ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن سيامك تدين طهماسبي، الناشط السياسي الإيراني المعارض، نجا من محاولة اغتيال في هولندا.
وكتبت الصحيفة الفرنسية أن إيران تقف وراء محاولة الاغتيال هذه التي نفذتها مجموعة إجرامية متعاونة مع طهران، سبق وأن نفذت هجوما في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي على أليخو فيدال كوادراس، وهو سياسي إسباني ومؤيد للمعارضة الإيرانية.
وبحسب صحيفة "لوموند"، فقد تم اعتقال شخصين على صلة بمحاولة اغتيال هذا الناشط السياسي، ويشتبه في أن أحدهما كان متورطا في الهجوم على سياسي إسباني مقرب من منظمة مجاهدي خلق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وأبلغ تدين طهماسبي الشرطة، في 6 يونيو (حزيران)، أن شخصين حاولا دخول منزله عبر الشرفة، وتمكنت قوات الأمن من القبض على المهاجمين.
وأكد مكتب المدعي العام في شمال هولندا في مقابلة مع صحيفة "لوموند" أن المهاجمين كانا يحملان "أسلحة نارية".
وأحد المعتقلين كولومبي والآخر تونسي يبلغ من العمر 38 عاما يدعى محرز العياري. ونشأ المعتقل التونسي وعاش في مدينة فيلجويف، إحدى المدن القريبة من العاصمة الفرنسية باريس.
يشار إلى أن العياري، مطلوب لدى الشرطة الفرنسية منذ عام 2023 بتهمة إطلاق النار على أليخاندرو فيدال كوادراس، وهو سياسي مقرب من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، في مدريد بإسبانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتطرقت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها في سبتمبر (أيلول) 2023 إلى تهديدات ومضايقة النشطاء السياسيين المعارضين للنظام الإيراني في جميع أنحاء أوروبا، ونقلت عن 15 منهم يعيشون في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والسويد وسويسرا، وكتبت أن الحكومة الإيرانية تقف وراء حملة القمع هذه.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أيضًا في 8 أبريل (نيسان) أن النظام الإيراني يستخدم الجماعات الإجرامية المنظمة لمهاجمة أهدافه في أوروبا.
وكتبت "لوموند" في تقريرها أن هوية تدين طهماسابي اعتبرت معلومات "حساسة للغاية" من قبل قوات الأمن الأوروبية، وبعد الهجمات الأخيرة، تم نقل هذا الصحافي إلى منزل آمن حفاظا على سلامته.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن هناك شكا قويا في أن طهران كانت وراء تصرفات المهاجم التونسي في إسبانيا وهولندا.
وفي وقت سابق من سبتمبر (أيلول) الماضي ، نشرت وزارة الاستخبارات الإيرانية إخطارًا، واتهمت تدين طهماسبي، دون تقديم أدلة، بالارتباط بشبكة تخريبية.
وبعد محاولة اغتياله مؤخراً، قرر طهمسابي الإبلاغ عن حالته، لأنه يعتقد أن هذا الإجراء سيساعد على ضمان سلامته.
وأشار تدين طهماسبي إلى أن اعتقال عياري يقلقه، لأنه يظهر أن الحكومة الإيرانية كانت تنوي قتله حقا، وقال إن اعتقال المهاجم التونسي جعله يشعر بالارتياح إلى حد ما، لأن هذا الشخص يعتبر صيدا ثمينا للشرطة الهولندية.
ولا يقتصر تخطيط النظام الإيراني لمهاجمة خصومه على هولندا. ففي 9 يونيو (حزيران)، وصفت وزارة الخارجية السويدية ارتباط الحكومة الإيرانية بالشبكة الإجرامية في هذا البلد بأنه مثير للقلق، وقالت إن طهران تستخدم شبكات إجرامية في السويد لمهاجمة أهدافها.
وأشارت "لوموند" في تقريرها أيضًا إلى تهديدات إيران ضد مهران عباسيان وبوريا زراعتي، وهما صحافيان في "إيران إنترناشيونال".
وتعرض عباسيان مراسل قناة "إيران إنترناشيونال" إلى تهديدات بالقتل في 11 يونيو (حزيران) الجاري، ونقل على إثرها إلى مكان آمن.
وقال عباسيان موضحا هذا التهديد: "في الآونة الأخيرة، كلّف النظام الإيراني مجموعة إجرامية في السويد بقتلي أنا وأحد زملائي".
وقد تعرض زراعتي، أحد مقدمي برامج تلفزيون "إيران إنترناشيونال"، لهجوم بسكين من قبل 3 مهاجمين يوم الجمعة 29 مارس (آذار) الماضي، ودخل المستشفى لعدة أيام.