في خطاب ألقاه قُبيل الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران، جدد المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء 25 يونيو (حزيران)، معارضته للولايات المتحدة الأميركية، وقال إن "المرشح الأنسب" هو الذي سيساعد في دفع هذه السياسة. مشددا على ضرورة "المشاركة العالية" في هذه الانتخابات.
وقال خامنئي، دون أن يذكر أسماء محددة: "بعض السياسيين في بلادنا يعتقدون أن عليهم الاعتماد على هذه القوة أو تلك، ولا يمكن المضي قدما دون الاعتماد على هذه القوة المشهورة والعظيمة. أو يعتقدون أن كل طرق التقدم تمر عبر أميركا".
وأضاف: "الشخص المقرب من أميركا ويتصور أنه لا يمكن المضي قدما خطوة إلا بفضل أميركا، لن يكون زميلاً جيدا لكم. ولن يستخدم قدرات البلاد، ولن يدير الأمور بشكل جيد".
يذكر أن الإصلاحيين يؤكدون على ضرورة التفاوض ومحاولة إقامة علاقة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وانقطعت العلاقات السياسية بين إيران والولايات المتحدة بعد الهجوم على السفارة الأميركية في طهران بعد أقل من عام من ثورة 1979.
ومنذ ذلك الحين، اتبعت إيران سياسة معاداة أميركا باعتبارها أحد مبادئها.
وفي خطابه اليوم، أشاد خامنئي أيضًا بالرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
وحاول رئيسي، خلال فترة رئاسته، تعزيز سياسة التقارب مع روسيا والصين، وهو ما يؤكد عليه المرشد الإيراني.
وقبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران المقررة يوم الجمعة 28 يونيو (حزيران)، بالإضافة إلى قطاعات مختلفة من الشعب، أعلن العديد من المجموعات والشخصيات السياسية والمدنية مقاطعة هذه الانتخابات.
وبعد مناظرات المرشحين الرئاسيين، وجه عشرات المواطنين رسائل إلى "إيران إنترناشيونال"، وأكدوا أن المشاركة في الانتخابات تعني تجاهل جرائم النظام الإيراني، والدوس على دماء ضحاياه في العقود الأربعة الماضية.
توصية خامنئي بالمشاركة العالية في الانتخابات
ودعا المرشد الإيراني في كلمته إلى المشاركة العالية في الانتخابات، قائلاً: "دخول الناس إلى الساحة يعني أن الجمهورية الإسلامية جمهورية بالمعنى الحقيقي للكلمة".
وأضاف: "في كل انتخابات كانت المشاركة فيها منخفضة طال لسان أعداء وحساد الجمهورية الإسلامية".
يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، تراجعت رغبة المواطنين في إيران بالمشاركة في الانتخابات بشكل ملحوظ، لتحطم الدورة السابقة للانتخابات النيابية الرقم القياسي لمقاطعة الانتخابات، وسجلت أدنى نسبة مشاركة بعد الثورة.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في إيران، تظهر نتائج الاستطلاع الذي أجرته مجموعة استطلاع الرأي الإيرانية (كُمان) أن أكثر من 65% من الشعب لن يشارك في هذه الانتخابات.
وبحسب هذا الاستطلاع، أعلن نحو 22% فقط من المشاركين في الاستطلاع أنهم سيشاركون ويصوتون في الانتخابات الرئاسية، وقال 12% إنهم لم يتخذوا قراراً بعد بهذا الشأن.
وقال خامنئي: "إذا كانت هناك مشاركة جيدة للشعب في هذه الانتخابات، فسيكون ذلك مصدر فخر للجمهورية الإسلامية. إن المشاركة الشعبية هي جوهر الجمهورية الإسلامية".
وكانت 10 تنظيمات طلابية ومنظمتان لطلاب المدارس ومجموعة من الطلاب والناشطين المدنيين والنقابيين والسياسيين دعوا في بيان مشترك، الأسبوع الماضي، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية .