فيما استمر النظام الإيراني في حملاته لحشد الإيرانيين على المشاركة بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة المقبل، ورغم دعوات الإصلاحيين للمشاركة بكثافة لصالح المرشح مسعود بزشكيان، أكد عدد من المعارضين أن عدم التصويت بمثابة "المقاومة المدنية" الأكثر فاعلية.
وقالت الباحثة في العلوم الاجتماعية فروغ كنعاني، في حديث لإذاعة "صوت أميركا"، الاثنين 1 يوليو (تموز)، إن عدم المشاركة في الانتخابات ومقاطعة التصويت هو "تحرك سياسي صحيح" يجعل صوت المعارضة مسموعاً جيداً للنظام ودول أخرى في العالم.
واعتبرت أن عدم التصويت "كفاحا مدنيا فعالا"، وقالت: "إن جماعات الضغط التابعة للنظام الإيراني في أوروبا تروج بقوة لمرشح ينتمي إلى ما يسمى بالطيف الإصلاحي، حتى يتمكنوا من إقناع الدول الغربية بالتفاوض وضمان بقاء الجمهورية الإسلامية".
كما أشار حامد إسماعيليون، عضو رابطة أهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية، في منشور له على "X"، إلى عدم مشاركة "أغلبية المواطنين في الانتخابات"، وكتب: "الديمقراطية لا تتحقق عن طريق الانتخابات المهندسة، بل عن طريق الانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية".
وشدد على أن "إيران تستحق الديمقراطية"، وأضاف: "لن نعود عن الطريق الذي سلكناه. إن خلق رؤية للانتقال من الجمهورية الإسلامية، وتنظيم الاتجاهات السياسية، وإرساء أسس التعاون المشترك، وتعزيز المجتمع المدني المستقل، والعصيان والمقاومة المدنية في سياق ديمقراطي، والعيش في تجارب وأجواء الثورة هو السبيل أمامنا".
في الوقت نفسه، صرح عبد الله ناصري، الرئيس التنفيذي السابق لوكالة أنباء "إرنا"، يوم الاثنين، بأن الانتقال من النظام هو الخطاب السائد في إيران، مضيفاً: ما دامت الجمهورية الإسلامية قائمة، فالأداة الأجمل والأكثر فاعلية لـ"المقاومة المدنية" هي مقاطعة الانتخابات.
وأضاف ناصري، الذي كان المدير التنفيذي لوكالة الأنباء الحكومية في فترة رئاسة محمد خاتمي: "الآن معظم الشعب الإيراني ضد النظام الديني وولاية الفقيه، ويجب على الإصلاحيين أن يدركوا أكذوبة الانتخابات، ويبتعدوا عن الكذب في السياسة".
وقال عبد الله ناصري في نص نشر على قناة "كلمة" على "تلغرام": "لقد تشكل انقسام واضح داخل الحرس الثوري الإيراني، وهذا كنز ثمين لثورة المرأة، الحياة، الحرية والعلمانيين في إيران. معظم الإيرانيين هم ضد النظام الديني وولاية الفقيه، وعليهم أن يأخذوا على محمل الجد مهمة الحوار مع الأشخاص ذوي التوجهات الانتخابية في الفضاء الإلكتروني".
وشدد في النهاية على أنه "من المؤكد وبحسب التجربة التاريخية أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستكون أقل مما كانت عليه في المرحلة الأولى، ولن تكون مخرجات الصندوق سوى من يرتضيه ولي الفقيه".
وأعلنت مجموعة من النساء المسجونات في سجن إيفين في وقت سابق من خلال نشر رسالة مفتوحة أنهن "لم ولن يشاركن في الانتخابات النظام لتحديد خليفة إبراهيم رئيسي".
وجاء في رسالة نشرتها هؤلاء السجينات، اللاتي قدمن أنفسهن على أنهن "نساء يساريات مسجونات في سجن إيفين"، على حساب كلروخ إيرايي على "إنستغرام": "هذا النوع من الانتخابات هو محاولة يائسة لإنقاذ نظام فقد شرعيته".
وفقًا لـ"الإحصائيات المزعومة" لوزارة الداخلية الإيرانية، وبينما كانت إحصائيات وأرقام المصادر الحكومية دائمًا موضع شك جدي من قبل المراقبين والمصادر المستقلة، فإن أكثر من 60% من الشعب الإيراني قاطعوا الانتخابات التي جرت في 28 يونيو (حزيران) لتحديد رئيس الحكومة، ودخل مسعود بزشكيان وسعيد جليلي الجولة الثانية من هذه العملية بأقل قدر من المشاركة العامة.
وسيتنافس هذان المرشحان مرة أخرى يوم الجمعة 5 يوليو (تموز) لتولي منصب الرئيس الشاغر.
وفي يوم الاثنين 1 يوليو (تموز)، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للقسم الفارسي لإذاعة "صوت أميركا"، أنه مهما كانت النتيجة النهائية، فإن إدارة جو بايدن "للأسف" لا تتوقع تغييراً جوهرياً في الاتجاه الذي تتجه إليه طهران أو تحترم حقوق مواطنيها أكثر".
وشدد هذا المتحدث على أن "الانتخابات في إيران ليست حرة ونزيهة".