احتفلت صحف النظام الصادرة، اليوم الأحد، في إيران، بإطلاق سراح المسؤول الإيراني السابق، حميد نوري، الذي حاكمته السويد؛ لتورطه في الإعدامات السياسية عام 1988، وحكمت عليه بالسجن المؤبد.
وأثارت صفقة تبادل السجناء، التي أدت للإفراج عن نوري مقابل سجينين سويديين في إيران، انتقادات واسعة من قِبل منظمات حقوق الإنسان والناشطين المعارضين للنظام الإيراني في الخارج، بالإضافة إلى مسؤولين ونواب برلمانيين أوروبيين.
لكن هذه الصفقة حظيت بحفاوة من قِبل إعلام النظام؛ حيث وصف ذلك بالإنجاز الدبلوماسي لحكومة رئيسي، وخارجية حسين أمير عبداللهيان.
وعنونت صحيفة "كيهان"، حول الموضوع في صفحتها الأولى، وكتبت: "دبلوماسية الشهيد عبداللهيان لاتزال تعمل.. إطلاق سراح حميد نوري"، وعلقت "سياست روز" المقربة من الحكومة بالقول: "نوري يعود إلى الوطن".
واهتمت صحف اليوم، بملفات أخرى، ومنها الانتخابات الرئاسية المقرر لها 28 الشهر الجاري، وكذلك المناظرات التلفزيونية، التي ستبدأ أولى حلقاتها، غدًا الإثنين، وسط ترقب لهجمات متبادلة بين التيارين الإصلاحي والأصولي وأنصار كل منهما.
ولاتزال الصحف الإصلاحية ترى فرصة فوز بزشكيان مرتفعة؛ كون منافسيه لا يتسمون بالشهرة والمكانة الكافية، أو أن لديهم سجلًا سيئًا في المناصب والمسؤوليات السابقة التي شغلوها.
وقالت صحيفة "اعتماد" إن الوضع في إيران بات سيئًا لدرجة أن الناس يتطلعون لوجود رئيس لا يضيف مشاكل جديدة على البلاد، ويخلق أزمات أخرى وتحديات مضاعفة، ولم يعد أحد يأمل في وجود رئيس قادر على حل المشاكل والأزمات.
ونقلت صحيفة "نقش اقتصاد" عن خبير اقتصادي قوله: إن الفساد في إيران كبير للغاية، وإن رئيس الجمهورية القادم لن يكون قادرًا على مواجهة شبكة المفسدين؛ حيث باتوا متنفذين في جميع المجالات الاقتصادية.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": الهجوم على بزشكيان واتهامه بالخداع والمراوغة
عادت صحيفة "كيهان" إلى مهاجمة مرشح الإصلاحيين، مسعود بزشكيان، بعد أيام قليلة من الثناء عليه، متهمة إياه بالتحايل والخداع لكسب رأي الشريحة الرمادية والأصوليين "المعتدلين".
وذكرت الصحيفة أن مرشح الإصلاحيين ظهر في أول خطاب له بحملته الانتخابية، عبر التلفزيون الرسمي، بتصريحات أثارت انتقادات الإصلاحيين؛ حيث قالت إنه "ليس من المقرر أن يقوم بسياسة جديدة، بل إنه سيواصل مسير الحكومة الحالية، حكومة رئيسي".
وأوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات تختلف تمامًا عن مواقف التيار الإصلاحي، وهذا ما دفعهم إلى انتقاد بزشكيان، ووصفه بأنه لم يظهر بالشكل المطلوب.
وأضافت الصحيفة أن بزشكيان وبهذه التصريحات يحاول إخفاء الحقيقة وذر الرماد في العيون، لأن مسؤولي حملته الانتخابية اليوم هم من المتشددين الإصلاحيين الذين كانوا يعارضون "رئيسي" جهارًا نهارًا، وكانوا نشطاء في أحداث عام 2009 (احتجاجات الحركة الخضراء).
"اعتماد": نتطلع إلى وجود رئيس لا يساهم في زيادة المشاكل والأزمات في البلد
قالت صحيفة "اعتماد" إن الأوضاع في إيران أصبحت سيئة للغاية؛ حيث يتم تقدير وتكريم من لا يخرّب الأوضاع أكثر، ولا يساهم في زيادة التضخم والإساءة إلى النساء.
وقال كاتب الصحيفة: قد لا يكون السيد مسعود بزشكيان قادرًا على حل الكم الهائل من المشاكل، لكنه بكل تأكيد لن يكون سببًا في زيادة المشاكل الأخرى، مضيفًا: مع الأسف الشديد أوصلوا الأمور إلى حالة بحيث نشكر من لا يقوم بزيادة التضخم وخلق الأزمات الجديدة ولا يساهم في الإساءة إلى النساء.
"آرمان ملي": غياب عوامل القوة داخليًا يضعف مواقف النظام أمام الدول الأخرى
قال الدبلوماسي الإيراني السابق جلال ساداتيان إن النظام في إيران، وبسبب فقدانه لمكونات القوة في الداخل، أصبح ضعيفًا في تعامله مع الدول في القضايا المختلف عليها.
وأوضح الكاتب، في مقاله بصحيفة "آرمان ملي"، بالقول: "لو كنا نملك عوامل القوة هذه لما تجرأت علينا أذربيجان في قضية ممر زنغزور، ولما تجاهلت (طالبان) حصتنا المائية، ورفضت السعودية والكويت التفاوض معنا حول حقل الدرة، والإمارات تناور على قضية الجزر الثلاث، وروسيا والصين تدعمان هذه الدول، وعند الاحتجاج من جانب إيران نجدها مصرة على مواقفها الداعمة للدول الأخرى".
وبيَّن الكاتب أن هذه القضايا هي نماذج توضح كيف يكون موقف البلد الذي يفتقد مكونات القوة الداخلية، التي تعزز موقفه على الصعيد الخارجي.
وأعرب الكاتب في الختام عن أمله في وصول المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، عله يستطيع حل أزمات إيران الخارجية وعلى رأسها قضية الاتفاق النووي والعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران منذ سنوات بسبب نشاطها النووي ودورها الإقليمي والعسكري في المنطقة والعالم.
"نقش اقتصاد": شبكة الفساد في إيران تبتلع جميع المجالات ولا قدرة لرئيس الجمهورية على مواجهتها
نشرت صحيفة "نقش اقتصاد" مقالًا للخبير الاقتصادي، حسين راغفر، أكد فيه أن جميع المرشحين للرئاسة الإيرانية يفتقرون لوجود خبرة في المجال الاقتصادي، ومِن ثمّ لا يتأمل منهم أن يكونوا قادرين على تقديم حلول للأزمة الاقتصادية في البلاد.
وتابع الكاتب قائلًا: "الأكثر من ذلك أن هناك شبهات تدور حول بعض منهم بسبب تورطهم في قضايا فساد اقتصادي، ومن الخطأ تصور أن وجود رئيس جديد في إيران يمكنه حل المشاكل الراهنة".
وبيَّن أن مشكلة إيران الكبرى اليوم تتمثل في وجود شبكة واسعة من الفساد والمفسدين، وهي شبكة تمتلك قدرات واسعة؛ ما يجعل إمكانية مواجهة الرئيس الجديد لهذه الشبكة محل شك وترديد.
ووصف الخبير الاقتصادي شبكة الفساد هذه بأنها شبكة ذات سبعة رؤوس، وقد ابتلعت جميع المجالات الاقتصادية في إيران.
وأشار إلى أن مهمة الرئيس الجمهورية القادم ستكون صعبة للغاية، حتى لو فاز بزشكيان، الذي يتسم بمهارة القدرة على الاستماع لآراء الخبراء والمتخصصين، لكن الجميع يعلم بأن رئيس الجمهورية في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يختار بشكل مستقل وزراء حكومته، وإنما هناك تدخلات من مؤسسات أخرى تفرض وجود بعض المسؤولين والوزراء على رئيس الجمهورية.