قال مسعود بزشكيان، المرشح المدعوم من الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، اليوم الأحد، 16 يونيو (حزيران)، مخاطبًا الطلاب الجامعيين، في حفل أُقيم بجامعة طهران، إنه يقبل ولاية المرشد، مضيفًا: "لا يحق لأحد أن يهيّن شخصًا أؤمن به، كما أن جو الحوار الحر يقتضي تجنب الإهانات".
وأوضح بزشكيان، في هذا الحفل، ردًا على مناشدات الطلاب بإطلاق سراح السجناء السياسيين، قائلًا: "إن السجناء السياسيين ليسوا ضمن نطاقي، وإذا أردت أن أفعل شيئًا فليس لديَّ أي سلطة".
وأشار إلى أنه إذا أصبح رئيسًا، فلن يسمح للآخرين بالتدخل فيما لا يحق لهم التدخل فيه، مضيفًا: "في رأيي الحرية تعني ألا نشكك في العقيدة".
وأضاف بزشكيان، في جزء آخر من كلمته: "خلال احتجاجات مهسا أميني، كنت الوحيد الذي تحدث، ولم أقل أي شيء يشكك في معتقداتي. إن اعتقادي الحقيقي هو أنه يجب حماية حقوق جميع الناس".
وأكد أنه إذا أصبح رئيسًا فإنه سيغيّر لوائح الطلاب، ووعد بأنه سيغيّر طريقة التعامل مع الطلاب، ولن يقبل طريقة معاملة الأساتذة، ولن يسمح بسوء معاملتهم.
التشكيك في المشاركة الشعبية والإصرار على إجماع المرشحين الأصوليين
يصر الأصوليون على أن يتوصل مرشحوهم العديدون إلى توافق على شخص واحد في الانتخابات؛ لمنع تفتيت الأصوات بينهم، في ظل أجواء باردة تخيّم على الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران.
وطالب حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، في مقال بهذه الصحيفة، في هذا الصدد، الأصوليين بتغيير الوضع "والتوافق حول مرشح واحد".
وكتب ممثل المرشد الأعلى في صحيفة "كيهان": "يجب على المرشحين الأصوليين أن يعلنوا مسبقًا أن واحدًا منهم فقط سيبقى على المسرح، بعد إجراء الدراسات اللازمة، وهذا الإجراء يمنع الانقسام المحتمل بين الناخبين، ويمكن أن يكون أساسًا لمزيد من الانسجام والتعاطف".
وأعرب شريعتمداري عن قلقه من فوز التيار المنافس في الانتخابات، وقال: "إذا لم يشكل الأصوليون ائتلافًا، فإن كل واحد منهم سيسلب جزءًا من الأصوات، ومن الواضح في هذه الحالة، أن الأصوات التي يحصل عليها عدة أشخاص لا يمكن أن تنافس بسهولة مجموع الأصوات التي يحصل عليها مرشح واحد بالإجماع!".
وأشار أمير حسين قاضي زاده هاشمي، رئيس مؤسسة الشهيد والمرشح الرئاسي، في مؤتمر صحفي، يوم أمس السبت، إلى إمكانية انسحابه من الترشح.
وقال، ردًا على سؤال أحد المراسلين عما إذا كان من الممكن الانسحاب لصالح قاليباف: "إن شاء الله سينسحب الجميع لصالح فرد أصلح".
عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات
يسعى الأصوليون للتوصل إلى توافق، في حين يعترف الإصلاحيون، الذين يدافعون عن المشاركة في الانتخابات، بأن الأجواء الانتخابية باردة لدى الرأي العام، الذي يميل إلى العزوف عن المشاركة.
ووصف الناشط السياسي والصحافي، عباس عبدي، في مقال نشرته صحيفة "اعتماد"، مقاطعة المعارضين للمشاركة في الانتخابات بـ "المهمة والجادة للغاية"، وذكر أن "جليد مقاطعة الانتخابات لم يبدأ بعد في الذوبان".
وأضاف أنه لا ينبغي للمرء أن يقدم أسبابًا وحججًا لعدم المشاركة، بل يجب أن يقدم أسبابًا وتحليلات للمشاركة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس القادم سيحدث فرقًا، أجاب: "إذا كنا نعتقد أن الرئيس قادر على إحداث تغييرات عميقة وحل المشاكل الأساسية للمجتمع، فإننا مخطئون بالتأكيد".
من ناحية أخرى، انتقدت السجينة السياسية، كلرخ إيرايي، في رسالة، الإصلاحيين؛ لتشجيعهم الناس على المشاركة في الانتخابات، ووصفت ذلك بالخيانة.
وكتبت في نص نشرته على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي: "على الإصلاحيين أن يعلموا أن شعب إيران، نتذكر خيانتهم منذ اليوم الأول ولن ننسى ذلك".
قواعد صارمة بشأن نشر استطلاعات الرأي
تزايدت تحذيرات الأجهزة الأمنية لأولئك الذين يشاركون بشكل أو بآخر في تغطية الانتخابات، مع اقتراب موعد التصويت.
وحذر قائد الشرطة السيبرانية، وحيد مجيد، في هذا الصدد، اليوم الأحد، من أن "إعادة نشر استطلاعات الرأي أو خلق استطلاعات كاذبة" يعد جريمة.
وقال: "إن إعادة نشر سلسلة من الاستطلاعات أو خلق آراء كاذبة من خلال قنوات غير رسمية، فيما يتعلق بالانتخابات أو المرشحين للانتخابات، أو نشر مواد ضد المرشحين للانتخابات، والتعبير عن محتوى غير واقعي أو غير أخلاقي فيما يتعلق بالخصوصية الشخصية للمرشحين، تعتبر جرائم".
ومن المقرر أن تُجرى الدورة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية في إيران، يوم 28 يونيو (حزيران) الجاري.
الجدير بالذكر أن الانتخابات النيابية الأخيرة، شهدت تحطيم الرقم القياسي لعزوف وعدم مشاركة المواطنين في الانتخابات.
وقال المساعد السياسي للحرس الثوري الإيراني، يد الله جواني، أمس السبت، إن "الانتخابات الثلاثة الأخيرة لم تكن تليق ببلدنا"، وأضاف: "هذا الوضع أعطى أعداءنا الفرصة لإحداث الخلل في البلاد؛ حيث إن العدو يميل إلى وضع العراقيل والتحديات عندما يرى أن حضور الشعب منخفض".
وقال أبوالفضل قدياني، الناشط السياسي للمعارض للنظام الإيراني، تزامنًا مع مقاطعة صناديق الاقتراع في إيران: "إن مقاطعة الانتخابات الصورية هو إجراء مدني وفعال"، مضيفًا أن "الأمل في إصلاح الأمور من خلال هذا النوع من الانتخابات مجرد وهم".