تشن صحف ووسائل إعلام التيار الأصولي الحاكم في إيران حملة ممنهجة، هذه الأيام، على الإصلاحيين عمومًا، وشخص وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، على وجه الخصوص؛ بسبب دعمه السخي والمكثف للمرشح مسعود بزشكيان.
تشن صحف ووسائل إعلام التيار الأصولي الحاكم في إيران حملة ممنهجة، هذه الأيام، على الإصلاحيين عمومًا، وشخص وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، على وجه الخصوص؛ بسبب دعمه السخي والمكثف للمرشح مسعود بزشكيان.
وقالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن ظريف وأحمدي نجاد وجهان لعملة واحدة، وإنهما شبيهان ببعضهما البعض من حيث الضرر الذي ألحقاه بالنظام والشعب، متهمةً ظريف بالخداع وتزييف الحقائق.
واتهمت صحيفة "كيهان" ظريف بـ "ملاطفة الأعداء ومجافاة الأصدقاء"، وأنه "شديد على المؤمنين، رحيم مع الكفار"، وانتقدت التلفزيون الإيراني ووسائل الإعلام الرسمية، كونها تستضيف هذه الأيام "ظريف" وأمثاله الذين "جلبوا الكوارث على البلاد"، وحاكوا الأكاذيب والافتراءات التي "استهدفت الأمن النفسي والروحي" للمواطنين.
ويبدو أن الصحيفة تتجاهل الغاية الخفية للنظام، الذي أرخى العنان لـ "ظريف" وأمثاله للظهور في وسائل الإعلام بهدف واحد ورئيس وهو تسخين تنور الانتخابات؛ خوفًا من تكرار تجربة الانتخابات السابقة؛ حيث مُنيت بفشل ذريع بفعل المقاطعة الشعبية غير المسبوقة في تاريخ النظام.
ولم تغفل صحف الإصلاحيين عن هذه الهجمة الممنهجة، إذ كتبت صحيفة "آرمان ملي" في صفحتها الأولى قائلة: "الهجوم على منطق ظريف"، مبينة أن هذه الهجمات من التيار الأصولي تأتي إدراكًا منهم أن الأسلوب الذي يستخدمه "ظريف" في الدفاع عن "بزشكيان" والتيار الإصلاحي ونقد الأصوليين ومرشحيهم ذات وقع كبير على الناخبين الإيرانيين، وسيكون مؤثرًا في مسار العملية الانتخابية المقررة يوم الجمعة المقبل.
ووصفت صحيفة "ستاره صبح" تصريحات ظريف الجديدة وهجومه على التيار الحاكم بأنها "طوفان جديد"، بعد تصريحات أدلى بها، يوم الأربعاء الماضي، حول سياسة إيران الخارجية والاتفاق النووي وعرقلة الأصوليين للتفاوض مع الغرب وإحياء الاتفاق النووي.
وانتقد ظريف، في تصريحاته الجديدة، قمع النساء من قِبل السلطة الحاكمة وتغليب المصالح الفئوية على المصلحة العامة من قِبل الأصوليين؛ حيث أفشلوا محاولات الحكومة السابقة في خلق الانفراجة الاقتصادية للبلاد، لا لشيء سوى أن من تصدى للحكم حينها كان الرئيس حسن روحاني، الذي يناصبونه العداء والكراهية، مستشهدًا بمعارضة البرلمان آنذاك اعتماد خطة التفاوض مع الغرب، وكذلك رفض انضمام إيران إلى مجموعة FATF"".. داعيًا الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات، ومنع وصول الأقلية المتشددة إلى الحكم من جديد.
