيرة.
ورأت صحيفة "وطن امروز"، التابعة للحرس الثوري، أن الوجوه والشخصيات الرئيسة لم تسجل أسماءها بعد، ومن المرتقب أن نشهد اليوم الأحد، وغدًا الإثنين، تقدم شخصيات أكثر حظًا بالفوز.
وذكرت الصحيفة من هؤلاء المرشحين المحتملين، الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، والرئيس الحالي بالإنابة، محمد مخبر، ورئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف.
وانتقدت صحف أخرى، مثل "جهان صنعت"، غياب الرؤية الاقتصادية الشاملة والمتسقة في خطاب المرشحين الرئاسيين، وقالت إن معظم هؤلاء المرشحين يعتمدون على لغة الشعارات، وهو ما يجعل مهمة الناخب أكثر صعوبة وأهمية في الوقت نفسه؛ إذ إن عليه أن يختار بين هؤلاء المرشحين الغالب عليهم أساليب إطلاق الشعارات الرنانة والوعود السخية، دون أن يكونوا قادرين على تحقيقها بأرض الواقع مستقبلًا.
وأشارت صحيفة "شرق" إلى ترشح مساعد المرشد الإيراني للشؤون الخاصة، وحيد حقانيان، للسباق الرئاسي، وانقطاع الكهرباء بشكل متكرر عن مبنى وزارة الداخلية، أثناء تسجيله، وخلال إلقائه كلمة، وكتبت في صفحتها الأولى: "جاء حقانيان فذهبت الكهرباء".
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شهروند": تحركات ما قبل اليوم الأخير من الترشح للانتخابات الرئاسية
تطرقت صحيفة "شهروند" إلى تحركات التيارين الإصلاحي والأصولي، قبل أسابيع قليلة من السباق الرئاسي؛ حيث يحاول كل تيار الحصول على أكبر عدد ممكن من الداعمين والمؤيدين.
ونقلت الصحيفة كلامًا لأحد النشطاء الإصلاحيين، قال فيه: إن التيار الإصلاحي يقوم بتحركات حثيثة هذه الأيام، وقد يكون الاتفاق على دعم شخصية، مثل النائب البرلماني البارز، مسعود بزشكيان، أو إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس السابق حسن روحاني.
كما ذكر الإصلاحي محسن رهامي، في تصريحات نقلتها الصحيفة، أن الإصلاحيين قد يتفقون مع "المعتدلين" على دعم شخصية واحدة قد تكون علي لاريجاني، معتقدًا أنه من الوارد أن نشهد تكرار التجربة السابقة؛ حيث دعّم الإصلاحيون والمعتدلون شخص حسن روحاني، وجاءوا به إلى السلطة لمدة 8 سنوات.
كما ذكرت الصحيفة، نقلًا عن مصادر، أن الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد قد حسم أمره وسيسجل اسمه، في مقر وزارة الداخلية، وهو ما تحقق بالفعل اليوم، الأحد، حيث إنه- أثناء إعداد هذا التقرير- ذكرت وسائل إعلام مقربة من أحمدي نجاد أنه تقدم إلى وزارة الداخلية لإعلان ترشحه.
"آرمان ملي": مخاوف قبيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
لفت الكاتب والدبلوماسي السابق، عبدالرضا فرجي راد، في مقال بصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، إلى الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية حول إيران، وملفها، قبيل أيام قليلة من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح فرجي راد أن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن يتحول إلى قرار ضد إيران في الاجتماع المقبل للوكالة.
وذكر الكاتب أن الوضع الانتخابي في الولايات المتحدة، يدل على أن الأميركيين لا يريدون صدور قرار ضد إيران، فضلًا على إحالة القضية إلى مجلس الأمن، فيما لا يرغب الأوروبيون بفقدان مصداقيتهم.
وقال فرجي راد: إن كمية تخصيب اليورانيوم في إيران أصبحت مصدر قلق للاتحاد الأوروبي؛ حيث يعتقد الأوروبيون بأن الولايات المتحدة مشغولة بالانتخابات، وتقوم بتبادل الرسائل مع إيران، وفق مصالح الطرفين، من دون أي دور للأوروبيين في ذلك.
ومع ذلك، شدد الكاتب على أن الأوروبيين سيتوصلون في النهاية إلى تفاهم مع الأميركيين بشأن إيران، مرجحًا ألا تتم الموافقة على قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
"جهان صنعت": غياب الاستراتيجية الاقتصادية الشاملة أكبر تحدٍ في البلاد
قالت صحيفة "جهان صنعت"، في مقالها الافتتاحي، اليوم الأحد، إن أكبر مشكلة تعانيها إيران، خلال هذه السنوات، هي غياب "الاستراتيجية الاقتصادية الشاملة والمتسقة"، مؤكدة أنه يكمن رؤية آثار هذه الأزمة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدبلوماسية.
وأكدت صحيفة "جهان صنعت"، أن العديد من المرشحين، سواء الذين دخلوا إلى البرلمان، أو الذين يتجهزون للسباق الرئاسي، في إيران، جاؤوا بشعارات غير عملية مشددة على ضرورة مطالبة هؤلاء المرشحون ببيان خططهم العملية لتولي منصب حساس كمنصب رئيس الجمهورية، أو حتى عضوية البرلمان.
وأوضح كاتب الصحيفة أن "المرض في إيران بات يزداد سوءًا، وأصبح من الصعب علاجه، لأنه يحتاج إلى التخصص والتجربة الكافية".
وذكر الكاتب قضايا بعينها تحتاج إلى مزيد من الشفافية في خطط وبرامج المرشحين، منها أزمة التضخم الكبير في البلاد، وكذلك قضية علاقات إيران الخارجية، ومسألة الاتفاق النووي، وكذلك انضمام إيران إلى المنظمات الدولية المعتبرة، مثل مجموعة العمل المالي المشترك، أو ما يعرف بـ (FATF)؛ حيث إن غياب إيران عن مثل هذه المنظمات جعلها تعيش في عزلة مصرفية واقتصادية عن العالم.