انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في إيران، مسجلةً أدنى نسبة مشاركة تاريخيًا، على الرغم من الدعاية المكثفة ومشاركة التيارين الإصلاحي والأصولي، بانتظار جولة جديدة ستُعقد يوم الجمعة المقبل بين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي.
وبدأت عملية التصويت في عموم إيران لانتخاب خليفة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، عند الساعة الثامنة من صباح أمس، الجمعة.
وأدلى المرشد علي خامنئي بصوته أمام الصحافيين، في الدقائق الأولى من عملية التصويت، وقال إن "استمرارية واستقرار وكرامة نظام الجمهورية الإسلامية في العالم يعتمد على حضور الناس".
لكن مع الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية صباح اليوم، بلغ إجمالي عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في صناديق الاقتراع 24 مليونًا و535 ألفًا و185 صوتًا، وتوجّه مسعود بزشكيان إلى الجولة الثانية بنحو 10 ملايين و400 ألف صوت، وسعيد جليلي بنحو 9 ملايين و400 ألف صوت، فيما بلغت نسبة المشاركة نحو 40 بالمائة.
وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية، محسن إسلامي، للصحافيين: "لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات" في الجولة الأولى، ومِن ثمّ سيتواجه "المرشحان الأول والثاني" في جولة ثانية.
ويشترط القانون الإيراني أن يحصل الفائز على أكثر من 50 بالمائة من مجموع الأصوات المُدلى بها، وإذا لم يحدث ذلك، يخوض أكثر مرشحين اثنين فوزًا بالأصوات في السباق، جولة إعادة بعد أسبوع.
وأعلن المرشح الأصولي، محمد باقر قاليباف، الذي استُبعد من السباق الانتخابي، بعد حصوله على نحو 3 ملايين و383 ألف صوت، في بيان له، دعمه لـ "سعيد جليلي"، في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة في إيران.
وأثارت نسبة المشاركة المنخفضة، العديد من ردود الفعل الداخلية والخارجية؛ حيث قال أمين عام حزب كوموله الكردستاني، عبدالله مهتدي، تعليقًا على ذلك: "رغم الجهود التي بذلها النظام الإيراني، فإن نسبة المشاركة كانت منخفضة للغاية في مناطق كثيرة من إيران؛ وقد أشارت التقارير في كردستان إلى أن نسبة مشاركة الشعب كانت أقل من 10 بالمائة، وهو ما يشكل فشلًا أخلاقيًا ومعنويًا كبيرًا للنظام".
وكتب السجين السياسي الإيراني السابق، حسين رزاق، على منصة "X"، مشيرًا إلى انخفاض مشاركة الشعب في الانتخابات الرئاسية (40 بالمائة): "كان الفائز المؤكد في هذه الانتخابات هو المقاطعة والمقاومة المدنية للشعب الإيراني بنسبة عالية جدًا من الأصوات (60 بالمائة)".
ونظّم الإيرانيون المقيمون في دول مثل: أستراليا وألمانيا وبريطانيا ونيوزيلندا، في يوم الانتخابات، مسيرات ووقفات احتجاجية أمام قنصليات إيران ومراكز الاقتراع.. واصفين انتخابات النظام بأنها مسرحية، ودعوا المواطنين في الداخل إلى مقاطعتها وعدم الاغترار بالدعاية الحكومية.
ويمثل مسعود بزشكيان التيار الإصلاحي الداعي إلى حل المشاكل بين إيران والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وقد شغل مناصب كثيرة، منها تولي وزارة الصحة في حكومة الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، ومثّل مدينة تبريز عدة مرات في البرلمان.
أما جليلي فيعتبر من المحافظين المتشددين المعادين للتقارب مع الدول الغربية، وهو واحد من الممثلين للمرشد علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي.
وسبق أن ترشح جليلي للانتخابات الرئاسية في 2013، ومجددًا عام 2017، لكنه انسحب لدعم الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي تُوفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، الشهر الماضي.