ومن الموضوعات التي أبرزتها العديد من الصحف أيضًا، تحذيرات المرشد علي خامنئي للمرشحين وأعضاء حملاتهم الانتخابية؛ حيث حذر هؤلاء من الإدلاء بتصريحات "تفرّح العدو" وتضر بسمعة النظام.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الإيرانيون في حيرة وتردد ولا أمل لديهم في الإصلاح والتغيير
تناولت صحيفة "اعتماد"، في مقال تحليلي، موضوع المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذكرت أن كثيرًا من الإيرانيين اليوم يعيشون حيرة وترددًا كبيرين؛ لأنهم يشعرون بالاستياء وعدم الرضا من جانب، ومن جانب آخر لا يجدون طريقًا للتعبير عن عدم رضاهم هذا والعمل على الإصلاح السياسي والاجتماعي في البلد.
وانطلاقًا من ذلك فإن الإيرانيين اليوم باتوا يائسين من التغيير، وينتظرون معجزة لإصلاح الوضع، معتقدة أن نسبة قليلة منهم يرون في الانتخابات المقبلة أملًا طفيفًا للخروج، ولو مؤقتًا، من هذا الانغلاق واليأس السياسي.
وذكرت الصحيفة أن كثيرًا من الإيرانيين يرون أن "بزشكيان" وحملته الانتخابية لم يقدما شيئًا حتى الآن يستحق النظر والاهتمام من قِبل مقاطعي للانتخابات، وأنه لم يوضح ماهية الخطط والبرامج التي يريد تحقيقها في حال وصل إلى سُدة الحكم.
"جمله": انقسام حاد بين الأصوليين قد يؤدي إلى هزيمتهم أمام "بزشكيان"
ذكرت صحيفة "جمله" أن مرشحين اثنين من الأصوليين على الأقل، هما جليلي وقاليباف، سيبقيان حتى النهاية في السباق الرئاسي، ولن ينسحبا من هذه الانتخابات؛ بسبب اعتقاد كل منهما بأنه صاحب الحظ الأوفر في أن يصبح رئيسًا.
ورأت الصحيفة أن هذا الإصرار على البقاء والاستمرارية في الانتخابات جعل موقف المرشحين الآخرين، وهما: زاكاني وقاضي زاده هاشمي، صعبًا ومحرجًا؛ إذ إنهما لا يدريان إلى صالح من سينسحبان في النهاية؟
وأضافت أن هذين المرشحين يطمعان في أن يقتطعا شيئًا من الكعكة، إذا ما قررا الانسحاب، لصالح المرشح الذي ينسحبان من أجله، لكن بسبب بقاء كل من جليلي وقاليباف أصبحت مهمتهما صعبة وقرارهما معقدًا بشكل كبير.
وأوضحت الصحيفة أن التيار الأصولي اليوم يعيش انقسامًا داخليًا حادًا، وأن هذا الانقسام سيكون سببًا في هزيمتهم، وفوز مرشح الإصلاحيين مسعود "بزشكيان".
"جمهوري إسلامي": إصلاح الوضع الاقتصادي الإيراني لا يتم إلا من خلال تغيير السياسة الخارجية
أكدت صحيفة "جمهوري إسلامي" أنه بات واضحًا ومعروفًا أن تغيير السياسات العامة في إيران أمر خارج قدرة المرشحين للرئاسة وصلاحياتهم، وأيًا كان الفائز في هذه الانتخابات، إصلاحيًا كان أم أصوليًا، لن يكون بمقدوره خلق التغيير المطلوب على مستوى السياسات العامة في البلاد.
وذكرت الصحيفة أن إيران أصبحت في حاجة ماسة للتغيير والانفراجة الاقتصادية، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تغيير نهج السياسة الخارجية.
ودعت الصحيفة النظام وصُنّاع القرار في إيران إلى العودة إلى مبدأ التوازن في التعامل مع الشرق والغرب، وعدم الانحياز إلى طرف على حساب طرف آخر، مؤكدة أن إيران مادامت لم تعتمد على هذا المبدأ، لا يمكن أن نتوقع حدوث تغيير وانفراجة في وضعها الراهن على جميع المستويات.