طلب يحيى رحيم صفوي، مساعد ومستشار المرشد الإيراني، من المشاركين في الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة صراحةً أن "ينتخبوا" شخصاً لا "تتعارض" آراؤه مع علي خامنئي، وأن على الشعب أن ينتخب رئيساً "يعتبر نفسه الشخص الثاني".
وأضاف صفوي، الذي ألقى كلمة يوم الثلاثاء 11 يونيو (حزيران)، في مؤتمر بعنوان "حركة ذكريات الدفاع المقدس"، أنه إذا قال رئيس السلطة التنفيذية "المرشد يقول هذا وأنا أقول ذلك فإن هذا سيسبب مشاكل في البلاد". "لا ينبغي للرئيس أن يخلق قطبية ثنائية".
ويعد هذا أحد أكثر التعليقات صراحةً التي يدلي بها عسكري بشأن الانتخابات في إيران، والتي تحدد بوضوح التصويت المطلوب للمرشد.
ورغم أن روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، طالب بعدم تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة والانتخابات، إلا أن السلطات العسكرية تبرر دائماً تدخلها بصيغة "التوضيح والتنوير".
ويحظر دستور إيران على العسكريين المشاركة في المنافسات السياسية والانتخابية، ومع ذلك، كانت هناك مناقشات واسعة النطاق حول تدخل الحرس الثوري وميليشيا الباسيج في مختلف الانتخابات الإيرانية.
وتأتي تصريحات رحيم صفوي في حين أن التدخلات والسلطات الواسعة النطاق التي يتمتع بها المرشد في جميع فروع النظام تسببت في الإشارة إلى الرئيس على أنه "عامل" و"مقاول" لدى المرشد.
ورغم أن المشاركة الانتخابية في إيران تراجعت إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة لأسباب عدة، منها القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية، وعدم خضوع النظام للمساءلة، وتوحيد الحكم، واستبعاد المرشحين بشكل واسع، إلا أن رحيم صفوي قال إن علي خامنئي يؤمن بـ "المشاركة الواسعة" في الانتخابات.
وقد شدد خامنئي في خطاباته الأخيرة على ضرورة إجراء الانتخابات بمشاركة "واسعة" في إيران، متجاهلاً الإشارة إلى انتقادات المواطنين.
وبعد تأكيد مؤهلات ستة فقط من المرشحين للفترة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى مبكراً بعد وفاة إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له خلال تحطم المروحية، أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، مراراً وتكراراً، أن هذه المؤسسة تعمل "بشكل مستقل وغير حزبي".
وتحاول وسائل الإعلام التابعة للنظام أيضاً التأكيد على المشاركة الواسعة للمواطنين في الانتخابات، كما ادّعى إبراهيم شير علي، رئيس مركز استطلاع آراء الطلاب الإيرانيين (ISPA)، أنه وفقاً لنتائج الاستطلاع، فإن "39.5 بالمائة" من المشاركين قالوا إنه مع انتخاب الرئيس الجديد فإن أحوال البلاد ستتحسن". لكن السلطات والمؤسسات التابعة للنظام لا تقدم توضيحاً حول طريقة المسح وعدد المشاركين في الإحصاء.
استمرار البرامج التلفزيونية للمرشحين.. ماذا قال بورمحمدي وزاكاني؟
على جانب آخر، تواصلت البرامج الانتخابية التلفزيونية لمرشحي الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في إيران، حيث قدم مصطفى بور محمدي نفسه كشخص "صاحب خبرة كبيرة" ولديه سجلات في مجال أمن المعلومات والمراقبة.
"محمدي" الذي كان عضواً في ما يسمى لجنة "الموت" في الثمانينات، ذكر نشاطه في التعامل مع قضية أعضاء "مجاهدي خلق" في ذلك الوقت كأحد سجلات عمله "الناجحة".
وفي الوقت نفسه، أشار بور محمدي إلى مفاوضاته مع صدام حسين، الرئيس العراقي السابق، وقال: "لقد تفاوضت مع شخص كان عدواً للشعب. لقد استشهد صهري وأخو زوجتي على يد هذا الرجل... وهذا يدل على أنه من الممكن التفاوض مع أعداء كبار، ولكن من موقع قوة. الميدان والدبلوماسية يكملان بعضهما البعض".
من جانبه، قال علي رضا زاكاني، عمدة طهران الحالي والمرشح للانتخابات، في برنامج منفصل، إنه أعطى الأولوية في برامجه لـ"الشفافية ومكافحة الفساد والريعية".
وقال إن الفساد "لا يفرّق بين الأصولي والإصلاحي"، مضيفاً أن هناك إمكانية لإعادة تعيين أعضاء حكومة إبراهيم رئيسي في حكومته.
تأتي تصريحات زاكاني في حين أنه قد وقع مؤخراً، كرئيس لبلدية طهران، عقداً كبيراً مع شركة "طيران ماهان" بشروط غير شفافة، وأعطى هذه الشركة قطعة أرض مساحتها 30 ألف متر مربع في المنطقة الثانية بطهران لبناء مركز ترفيهي وسياحي".
كما أنه قام بتوقيع "عقد غير شفاف" بقيمة ملياري يورو مع شركة إنشاءات صينية لاستيراد الحافلات، وهي مسألة لا يزال يلفها الغموض.