شهدت الجولة الرابعة من المناظرات الانتخابية الرئاسية في إيران، التي عُقدت تحت عنوان "إيران في عالم اليوم"، الجدل حول العلاقات الدولية والاتفاق النووي والتفاوض مع الغرب، واستمرت هذه المناظرة ثلاث ساعات، وخُصصت لعرض آراء المرشحين الستة الذين وافق عليهم النظام لخلافة إبراهيم رئيسي.
وتناول المرشحون "مسعود بزشكيان ومصطفي بور محمدي وسعيد جليلي وعلي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي ومحمد باقر قاليباف"، ملفات السياسة الخارجية والعقوبات، في وضع وصف فيه بور محمدي الانتخابات بأنها "باردة".
وفي الجولة الأولى من الأسئلة، أشار مسعود بزشكيان، المرشح المدعوم من الإصلاحيين، إلى أن مشكلة إيران الاقتصادية وعلاقاتها الدولية لا يمكن حلها دون حل مسألة العقوبات وفريق العمل المالي، وقال: "الآن نشتري بثمن باهظ ونبيع بسعر رخيص" بسبب العقوبات، إضافة إلى أن مجموعة العمل المالي ليست على استعداد للتعاون مع طهران.
وأكد بزشكيان إلى أنه قال منذ البداية إنه سينفذ سياسات المرشد، مشيراً إلى أنه لو تم تنفيذ السياسات العامة للنظام وخامنئي لما وصلت المشاكل إلى هذا الحد.
وفي إشارة إلى أهمية القوة العسكرية، قال مسعود بزشكيان: "قوتنا الدفاعية هي مصدر فخر لنا. إن قوة الردع لهذا البلد والعمل الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني والجيش هما مصدر فخر للمجتمع".
وأشار مسعود بزشكيان، بسخرية، إلى أنه يأمل أن يبقى جميع المرشحين في المنافسة حتى نهاية الانتخابات، قائلاً إن المرشحين الأربعة ذوي التوجه الواحد لديهم إجمالي عشرين دقيقة وعليّ أن أجيبهم في خمس دقائق.
وفي سياق المناظرة، انتقد مسعود بزشكيان الهجوم على سفارتي السعودية والمملكة المتحدة دون أن يذكر اسم أحد، وقال: "الذين تسلقوا السفارتين البريطانية والسعودية تولوا المناصب". وقال المرشح المدعوم من الإصلاحيين: إن "الهجوم على السفارة السعودية تسبب في إغلاق جميع السفارات ومغادرة البلاد أو تقليص علاقاتها بشكل كبير".
ورداً على تصريحات بزشكيان، انتقد أمير حسين قاضي زاده هاشمي، رئيس مؤسسة الشهيد، وهو مرشح آخر وافق عليه النظام، الرئيس الأسبق حسن روحاني. وقال إن روحاني، بصفته رئيساً ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، كان يجب أن يمنع هذه الهجمات.
وفي الجولة الأولى من حديثه، أشار قاضي زاده هاشمي إلى أن حكومة روحاني كانت تواجه تحديًا خطيرًا مع طالبان وأن إلهام علييف، رئيس أذربيجان، "كان يهدد إيران" في نهاية ولاية روحاني، وقال: " كلما هيمن الإصلاحيون على الحكم ظهرت ظلال الحرب على البلاد".
وفي جزء آخر من حديثه، أشار قاضي زاده هاشمي إلى أن بعض الشخصيات في حكومة روحاني تلقوا الجرعة الأولى من فايزر، وقال إنهم لم يسمحوا باستيراد لقاح كورونا، لكنهم اتهموا مجموعة العمل المالي.
وأشار مصطفى بور محمدي، عضو "لجنة الموت" والمسؤول القضائي في الثمانينات، إلى استبعاد عدد من الشخصيات مثل لاريجاني وجهانكيري، وربط ذلك بـ"المناخ الانتخابي البارد" في إيران، وقال إنه لا يرى "أي إقبال على الانتخابات في المجتمع".
بور محمدي، الذي اتخذ مواقف أكثر وضوحاً من غيره من المرشحين خلال هذه الجولات العديدة من المناظرات، أشار إلى أن بعض المرشحين لا يقبلون الحزبية والعمل السياسي المنظم، وبينما انتقد مواقف سعيد جليلي، قال إن جليلي كان يعارض المنظمات الشعبية ويعتقد أن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى ثورة ناعمة.
كما قال علي رضا زاكاني، عمدة طهران الحالي، إن الاتفاق النووي تجاوز الخطوط الحمراء للنظام الإيراني وأنه "لم يكن ما يريده المرشد علي خامنئي"، وأكد أنه في لجنة الاتفاق النووي البرلمانية، علق عليه بزشكيان دون قراءة نص الاتفاق النووي
وفي إشارة إلى قضايا "كرسنت وتوتال وستات أويل"، قال زاكاني إنه في عهد محمد خاتمي كانت هناك أكبر خيانة للبلاد في مجال النفط، وزعم أنه مستعد لمناقشة هذه القضايا مع خاتمي وحسن روحاني وبيجن زنغنه.
ورداً على هذه التصريحات، أشار بيجن زنغنه، وزير النفط في حكومتي محمد خاتمي وحسن روحاني، إلى أنه طلب من جليلي عقد مناظرة حول "كرسنت" منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، لكنه هرب من المناظرة وقال إن زاكاني تلميذ جليلي، وأضاف أنه بعد هذه المناظرة سيدرك الناس "ما الضرر الفادح الذي ألحقتموه بالبلاد".
وفي إشارة إلى الهجوم المباشر الذي شنته إيران على إسرائيل، قال محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني: يزعم البعض أنه لا ينبغي أن نكتب شعارات "الموت لإسرائيل" على الصواريخ، لأننا سنتعرض للعقوبات؛ وأضاف "لكن تياراً آخر نفذ عملية الوعد الصادق، وهو ما يظهر حجم الفرص الاقتصادية التي خلقها لنا".
يذكر أن النظام الإيراني هاجم إسرائيل مساء يوم 13 أبريل (نيسان) 2024 بأكثر من 300 صاروخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم إسقاط 99% منها بواسطة أنظمة الدفاع الإسرائيلية وحلفائها.