حذَّر مستشار المرشد الإيراني للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الإيراني السابق، كمال خرازي، من أنه إذا شنَّت إسرائيل هجومًا شاملًا على جماعة حزب الله اللبنانية، فهناك خطر يُنذِر بدءِ «حرب إقليمية» تقف فيها إيران و«محور المقاومة» إلى جانب حزب الله «بكل الوسائل».
وأشارت صحيفة «بيلد» الألمانية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، إلى أن الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله اللبناني ستبدأ في منتصف شهر يوليو (تموز) الحالي.
وقال خرازي في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، نُشِرَت يوم الثلاثاء 2 يوليو (تموز) الجاري، إنَّ طهران «لا ترغب في حرب إقليمية»، ولكن مع إمكانية امتداد الحرب إلى المنطقة بأكملها «فإن جميع الدول، بما في ذلك إيران، ستكون متورطة فيها». وأضاف أنه «في مثل هذا الوضع ليس أمامنا خيار سوى دعم حزب الله».
وحسب قول خرازي فإنَّ توسيع الحرب «ليس في مصلحة أي طرف، لا إيران ولا أميركا».
وفي الأسابيع الأخيرة تزايدت المخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، مما أثار قلق الغرب بشأن رد الفعل المحتمل لإيران في حالة نشوب مثل هذه الحرب.
ففي الأسبوع الماضي، حذَّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في اجتماع مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت الذي ذهب إلى أميركا، من أن استمرار هجمات حزب الله اليومية على إسرائيل في الأشهر الأخيرة قد يدفع الإسرائيليين واللبنانيين إلى حرب غير مرغوب فيها. وأضاف أن مثل هذه الحرب ستكون «كارثة» على لبنان.
وكتبت وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء يوم الأحد الماضي أنه في ما يخصُّ تعليق مفاوضات الوسطاء للتوصل إلى حل سياسي من شأنه إخراج قوات حزب الله من الحدود مع لبنان، فقد حذَّر مسؤولون أميركيون وأوروبيون حزب الله من أنه إذا قررت إسرائيل بدء عمليات عسكرية في لبنان فلا ينبغي أن يعوِّل الحزب على واشنطن أو أي عامل آخر لكبح جماح قادة إسرائيل.
وعلى جانب آخر، حذَّر الوفد الإيراني المتمركز في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 28 يونيو (حزيران) الماضي إسرائيل، في رسالة على موقع «إكس»، من أنها إذا اتخذت خطوة نحو حرب واسعة النطاق ضد حزب الله فإنَّ مثل هذه الحرب ستكون «مدمِّرة».
وردًّا على رسالة الوفد الإيراني، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن «الدولة التي تهدد بالتدمير هي التي تستحقه بنفسها».
وتحدَّث محللون في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة عن تحذير وفد إيران من أن طهران أعدَّت نفسها على ما يبدو لهجمات مباشرة على إسرائيل، مثل الهجوم الذي جرى في 14 أبريل (نيسان) الماضي.
وقدَّر خبراء عسكريون إسرائيليون أن طهران ترسل من خلال تحذيرها رسالة مفادها أنها مستعدَّة لاستخدام القدرات العسكرية الإيرانية لدعم حزب الله، أكبر ذراع بالوكالة لإيران، في حرب محتملة بالمنطقة.
ولم يوضِّح كمال خرازي، في مقابلته مع «فايننشال تايمز»، ما يعنيه استخدام إيران «كل الوسائل لدعم حزب الله».
وفي الأيام الأخيرة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت إنهما «يفضِّلان الحل الدبلوماسي» لحل أزمة الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، لكنهما مستعدان لأي سيناريو آخر.
وقد صرَّح غالانت خلال زيارته لشمال إسرائيل الأسبوع الماضي قائلًا: «إننا ننتظر حلًّا سياسيًّا للقضية، لكن الجيش مستعد لأي احتمال آخر»، كما صرح نتنياهو بأنَّ دخول الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة من حرب غزة (وهي العمليات المستهدفة وخفض إطلاق النار الكثيف على قطاع غزة) سيسمح للجيش بنقل جزء من قواته إلى الشمال.
وأعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ عن قلقه من خروج الوضع عن السيطرة. وفي الأسبوع الماضي، بعد زيارة استغرقت يومين إلى شمال إسرائيل، قال إنه لا ينبغي أن يُفاجأ العالم إذا استيقظ ذات يوم ورأى أن الحرب قد اندلعت.