أدى احتجاج الجالية الإيرانية في أستراليا إلى تغيير مركز الاقتراع المخصص للتصويت في سيدني للانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقررة غدا الجمعة 28 يونيو (حزيران)، وذلك بعد أن نجحت احتجاجات الجالية في تغيير مكان إجراء الانتخابات في مدينة بريسبان.
واضطرت سفارة إيران في أستراليا، اليوم الخميس 27 يونيو (حزيران)، إلى تغيير مكان التصويت في سيدني إلى مركز "السجاد الإسلامي" في أوبورن.
وبعثت مؤسسة "أزيران" المستقلة في أستراليا، والداعمة لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، ثلاث رسائل منفصلة إلى مديري المواقع التي خصصها النظام الإيراني لإجراء الانتخابات الرئاسية، مطالبة بإلغاء عقودهم مع السفارة الإيرانية.
وتجرى الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران يوم الجمعة 28 يونيو (حزيران)، ويحاول النظام الإيراني إجراء الانتخابات في دول أخرى أيضا.
يأتي ذلك في جين أنه وفقًا لاستطلاع مجموعة أبحاث الرأي الإيرانية (كمان)، فإن أكثر من 65% من الشعب الإيراني لن يشارك في هذه الانتخابات.
وفي أعقاب احتجاج الجالية الإيرانية الأسترالية والضغوط والاتصالات الاحتجاجية مع مكان إجراء الانتخابات في مدينة بريسبان تم تغيير مكان الاقتراع، يوم الأربعاء 26 يونيو (حزيران).
وأعلنت سفارة إيران في أستراليا عن إجراء الانتخابات في مكان آخر يقع في ضواحي مدينة بريسبان.
وكتبت "أزيران" سابقًا في رسالة موجهة إلى إدارة فندق "Royal On The Park"، الذي كان المكان السابق للانتخابات في مدينة بريسبان: "نعرب عن قلقنا العميق ومعارضتنا الشديدة لحجز هذا المكان بسبب طبيعة الحدث وسمعة النظام الذي نظمه".
وورد في هذه الرسالة أن الجمهورية الإسلامية "سيئة السمعة" بسبب انتهاكها المنهجي لحقوق الإنسان، والفصل العنصري بين الجنسين، وأعمالها القاسية ضد الحرية، وخلال الاحتجاجات الأخيرة التي عمت البلاد في إيران، قتلت أكثر من 500 شخص، واحتجزت وعذبت آلاف الأشخاص.
ووصفت الجمعية اليهودية الأسترالية، ردا على إجراء الاقتراع للانتخابات الرئاسية الإيرانية بأستراليا، هذه العملية بأنها "مزيفة"، وأشارت إلى قمع النظام و"مجازره" بحق الشعب الإيراني.
وقالت هذه الجمعية لمضيفي عملية الاقتراع: "بعض الأشياء أكثر أهمية من المال. افعلوا الشيء الصحيح وأَلغوا هذا التصويت".
وسبق أن وصفت الممثلة وأحد الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني، نازانين بنيادي، أنباء سماح حكومة جو بايدن للنظام الإيراني بإنشاء مراكز تصويت للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، بأنها "سخيفة"، وقالت إن مفهوم الانتخابات الحرة والنزيهة في إيران "خاطئ".
وقالت بنيادي، الأحد الماضي، إنه بينما ينشر معارضو النظام الإيراني خطاب مقاطعة الانتخابات، فإن الولايات المتحدة تسمح بإجراء مثل هذا التصويت "السخيف" دون أي مبرر.
وفي رسالة الاحتجاج، أشارت "أزيران" أيضًا إلى التجمعات المستمرة ضد نظام الجمهورية الإسلامية من قبل الجالية الإيرانية الأسترالية التي تعيش في بريسبان منذ سبتمبر (أيلول) 2022 ومقتل مهسا جينا أميني.
وفي إشارة إلى المحاكمات الصورية ودون الإجراءات القانونية التي يتبعها النظام لإعدام المتظاهرين، أكد معدو الرسالة: "نعتقد أن استضافة مثل هذا الحدث الانتخابي غير الديمقراطي للنظام الإيراني يتعارض بشكل أساسي مع رؤية وقيم فندقكم".
وبالإضافة إلى بريسبان، أظهر الإيرانيون المحتجون الذين يعيشون في أستراليا أيضًا احتجاجهم على إجراء الانتخابات الرئاسية في ملبورن وسيدني من خلال إطلاق الحملات.
ولا يزال المحتجون على اتصال بمديري الأماكن في سيدني وملبورن حيث ستجرى الانتخابات الرئاسية.