أعلن 520 من التربويين الإيرانيين، في بيان مشترك، أنهم لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية، معلنين أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية غير مؤثرة في حل المشاكل، و"الأسوأ من ذلك كله"، أنها تعتبر سببًا في زيادة شرعية النظام ودافعًا لقمع المزيد من المتظاهرين.
وأشار الموقعون على هذا البيان، إلى أنهم، في ظل الظروف الراهنة للمجتمع، شعروا بأنه من واجبهم الوطني الدفاع عن إيران، وتعريف الشعب بأسباب عدم مشاركتهم في الانتخابات.
وأكدوا أن الأحداث المريرة عامي 2017 و2019، وإسقاط الطائرة الأوكرانية والتستر عليها، والتضخم الاقتصادي المنفلت، وحرق الاتفاق النووي في البرلمان، ومرسوم منع دخول اللقاحات الأميركية والبريطانية، أظهرت أن المشكلة "لا ترجع إلى عدم قدرة رئيس الحكومة ومجلس الوزراء".
وأضاف التربويون الموقعون على البيان: "أصبح الناس، منذ عام 2019، يعتقدون أن الإصلاحات لم تعد ممكنة، وأن المشاركة في الانتخابات، وتغيير الجهات الفاعلة في السلطة ليس لها تأثير إيجابي على حياتهم، بل من خلال إضفاء الشرعية على النظام، فإنهم يضفون الشرعية على ممارساته القمعية".
وأكد التربويون، الذين وقعوا على بيان "لا للانتخابات" أن الانتخابات في إيران فارغة من إرادة الشعب، وأضافوا أن عجز الحكومات في نظام الجمهورية الإسلامية، وعدم سماح البنية القانونية للسلطة بتحسين أوضاع البلاد، وعدم وجود خطة لمرشح الإصلاحيين، مسعود بزشكيان، وتأكيده تنفيذ السياسات العامة للنظام وعلي خامنئي، تعد جزءًا من أسباب عدم مشاركتهم في الانتخابات.
كما أشار التربويون الموقعون على هذا البيان إلى أسباب أخرى لمقاطعة انتخابات النظام، ومنها: تجاهل التكاليف المفروضة على الشعب في حالة المشاركة في الانتخابات، ودعم بزشكيان لقمع الشعب في الأوقات الحرجة.
وفي النهاية أكدوا أنه بناءً على هذه الأسباب، فإن المشاركة في الانتخابات، حتى مع افتراض فوز المرشح الإصلاحي، أمر خاطئ وبدون نتائج، ولن يشاركوا فيها.
وستقام الدورة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية في إيران لانتخاب الرئيس التاسع، يوم الجمعة 28 يونيو (حزيران) الجاري.
وبعث العديد من النشطاء السياسيين والمدنيين والسجناء السياسيين في إيران، خلال الأيام الماضية، برسائل، ووقعوا على بيانات مختلفة يطالبون فيها المواطنين بتجنب المشاركة في الانتخابات.
وأعلنت الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة، نرجس محمدي، في رسالة من سجن إيفين، اليوم السبت، 22 يونيو (حزيران)، أنها لن تشارك في "الانتخابات غير الشرعية للنظام الفاسد وغير الشرعي".
وفي وقت سابق، في 16 يونيو (حزيران)، انتقدت السجينة السياسية، كلروخ إيرايي، في رسالة من سجن إيفين، الإصلاحيين؛ لتشجيعهم الناس على المشاركة في الانتخابات، ووصفت هذا النهج بالخيانة.
وكتبت في رسالة، نشرتها على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي: "على الإصلاحيين أن يعلموا أننا، شعب إيران، نتذكر خيانتهم منذ اليوم الأول ولن ننسى ذلك".
وأشارت محبوبة رضائي، السجينة السياسية، بعد ذلك، في رسالة من سجن إيفين، إلى أنه لو كانت الانتخابات فعالة في الأنظمة الدكتاتورية والشمولية، فلن يُمنح الناس بالتأكيد حق الانتخاب، وشددت على أن نظام الجمهورية الإسلامية ليس شرعيًا، والانتخابات تراهن على حصان النظام الخاسر وتكرار الأخطاء السابقة.
كما قالت شعله باكروان، والدة ريحانة جباري، التي أُعدمت في إيران، ردًا على سؤال لـ "إيران إنترناشيونال"، حول سبب عدم مشاركتها في الانتخابات: "لن أصوت؛ لأنني لم أنسَ جرائم هذا النظام".