ذكر موقع "حال واش"، المعني بقضايا حقوق الإنسان في بلوشستان إيران، أن نظام طهران أعدم 171 مواطنًا من هذه القومية السُّنية، في العام الإيراني الماضي، الذي انتهى في 19 في مارس (آذار) الماضي.
وذكر الموقع، في تقرير، نشره، اليوم الأحد، 2 يونيو (حزيران)، أنه تم إعدام 133 من هؤلاء المواطنين (بنسبة 77 بالمائة) بتهم تتعلق بالمخدرات، ويأتي "القصاص" (19 بالمائة)، والتهم السياسية والأمنية (2 بالمائة)، من بين الأسباب الأخرى لإعدام المواطنين البلوش في إيران، خلال العام الماضي.
وانتقد الموقع الحقوقي، وتيرة الإعدامات في صفوف المواطنين البلوش بإيران، وقال: "لم يكن الضحايا على علم بوجود مخدرات في سياراتهم، لاسيما فيما يتعلق بتلك الجرائم، وكانوا ينقلون حمولات مقابل أجرة معلومة دون معرفة ما تحتويه".
وأفاد بمقتل 334 مواطنًا بلوشيًا في عام 2023، نتيجة إطلاق النار من قِبل قوات الأمن الإيرانية أو أفراد مسلحين مجهولين، وأضاف أن 366 عامل وقود من البلوش قُتلوا أيضًا العام الماضي.
وذكر أنه تم اعتقال 273 مواطنًا بلوشيًا أيضًا في إيران العام الماضي.
وأكد هذا الموقع الإخباري أنه بسبب "الحرمان التاريخي الذي تعانيه بلوشستان وضعف بنيتها التحتية"، فإن الإحصائيات الواردة في التقرير حول انتهاك حقوق الإنسان للمواطنين البلوش عام 2023 تشمل فقط الحالات الموثقة، ويمكن للإحصائيات الحقيقة أن تكون "أكثر من هذا بكثير".
وحذرت منظمة العفو الدولية، في تقريرها لعام 2023 بشأن إيران، من أن نظام طهران يواصل استخدام عقوبة الإعدام كأداة لقمع المعارضين والمحتجين والأقليات العرقية.
وقالت منظمة العفو الدولية، في إشارة إلى أن السلطات الإيرانية كثّفت استخدام عقوبة الإعدام، لإثارة الرعب بين الناس وتعزيز سلطتها، إن ما لا يقل عن 853 شخصًا أُعدموا في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 48 بالمائة، مقارنة بـ 576 عملية إعدام تمت في عام 2022.
وطلبت أكثر من 80 منظمة حقوقية إيرانية ودولية، في 12 أبريل (نيسان)، عبر بيان لها، من الأمم المتحدة، مواصلة التعاون بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وطهران من أجل الضغط على إيران لإجبارها على إيقاف الإعدامات.
ووفقًا لهذه المنظمات، فإن المتهمين بجرائم المخدرات، باعتبارهم "الضحايا الصامتين لآلة الإعدام والترهيب" التابعة لإيران، غالبًا ما يكونون من بين الفئات الفقيرة والمهمشة في المجتمع الإيراني، وعدد المواطنين البلوش والأكراد بالنظر إلى نسبتهم السكانية يعتبر "مرتفعًا جدًا" بين حالات الأفراد المعدومين بهذه التهم.
ويعتقد نشطاء حقوق الإنسان ووسائل الإعلام أن سياسة الإقصاء والتمييز المتعمدة، التي تتبعها "الجمهورية الإسلامية" ضد مختلف المحافظات، بما في ذلك بلوشستان وكردستان، تسببت في نمو ظواهر مثل تهريب الوقود ومهنة "العتالين".