كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن حزب الله اللبناني يخزّن كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية الصنع في مطار بيروت الرئيس.
وذكرت الصحيفة، اليوم الأحد، أن هذه الأسلحة تشمل صواريخ فلق إيرانية الصنع، وصواريخ فاتح 110 قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ إم 600 بمدى يزيد على 150 إلى 200 ميل.
ويحتوي مخزن المطار أيضًا على صواريخ كورنيت الموجهة المضادة للدبابات، وكميات كبيرة من صواريخ بركان الباليستية قصيرة المدى، ومتفجرات آر دي إكس، وهو مسحوق أبيض سام يُعرف أيضًا باسم "السيكلونيت".
وأثار انتشار هذا التقرير مخاوف من أن يصبح مطار رفيق الحريري في بيروت هدفًا عسكريًا رئيسًا.
يُذكر أن المطار على بُعد أربعة أميال فقط من وسط العاصمة اللبنانية، بيروت.
وقال عامل بالمطار، طلب عدم ذكر اسمه، لصحيفة التلغراف: "الوضع خطير للغاية، والصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل على متن رحلات جوية مباشرة من إيران هي علامة على أن الأمور تزداد سوءًا".
وأضاف: "عندما وصلت الأسلحة إلى المطار، شعرت أنا وأصدقائي بالخوف؛ لأننا علمنا أن شيئًا غريبًا بدأ يحدث".
وأعرب عن قلقه من أن يؤدي الهجوم على المطار أو حدوث انفجار هناك إلى أضرار جسيمة.
وحذر هذا العامل من أنه في حال وقوع مثل هذا الحدث، سيتم قطع اتصال بيروت بالعالم، و"الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تحدث كارثة في المطار".
وأكد أنه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وصلت "صناديق كبيرة بشكل غير عادي" على متن رحلة مباشرة من إيران، بينما كان الجميع في لبنان يتحدثون عن احتمال الحرب.
وقال عامل آخر: "أتابع عمليات حزب الله في مطار بيروت منذ سنوات، لكن عندما يفعلون ذلك في زمن الحرب، فإن ذلك يجعل المطار هدفًا".
وأدى انفجار في مرفأ بيروت إلى تضرر جزء كبير من وسط العاصمة اللبنانية، في عام 2020.
وسبق أن اتُهم حزب الله باستخدام مطار لبنان المدني لتخزين الأسلحة، لكن صحيفة التلغراف أفادت بأن هذا قد زاد منذ بدء حرب غزة الحالية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ومنذ بداية الحرب الحالية على غزة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ظل حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار على الحدود الجنوبية للبنان كل يوم تقريبًا.
وخضع قادة حزب الله في السابق لعقوبات غربية؛ بسبب عمليات التهريب، التي يقومون بها عبر مطار بيروت.
وبعد هذه العقوبات، قال موظفو مطار بيروت إن وفيق صفا، القائد الكبير ورئيس الجهاز الأمني في حزب الله لهذه الجماعة، أصبح شخصية سيئة السمعة في المطار.
وقال أحد المصادر لصحيفة "التلغراف"، في إشارة إلى العلاقات الوثيقة بين هذا القائد في حزب الله ومديري الجمارك اللبنانية: "إن وفيق صفا حاضر دائمًا في الجمارك. أشعر بأنه إذا لم نفعل ما يقولونه، فإن عائلاتنا ستكون في خطر".
وأضاف أن "العمال الذين يتعاونون مع حزب الله يكسبون الكثير من المال"، في ظل الوضع الاقتصادي المأزوم، الذي يواجه فيه لبنان أزمات عديدة خلال السنوات الأخيرة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر، في بيان له، أن استراتيجية حزب الله المتمثلة في إخفاء الأسلحة وتنفيذ العمليات من الأحياء المدنية تهدف إلى استفزاز الجيش الإسرائيلي لاستهداف هذه المناطق المدنية في أوقات التصعيد.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أنه إذا استهدف حزب الله مدنيين إسرائيليين من هذه المواقع، فلن يكون أمام الجيش الإسرائيلي خيار سوى الرد.
وقال غسان حاصباني، نائب رئيس الوزراء اللبناني السابق وممثل حزب القوات اللبنانية في البرلمان، إن سيطرة حزب الله على مطار بيروت كانت مصدر قلق للبنان منذ فترة طويلة.
وأضاف أنه إذا أصبح المطار على نحو متزايد هدفًا عسكريًا محتملًا في صراع مع إسرائيل، فسيكون هناك المزيد من المخاوف بالنسبة للبنان.
وشدد هذا السياسي اللبناني على أن "المنطقة المحيطة بالمطار تخضع لسيطرة حزب الله، لذلك يشعر الكثير من الناس بالقلق من المرور عبر مطار بيروت، ولهذا السبب منعت العديد من دول الخليج مواطنيها في بعض الأحيان من السفر عبر هذا المطار".