أظهرت وثائق ومعلومات تلقتها "إيران إنترناشيونال"، أن أحد أسباب اعتقال بشير بي آزار، المدير السابق في التلفزيون الإيراني، والذي يعيش في فرنسا، هو تعاونه مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وكانت "إيران إنترناشيونال" نشرت في 7 يونيو (حزيران)، تقريراً عن اعتقال السلطات الفرنسية لبشير بي آزار، وصدور حكم بترحيله.
وفي الأيام الماضية، قالت مصادر مطلعة على قضيته لـ"إيران إنترناشيونال" إن بي آزار معتقل إداريا الآن، ويواجه العديد من الاتهامات الأمنية.
وفي هذا السياق تقدمت مجموعة من السجناء الفرنسيين - الإيرانيين السابقين، وجمعية حقوقية بشكوى ضد بي آزار، وطالبوا مكتب المدعي العام في باريس، بتعليق أمر ترحيله.
وبحسب وثائق ومعلومات وزارة الداخلية الفرنسية، فإن بي آزار "مرتبط بوحدة فيلق القدس 840 التابعة للحرس الثوري، ومهمتها تنفيذ عمليات سرية وإرهابية خارج إيران".
وتحمل العديد من الدول الغربية هذه الوحدة مسؤولية تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد المعارضين الإيرانيين في أوروبا.
وفي هذه الوثائق، تم تعريف بي آزار على أنه "منتج في الإذاعة والتلفزيون في إيران" وشخص "مقرب جدًا من الإيرانيين الموالين للنظام أو الممثلين الرسميين للجمهورية الإسلامية".
وتشير الوثائق والمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" إلى أن بي آزار شارك "بنشاط" في ضغوط طهران على قناة "إيران إنترناشيونال".
وبناءً على ذلك، قام بي آزار بتصوير اثنين من مراسلي "إيران إنترناشيونال" كانا يعدان تقريرًا عن الحريق الذي اندلع في قنصلية إيران في باريس في 8 سبتمبر (أيلول) 2023، وشارك الفيديو على "إنستغرام" في اليوم التالي.
ووفقاً لهذه الوثائق، كان بي آزار على علم بأن "الموظفين في قناة "إيران إنترناشيونال" يصنفون كـ"إرهابيين" من قبل طهران، وبالتالي قد يكونون هدفاً لانتقام النظام الإيراني.
وحول هذه القضايا والاتهامات، اتصلت "إيران إنترناشيونال" برشيد لومودا، محامي بي آزار، لمعرفة رأيه في هذه القضايا، لكنه لم يرد على الاتصالات.
وفي سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، أعلنت وسائل الإعلام خبر الهجوم على سفارة إيران في باريس. ونتيجة لهذا الحادث، اشتعلت النيران في جزء من الباب الخلفي للسفارة.
في السنوات الماضية، وخاصة بعد بداية حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، حاولت طهران استهداف شبكة "إيران إنترناشيونال" وموظفيها بطرق مختلفة.
وقال إسماعيل الخطيب، وزير الاستخبارات في حكومة إبراهيم رئيسي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، إن طهران تعتبر "إيران إنترناشيونال" منظمة إرهابية.
وتظهر الوثائق والمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أن بي آزار متورط أيضًا في الترويج لـ"الدعاية" لدعم المليشيات التابعة لإيران في الشرق الأوسط.
وبحسب وثائق وزارة الداخلية الفرنسية، فإن بي آزار، الذي كان يقيم في فرنسا عبر تأشيرة "الباحث" الخاصة بزوجته، "نشر مرارا محتوى مهينا ضد فرنسا على شبكات التواصل الاجتماعي".
وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، قال في 12 يونيو (حزيران) الجاري إنه تحدث مع السفير الإيراني في باريس لمتابعة قضية اعتقال المسؤول السابق في التلفزيون الإيراني بشير بي آزار، الذي اعتقلته فرنسا وأمرت بترحيله من أراضيها.
وزعم بعض المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام، مثل كاظم غريب آبادي، مساعد رئيس السلطة القضائية، أن اعتقال بي آزار كان بسبب "الدفاع عن الشعب الفلسطيني المضطهد" و"الأنشطة المناهضة للصهيونية".
وفي مقابلة مع صحيفة "لو بوين" الأسبوعية، وصف لومودا، محام بي آزار، اعتقال موكله بأنه "تعسفي"، وانتقد عدم رد السلطات الفرنسية على مطالبه في هذه القضية.
واعترف بتصوير هذا المسؤول السابق في التلفزيون الإيراني لمراسلي "إيران إنترناشيونال"، وقال في الوقت نفسه: "موكلي لم يعرض هوية هؤلاء الصحافيين للخطر في حياتهم الخاصة. لقد قام بتصويرهم في الشارع".
وكتب موقع "برس تي في"، وهو وسيلة إعلام ناطقة باللغة الإنجليزية تابعة لإيران، في تقرير يوم 17 يونيو (حزيران)، أن اعتقال هذا المسؤول السابق في الإذاعة والتلفزيون كان "تعسفيا" و"ذا دوافع سياسية".
وبحسب هذا التقرير، فإن والد بي آزار، المسمى حبيب الله بي آزار، كان مستشاراً لوزارة الخارجية لمدة 8 سنوات، وسفيراً لإيران لدى اليونان وألبانيا وبلغاريا لمدة 8 سنوات أخرى.