ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حكومة بايدن كانت تشعر بالقلق إزاء تصاعد التوترات النووية نتيجة رد فعل إيران على اللهجة القاسية لمقترح قرار الدول الأوروبية ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطلبت من هذه الدول تعديل بعض المصطلحات المستخدمة في نص هذا القرار.
ووفقاً لهذا التقرير، ونقلاً عن مسؤولين أميركيين، فإن الولايات المتحدة كانت قد طلبت من حلفائها الأوروبيين تخفيف حدة اللغة الانتقادية للقرار من أجل منع ما يسمى بتصعيد الموقف في الوضع المتأزم في الشرق الأوسط.
وكانت ثلاث دول أوروبية، هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا، قد أعدت نص القرار، رداً على رفض إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتمت الموافقة عليه بأغلبية 20 صوتاً مؤيداً، وامتناع 12 عضواً عن التصويت، وصوتين معارضين.
ويضع القرار، المكون من ثلاث صفحات، قائمة طويلة من مخاوف المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وخاصة الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حتى الآن حول سبب العثور على آثار لليورانيوم في موقعين لم تعلنهما طهران كجزء من برنامجها النووي.
وفي هذا القرار، طلب مجلس المحافظين أيضًا من إيران تحسين تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإلغاء الحظر المفروض على دخول "المفتشين ذوي الخبرة" التابعين للوكالة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 5 يونيو (حزيران) أن إدارة بايدن أبلغت شركاءها الأوروبيين في البداية أنها قد تمتنع عن التصويت على هذا القرار، إلا أنها قبل اجتماع مجلس المحافظين، أعلنت تأييدها لهذا القرار نظراً لامتناع طهران عن التعاون مع الوكالة.
والآن، وبحسب تقرير "نيويورك تايمز"، يبدو أن سبب تصويت أميركا الإيجابي على القرار هو حصولها على موافقة ثلاث دول أوروبية على تنفيذ التغييرات التي طلبتها واشنطن في نص القرار والعبارات المستخدمة فيه.
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد أصدرت، في 4 يونيو (حزيران)، بياناً مشتركاً ينتقد تصرفات إيران في تطوير برنامجها النووي وتكثيف التوترات في هذا المجال، وحذرت من أن البرنامج النووي الإيراني قد وصل إلى "مستويات مثيرة للقلق".
وجاء في هذا البيان أن التصريحات الأخيرة لمسؤولي النظام الإيراني فيما يتعلق بالقدرة على إنتاج أسلحة نووية، فضلاً عن إمكانية تغيير العقيدة النووية للنظام الإيراني، قد أدت إلى مزيد من الإضرار بالثقة بين طهران والمجتمع الدولي.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقريرها أنه وفقاً لمعظم الخبراء فإن طهران الآن لا تفصلها سوى أيام أو أسابيع قليلة عن إنتاج الوقود اللازم لتصنيع ثلاث قنابل نووية، على الرغم من أن تحويلها إلى رؤوس حربية قد يستغرق عاماً أو أكثر.
كما أشارت نتائج التقرير السري الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب ولم تتخلَّ عن قرارها بمنع دخول عدد من مفتشي الوكالة ذوي الخبرة.