قال المرشح للرئاسة الإيرانية مصطفى بور محمدي حول دوره في الإعدامات السياسية التي نفذها النظام الإيراني عام 1988، إن 30 لجنة كانت تتخذ القرارات في ملف الإعدامات. مشيرا إلى أن الإعدامات في تلك الحقبة كانت "مشروع الجمهورية الإسلامية" و"لحظات صعبة للنظام".
وأكد بور محمدي، أحد الأعضاء الرئيسيين في لجنة الإعدامات المعروفة باسم "لجنة الموت" صيف عام 1988، في برنامج إعلامي تعليقا على دوره في تلك الأحداث، أن الإعدامات لم تشمل سوى أعضاء منظمة مجاهدي خلق و"من يحاربون الناس" بقرار من أعضاء اللجان المكلفة بهذه القضية.
وفي شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) من عام 1988، تم إعدام عدد كبير من السجناء السياسيين، الذين كانوا بشكل رئيسي أعضاء في منظمة مجاهدي خلق أو الأحزاب والجماعات اليسارية والشيوعية، في السجون الإيرانية.
وتم تسليم هؤلاء السجناء إلى فرق الموت بأمر المرشد آنذاك روح الله الخميني، وبعد ذلك تم دفنهم بشكل رئيسي في قبور مجهولة في مقبرة "خاوران"، جنوب شرقي طهران.
وفي جزء آخر من تصريحاته، أشار بور محمدي إلى لقائه مع حسين علي منتظري نائب المرشد آنذاك، وقال عن إعدام المتهمين المرتبطين بمنظمة مجاهدي خلق: "عندما قررنا الذهاب إلى السيد منتظري مع أعضاء هذه اللجنة، التفت إلى أحد أعضاء اللجنة وقال: "إذا لم أكن أعرف هذا أنه شخص متدين، لما سمحت لكم بزيارتي".
والتقى بور محمدي، الذي كان في ذلك الوقت ممثل وزارة الاستخبارات في سجن إيفين، بحسين علي منتظري، نائب المرشد روح الله الخميني، إلى جانب حسين علي نيري (الحاكم الشرعي)، ومرتضى إشراقي (مدعي طهران آنذاك)، وإبراهيم رئيسي (مساعد المدعي العام في ذلك الوقت).
وبحسب تسجيل صوتي سُرب عن هذا الاجتماع، أشار منتظري إلى مجزرة 1988 باعتبارها جريمة تاريخية، وقال: "في رأيي أن أكبر جريمة ارتكبت في عهد الجمهورية الإسلامية منذ بداية الثورة قمتم بها أنتم. في المستقبل، سوف تُذكرون بين مجرمي التاريخ".
وفي جزء آخر من كلامه، أشار بور محمدي إلى أن ثمانينيات القرن الماضي كانت مختلفة تمامًا عن اليوم، وقال: "الناس كانوا يدافعون عنا، وشاركونا أفكارنا، وبالمناسبة، مطالب الناس كانت أكثر حدة، وطالبوا بعقوبات وأحكام أكثر صرامة".
وأشار إلى أنه خلال عمليات الإعدام كانت هناك "30 لجنة" في إيران مسؤولة عن الإعدامات، كل لجنة تضم ما بين ثلاثة وخمسة أعضاء، وقال إنه "لم يكن مسؤولا عن ذلك ولم يكن ضمن الفريق الأمني".
وتابع مصطفى بور محمدي: "لو كان لدى مسؤولي النظام في ذلك الوقت تجارب اليوم، لكانوا اتخذوا الترتيبات اللازمة لتقليص آثار مثل هذه الممارسات والأعمال بشكل كبير".
لكنه أكد أن "التحرك الحاسم والجاد له عواقبه بالتأكيد".
ولم تقدم السلطات الرسمية في إيران حتى الآن إجابة واضحة حول هذه الإعدامات، ولم تتحمل مسؤوليتها.
وسبق أن اعتبر الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي هذه الإعدامات بمثابة إجراء لـ"الدفاع عن حقوق الإنسان".