بعد نشر أنباء عن تأجيل توقيع الاتفاق الشامل بين إيران وروسيا، قال أندريه رودينكو، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو ستوقّع اتفاقاً جديداً للتعاون الشامل مع إيران في المستقبل القريب جداً".
وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء "ريا" الروسية، نُشرت يوم الثلاثاء 25 يونيو: "العمل على نص الاتفاق يقترب حاليًا من نهايته، وتم الاستقرار على جميع العبارات اللازمة، ونتوقع أن يكون الاتفاق جاهزاً للتوقيع في المستقبل القريب جدًا".
وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أعلنت مطلع يونيو (حزيران)، تعليق العمل على اتفاقية التعاون الشامل مؤقتاً.
وبعد هذا التصريح، قال المسؤولون في إيران إنه ليس هناك أي توقف في إعداد الاتفاق الجديد.
لكن زامير كابولوف، رئيس الدائرة الآسيوية الثانية بوزارة الخارجية الروسية، قال بوضوح إن سبب تعليق اتفاق التعاون الشامل مع إيران هو "انشغال علي خامنئي بالانتخابات"، وقد أرسلت روسيا مقترحاتها المتبادلة للتوصل إلى اتفاق لإيران وتنتظر رد طهران.
وفي هذه الأثناء، نشرت صحيفة "هم ميهن"، الثلاثاء 11 يونيو، خبراً ثم حذفته لاحقاً جاء فيه أن روسيا علقت الاتفاق الشامل بين إيران وروسيا بالتزامن مع ترشيح مسعود بزشكيان لانتخابات عام 2024، في خطوة مخالفة للعُرف الدبلوماسي.
وفي اليوم نفسه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكابولوف، في بيانين منفصلين، تعليق العمل على الاتفاق المشترك بين إيران وروسيا، مشيرين إلى أن السبب في ذلك هو "بعض المشاكل الإدارية من جانب إيران".
وقد نفى كاظم جلالي، سفير إيران في روسيا، هذه الأخبار، في وقتها. وقال إنه حدث خطأ في ترجمة تصريحات كابولوف إلى الفارسية.
كما نفى علي باقري كني، القائم بأعمال وزير خارجية إيران، هذه الأخبار في 12 يونيو، وقال إن الاتفاق قيد مراجعة الخبراء بين الطرفين".
وسلط نشر الأخبار المتضاربة في هذا السياق الضوء مرة أخرى على مسألة النفوذ غير المسبوق للصين وروسيا في هيكل السلطة في إيران، بما في ذلك التساؤلات حول تدخل روسيا المحتمل في الانتخابات الرئاسية، بعد مقتل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية.
وبحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس"، وقعت إيران وروسيا اتفاقية استراتيجية مدتها 20 عامًا في عام 2001، وتم تمديدها تلقائيًا لمدة خمس سنوات في عام 2020. واتفق الجانبان أيضًا في عام 2020 على العمل على معاهدة جديدة لتحل محل الوثيقة القديمة.
ووفقاً للنص المنشور على موقع الكرملين على الإنترنت، فإن اتفاق 2001 يدعو إلى التعاون في مجالات الأمن ومشاريع الطاقة، بما في ذلك الاستخدام السلمي للطاقة النووية وبناء محطات الطاقة النووية والصناعة والتكنولوجيا.
ولم يتم الكشف سوى عن القليل جدًا من التفاصيل حول الاتفاقية الشاملة الجديدة. وبعد بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا عام 2022 والعقوبات اللاحقة على موسكو، وسّعت روسيا وإيران علاقاتهما في المجالات العسكرية والطاقة والتجارة.
وتستخدم روسيا أيضًا طائرات مسيرة إيرانية الصنع في هجماتها على أوكرانيا، الأمر الذي أثار انتقادات الغرب.