توالت ردود الفعل العالمية على قرار كندا تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، حيث رحبت شخصيات سياسية داخل وخارج إيران بهذا القرار، واعتبره معارضو النظام إنجازاً للمطالبين بتحقيق العدالة والديمقراطية في البلاد، في حين أبدت طهران غضبها من القرار واعتبرته تحركاً عدائياً.
أما رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، فاختصر في تعليقه على قرار بلاده بجملة واحدة ، حيث كتب على حسابه على تطبيق "X": "الحرس الثوري الإيراني الآن على قائمة الجماعات الإرهابية في كندا".
وانتقد غارنت جينيوس، عضو البرلمان الكندي، تأخر قرار الحكومة بإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وقال إنه في السنوات الماضية، تمكن الحرس الثوري الإيراني من مواصلة جمع الأموال وتجنيد الأشخاص لعملياته في كندا، والتي أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص.
ورحب "التحالف ضد إيران النووية" بقرار الحكومة الكندية تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وقال في بيان إن هذا الإجراء يمكن أن يمنع دعاية الحرس الثوري الإيراني وأنشطته في نشر الإرهاب، ويمنح شعب كندا إمكانية الحصول على الضمانات اللازمة لتحديد ومنع تطرف الحرس الثوري الإيراني.
ومن جانبها، كتبت السيناتور كلير تشاندلر، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والتجارة بمجلس الشيوخ الأسترالي، في حسابها على "X": "بينما تعمل كندا، ترفض حكومة ألبانيزي (رئيس وزراء أستراليا) حتى التحقيق في إعلان الحرس الثوري الإيراني إرهابياً. لقد نفدت أعذار الحكومة الأسترالية. الحرس الثوري جماعة إرهابية ويجب الاعتراف بذلك رسمياً على هذا النحو".
وأصدرت الجمعية اليهودية الأسترالية بيانًا رحبت فيه بالإجراء الذي اتخذته كندا، وأشارت إلى الأعمال المدمرة التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني في جميع أنحاء العالم، وأن الحكومة الأسترالية هي "الحلقة الأضعف في الغرب في الوقوف ضد الإرهاب وقمع نظام الجمهورية الإسلامية"، وطلبت من هذه الحكومة أن تفعل الشيء نفسه.
ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بقرار الحكومة الكندية تصنيف الحرس الثوري الإسلامي منظمة إرهابية، واصفاً إياه بـ"أكبر منظمة إرهابية في العالم"، وأكد استمرار الجهود لتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية على مستوى العالم. وطالب بمحاسبة نظام الجمهورية الإسلامية على "الجرائم التي ارتكبها والإرهاب الذي ينشره في الشرق الأوسط والعالم".
وأشارت رابطة أهالي ضحايا الرحلة الأوكرانية، في بيان لها، إلى الفساد والقمع الذي يمارسه الحرس الثوري الإيراني، ورحبت بإعلان كندا الحرس الثوري منظمة إرهابية، وكتبت أنها تصر على اتخاذ إجراءات قضائية دولية بشأن إطلاق النار على الطائرة من قبل الحرس الثوري الإيراني، وأضافت: "لن ننسى ولن نسامح قتلة أبناء إيران."
ورحب حامد إسماعيليون، إحدى الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني وأحد أعضاء رابطة أهالي ضحايا الرحلة الأوكرانية، بإجراءات الحكومة الكندية، واعتبر الحرس الثوري الإيراني مسؤولاً عن "القمع الوحشي للشباب الإيرانيين"، وقال إن هذه المؤسسة العسكرية لم تعرّض أمن إيران للخطر فحسب، بل عرّضت أمن الشرق الأوسط والعالم برمته للخطر.من ناحية أخرى، أدان كاظم غريب آبادي، مساعد الشؤون الدولية في السلطة القضائية على تطبيق "x"، إعلان الحكومة الكندية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ووصفه بأنه "عمل عدائي"، وكتب أن الحرس الثوري الإيراني "مسؤول" عن حماية الأمن القومي ومكافحة الإرهاب في المنطقة".
وأعربت الناشطة والممثلة الإيرانية البريطانية، نازنين بنيادي، عن أملها في أن تتخذ بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأستراليا نفس الإجراء الذي اتخذته كندا ضد الحرس الثوري الإيراني، من أجل حماية أمن مواطنيها ومحاسبة هذه المنظمة على جرائمها داخل وخارج إيران.
ورداً على هذا القرار، وصفت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، الحكومة الكندية بأنها "حكومة إرهابية" اعتمدت "سياسة العداء تجاه إيران" في السنوات الأخيرة وتعد من الداعمين الرئيسيين لـ "الجماعات الإرهابية وملجأ لمجاهدي خلق والمختلسين".
كما وصف ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إعلان كندا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بأنه "تحرك عدائي يتعارض مع معايير القانون الدولي" و"مثال على الاعتداء على السيادة الوطنية الإيرانية". وأضاف أن طهران تحتفظ بحقها في "الرد المناسب" على هذا الإجراء.