ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في مقال لها، تعقيبًا على اعتقال الناشط الإعلامي، حسين شنبه زاده، الذي اعتقل بسبب كتابات انتقادية، بما في ذلك وضع نقطة تحت منشور خامنئي على منصة (X)، أن هذا الاعتقال يثبت أن "النظام الإيراني يخشى الشعب لدرجة أنه يعتقلهم دون أن يقولوا أي شيء".
ونشرت هيئة تحرير الصحيفة الأميركية، هذا المقال، تحت عنوان: "إدانتان للنظام الإيراني، واحدة من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأخرى من قِبل الشعب الإيراني" في قسم التعليقات بالموقع.
وتحظى المقالات، التي تكتبها هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، بأهمية خاصة؛ نظرًا لتأثير هذه الصحيفة ومصداقيتها، والتحليلات التفصيلية والشاملة وتأثيرها على الرأي العام وصُنّاع القرار.
وأشار محررو الصحيفة، في الجزء الأول من هذا المقال، إلى تأخر إصدار قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران بسبب معارضة الولايات المتحدة، ولكن في النهاية، يعود الفضل لبريطانيا وفرنسا وألمانيا في استصدار القرار والموافقة عليه، حيث استسلم الرئيس الأميركي، جو بايدن، على مضض؛ لأنه لم يكن أمامه سبيل آخر للدفاع عن إيران، دون أن يخجل منه.
وتعتقد هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" أن رئيس الولايات المتحدة كان مصممًا على غض الطرف عن تنمر النظام الإيراني تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقربه من العتبة النووية.
وأكد محررو "وول ستريت جورنال"، أنه حتى بعد أن خلصت الوكالة إلى أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بما يكفي لصنع قنبلة واحدة في الأسبوع وما يقرب من ثماني قنابل شهريًا، طلبت إدارة بايدن من الأوروبيين الامتناع عن إصدار قرار يدين قيام طهران بذلك.
وأشاروا إلى أنه حتى في الوضع الذي لا تلتزم فيه إيران بالحفاظ على السلام، فإن واشنطن ترى أنه من الأفضل عدم تصعيد التوترات، وكتبوا أن المنطق الكامن وراء هذا السلوك هو نفس منطق عدم تنفيذ بايدن للعقوبات النفطية على إيران، والذي أثرى النظام الإيراني بعشرات المليارات من الدولارات.
وفي نهاية الجزء الأول من المقال، أوضح محررو الصحيفة أن القوى الأوروبية لا تريد أن يصبح نظام منع الانتشار النووي مزحة، ويجب على رئيس الولايات المتحدة ألا يسمح بذلك، وقالوا إن الخطوة التالية بالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هي أن تؤكد عدم امتثال إيران للاتفاقيات، وهذا من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة أو الأوروبيين بتفعيل آلية الزناد، بحيث يتم فرض جميع عقوبات مجلس الأمن تلقائيًا، دون أن يتمكن أعضاء المجلس من استخدام حق النقض ضدها.
وتناولت هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، في الجزء الثاني من هذا المقال، القضية التي تم ذكرها في العنوان الرئيس، وهي إدانة الشعب للنظام الإيراني.
وأكد محررو الصحيفة أن اعتقال حسين شنبه زاده، الذي علق على تغريدة علي خامنئي على منصة التواصل الاجتماعي (X)، الشهر الماضي، بوضع نقطة فقط، يذكّرنا بطبيعة نظام الجمهورية الإسلامية.
وأشاروا، إلى أن هذا الاحتجاج البسيط لهذا الناشط الإيراني قد انتشر على منصة (X)، وكتبوا أن حسين شنبه زاده معروف بانتقاداته الذكية ضد النظام الإيراني، بما في ذلك الكشف عن التعذيب والقمع في سجن إيفين، (في إشارة إلى تغريدات حسين شنبه زاده عن قطع الأيدي والأصابع في مستوصف سجن إيفين وكتاباته الأخرى حول ظروف سجن إيفين).
وأوصحت هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، في الفقرة الأخيرة من المقال، أن العالم الحر يمكن أن يساعد الشعب الإيراني من خلال إيقاف المسؤولين في النظام، وكتبت: "إن المجموعة الحاكمة في طهران، من خلال اعتقال شنبه زاده ورفع قضية ضده بتهمة التجسس، تؤكد صحة أقواله، النظام خائف للغاية من شعبه لدرجة أنه يعتقلهم لأنهم لم يقولوا أي شيء".
يُذكر أن حسين شنبه زاده، مترجم ومحرر أدبي وسجين سياسي سابق وناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتابعه الكثيرون؛ بسبب كتاباته النقدية الساخرة، ولغته الصريحة على منصة (X) للتواصل الاجتماعي، وقد أكد في اتصال هاتفي مع عائلته يوم الثلاثاء، 4 يونيو (حزيران) الجاري، إنه تم اعتقاله خلال رحلته إلى مدينة أردبيل، شمال غربي إيران.