حذر مسؤولون إيرانيون من تهالك سيارات النقل العام والمواطنين، مما يؤدي إلى زيادة معدلات التلوث في مختلف المدن الإيرانية، مؤكدين أن هناك نحو 7 ملايين سيارة متهالكة وإن 80% من أسطول النقل العام غير صالح للاستخدام.
وقال داريوش كل علي زاده، رئيس المركز الوطني لتغير المناخ التابع لمنظمة حماية البيئة، إن هناك 27 مليون سيارة في البلاد، منها 7 ملايين "متهالكة".
وفي مايو (أيار) من العام الماضي، قال محمد مشهدي شريف، رئيس جمعية مراكز تخريد السيارات، إن عدد السيارات المتهالكة في إيران يساوي "45% من سيارات البلاد"، وإن نصف تلوث الهواء ناتج عن المركبات.
وفي حفل أقيم يوم الاثنين 10 يونيو (حزيران)، بمناسبة الكشف عن أجهزة للحد من تلوث الهواء، أكد كل علي زاده على نفس القضية، وقال إن جزءًا كبيرًا من ملوثات الهواء في إيران يرتبط بالسيارات.
وشدد هذا المسؤول على أن "جزءا من السيارات المصنعة في إيران يجب أن يتم إنتاجه بناء على شهادات التخريد، وعلى شركات صناعة السيارات تطبيق هذا القانون".
وبحسب قوله، فإن "إنشاء مرافق لتجديد المركبات وتخريد المركبات المتهالكة" هي إحدى القضايا التي تسعى منظمة البيئة إلى متابعتها.
وقدم سجاد أنوشة، وكيل الشؤون الريفية في منظمة التنمية البلدية والريفية بوزارة الداخلية، إحصائيات حول تخريد السيارات المتهالكة، وقال إنه تم خلال العام الماضي إلغاء 71 ألف سيارة من الدورة المرورية، لكن في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام في العام، تم تخريد 60.000 سيارة.
وفي وقت سابق، أعلنت بعض المصادر أنه تم تخريد أكثر من مليوني سيارة في إيران في الفترة من 2004 إلى 2019.
وكانت أعلى الإحصائيات في هذا المجال تتعلق بعام 2014، حيث تم التخلص من أكثر من 280 ألف سيارة متهالكة.
وفي أبريل (نيسان) من هذا العام، كتبت "إيران إنترناشيونال" في تقرير لها أن النظام الإيراني رفض استيراد السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة، رغم وعود الحكومة، وأشارت إلى أن السبب الرئيس لذلك هو احتكار الحكومة لإنتاج السيارات المحلية.
وفي جزء من حديثه، انتقد أنوشه حكومة حسن روحاني، وقال إن 70% من أسطول الحافلات في البلاد خرج عن الخدمة في العقد الأول من القرن الحالي، مضيفا: "في عام 2013، كان هناك 22 ألف حافلة في أسطول النقل، وانخفض إلى 7 آلاف في عام 2021".
وفي السياق نفسه، قال كل علي زاده إن متوسط تهالك وسائل النقل العام يبلغ 80%.
وبحسب قول نائب منظمة حماية البيئة، فإن هذا الرقم هو 20% للحافلات والشاحنات الصغيرة و60% للحافلات داخل المدينة.
وأعلن عن معاناة 26 مدينة و7 مدن إيرانية كبرى من مشكلة تلوث الهواء، مؤكدا أن جزءا من هذا التلوث، خاصة في المحافظات الجنوبية والوسطى، يرتبط بالغبار.
وامتدت أزمة تلوث الهواء، التي كانت يتم الإبلاغ عنها في الغالب في طهران، إلى مدن كبيرة وصناعية أخرى في إيران لعدة سنوات حتى الآن.
ويقول مسؤولون وخبراء في إيران إنه بالإضافة إلى السيارات المتهالكة، هناك عوامل مثل حرق الوقود واستخدام الوقود الأحفوري من قبل المصانع، واستخدام وقود منخفض الجودة، ووجود عدد كبير من المصانع في محيط المدن الكبرى بما في ذلك طهران، إلى زيادة في مستوى تلوث الهواء على مدار العام.
وفي فبراير (شباط) من عام 2022، أعلن بعض المسؤولين الحكوميين عن "45 ألف حالة وفاة سنوياً بسبب تلوث الهواء"، وقالوا إن 7% من هذه الإحصائيات مرتبطة بـ"حالات وفاة المولود قبل أو أثناء الولادة".