أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن نظام طهران أعدم خلال الشهر الماضي ما لا يقل عن 64 شخصا في السجون والمعتقلات. ووفقا لتقرير المنظمة فقد تم إعدام 237 شخصًا في إيران خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
وكتبت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في تقرير صادر اليوم الاثنين 10 يونيو (حزيران)، أنه من بين 64 سجينا أعدموا الشهر الماضي، 35 منهم اتهموا بقضايا متعلقة بـ"المخدرات"، و26 اتهموا "بالقتل العمد"، و2 اتهموا بـ"الحرابة"، وحكم على شخص بالإعدام بتهمة "الاغتصاب".
وأورد التقرير، أن 6 على الأقل من الذين تم إعدامهم كانوا من المواطنين البلوش، و4 مواطنين أكراد، و3 مواطنين أفغان، وكانت 4 نساء من بين الذين تم إعدامهم.
وفي 4 أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت منظمة العفو الدولية، في تقرير بحثي بعنوان "لا تدعوهم يقتلوننا"، عن إعدام 853 شخصا في إيران عام 2023، واعتبرته أمرا غير مسبوق في السنوات الثماني الماضية.
وأعلنت المنظمة أن 481 عملية إعدام، أي أكثر من نصف إجمالي 853 عملية إعدام مسجلة في عام 2023، نُفذت بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات.
وبعد ذلك، طلبت أكثر من 80 منظمة حقوقية إيرانية ودولية، في 12 أبريل (نيسان)، عبر بيان لها، من الأمم المتحدة، مواصلة التعاون بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وطهران، من أجل الضغط على النظام لإجباره على إيقاف الإعدامات.
وكتبت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في تقريرها الاثنين، أنه من بين 237 شخصا تم إعدامهم منذ بداية العام الجاري، 138 شخصا اتهموا بـ"المخدرات"، و83 شخصا اتهموا بـ"القتل العمد"، و14 شخصا اتهموا بـ"الحرابة"، وحكم على شخصين بالإعدام بتهمة "الاغتصاب".
وكان داود عبد اللهي وفرهاد سليمي وأنور خضري وخسرو بشارت 4 من سجناء الرأي السنة الذين أُعدموا في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
وفي مايو (أيار) الماضي، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها إنه في عام 2023، تم تنفيذ ما مجموعه 1153 عملية إعدام في العالم، 74 في المائة منها نُفذت في إيران.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن السلطات الإيرانية كثفت استخدام عقوبة الإعدام لإثارة الرعب بين الناس وتعزيز سلطتها.
أما منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فقارنت بين حالات إعدام لـ237 شخصًا منذ بداية العام الحالي مع نفس الفترة من العام الماضي، حيث أُعدم 314 شخصًا، وقالت إن هذا الانخفاض بنسبة 32 في المائة يرجع بشكل أساسي إلى تعليق عمليات الإعدام قبل 10 أيام من الانتخابات البرلمانية في فبراير (شباط)، وترتبط أيضًا بالأيام التي تلت مقتل إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث تحطم المروحية.
وذكرت هذه المنظمة أن دراساتها في السنوات الماضية أظهرت أن هناك علاقة وثيقة بين إحصائيات الإعدام والأحداث السياسية، وكتبت أنه على الرغم من ذلك فإن عدد عمليات إعدام المواطنين الأفغان المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي بلغ 6 حالات والتي شهدت زيادة بنسبة 117 في المائة.
كما ارتفعت نسبة إعدام النساء في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 بنسبة 67 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وفي الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، تم إعدام 10 نساء، وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، تم إعدام 6 نساء.
ورداً على تصاعد عمليات الإعدام في إيران، أصدرت شيرين عبادي، وجودي ويليامز، وتوكل كرمان، وليما غبوفي، الأربعة الحائزات على جائزة نوبل للسلام، بياناً يوم الأربعاء 15 مايو (أيار) 2024، أدن فيه بشدة عمليات الإعدام في إيران، داعيات المجتمع الدولي إلى التحرك للتعامل مع النظام الإيراني لاستخدامه أداة إعدام لإثارة الخوف في المجتمع.
وجاء في تقرير منظمة العفو الدولية، الذي أشار إلى أن الصين لا تزال رائدة عمليات الإعدام في العالم، أن إحصائيات المنظمة الخاصة بعمليات الإعدام لا تشمل آلاف الأشخاص الذين يعتقد أنهم أُعدموا في الصين وكوريا الشمالية وفيتنام.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه على الرغم من النكسات، فقد ألغت 112 دولة حتى الآن عقوبة الإعدام بشكل كامل، كما ألغت 144 دولة عقوبة الإعدام من القانون أو في الممارسة العملية.
وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية، فإنه في عام 2023، تم تنفيذ عمليات الإعدام في 16 دولة، وهو أقل رقم سجلته منظمة العفو الدولية منذ تسجيل هذه الإحصائيات، ولا تزال مشاريع القوانين الخاصة بإلغاء هذه العقوبة قيد النظر في برلمانات كينيا وليبيريا وزيمبابوي.