انتقدت الناشطة الإيرانية والسجينة السياسية، كلرخ إيرايي، في رسالة لها من محبسها، موقف التيار الإصلاحي في إيران الداعي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، واصفة هذه الدعوات بـ "الخيانة".
وجاء في هذه الرسالة المنشورة على حساب إيرايي في "أنستغرام" مخاطبة الإصلاحيين: "ليتذكر الإصلاحيون بأننا أبناء الشعب الإيراني نتذكر خياناتهم منذ البداية، لا ننسى محاولاتهم في تعزيز قوة النظام والقتل المفجع للشباب في ثمانينيات القرن الماضي عندما كان ما يسمى الحزب اللهيين، وأتباع نهج الخميني، على رأس السلطة".
ونشرت قناة "إيران إنترناشيونال"، قبل أيام، مقالاً تحليليًا لـ "إيرايي"، وصفت فيه الأجواء الانتخابية في إيران؛ حيث كتبت في مقالها: "هذه هي الأجواء الانتخابية، التي يخلقها الديكتاتوريون، يحاولون من خلالها الادعاء بمشاركة الشعب في تقرير مصيره في الوقت الذي يملون فيه إرادتهم على الجميع".
وقالت السجينة كلرخ إيرايي، في رسالتها، اليوم الأحد، تعليقًا على دعوة التيار الإصلاحي الشعب الإيراني إلى المشاركة في الانتخابات: "لقد تجاوز الشعب فكرة الإصلاحيين وأنتم لا تزالون ترددون وعود محمد خاتمي على جثامين شباب إيران المتكدسة".
وأضافت هذه الناشطة المحكومة بالسجن 5 سنوات، بعد اعتقالها في احتجاجات عام 2022، أن "الإصلاحيين وبعد أن دمروا جيلنا يحاولون من جديد تدمير حياة جيل الشباب واليافعين الجدد" وكتبت: "بعد كل هذه التطورات وزيادة الوعي لدى الشارع السياسي الإيراني جئتم من جديد لتخدعوا الرأي العام بخزعبلاتكم وشعوذتكم. أنتم مرصدون حتى من داخل السجون، ولم تأتوا من أجل الفوز في الانتخابات، وإنما أتيتم من أجل هزيمة الشعب الإيراني".
وأكدت إيرايي، في رسالتها التي تخاطب الإصلاحيين، أن الإصلاحيين لا يستطيعون صياغة سياسة جديدة؛ لأن السياسات العامة يتم تحديدها من قِبل قبل المرشد علي خامنئي.
وأشارت السجينة السياسية إلى مرشح التيار الإصلاحي، مسعود بزشكيان، الذي قال في برنامج تلفزيوني قبل أيام: "نحن لن نضع برامج جديد أو سياسات جديدة، لأن السياسات العامة للمرشد خامنئي معروفة ومحددة".
واتهم النظام، في بداية احتجاجات عام 2022، كلرخ إيرايي بـ "التآمر على الأمن القومي" بعد دعوتها الإيرانيين إلى النزول للشوارع ووصفها النظام بـ "قاتل الأطفال".
ومن المقرر أن يجري النظام الانتخابات الرئاسية المبكرة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري لاختيار خليفة للرئيس إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث سقوط مروحيته الشهر الماضي.
وكان الناشط السياسي الإيراني المعارض، أبو الفضل قدياني، قد طالب عبر مقال، بمقاطعة الانتخابات الرئاسية في بلاده، واصفًا إياها بأنها "صورية". وقال قدياني، المعروف بانتقاداته لـ "خامنئي"، إن مقاطعة الانتخابات المقبلة هي "عمل مدني وفعال وتعتبر بداية لأي نشاط مستقبلي".
وأشار السجين السياسي السابق، عبر مقاله في موقع "زيتون"، إلى أن ادعاء "التحسن التدريجي للأوضاع دون تغيير نظام الحكم" هو ادعاء فاضح.