ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن القسم القانوني للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي قبل طلب ألمانيا تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، مما يعني أن الإجراءات الرسمية لإدراج اسم الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية بدأت في الاتحاد.
وبحسب هذا التقرير، فإن وزارة الخارجية الألمانية، وبدعم من دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي، تقدمت بطلب في بروكسل لإدراج اسم الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.
وفي أوائل يونيو (حزيران)، ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، ترغب في تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بناءً على قرار المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف.
وخلافًا لما كان عليه الحال من قبل، يعتبر محامو الاتحاد الأوروبي الآن "طلب ألمانيا بمثابة الأساس الذي يلبي المتطلبات القانونية لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية".
ومنذ أن أعلن جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن هناك حاجة إلى قرار من المحكمة لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، بدأت الحكومة الألمانية هذا الإجراء بناءً على قرار المحكمة العليا في دوسلدورف.
وبموجب هذا الحكم، حُكم على إيراني يُدعى بابك جلالي بالسجن لمدة 33 شهرًا بتهمة محاولة تنفيذ هجوم إرهابي على كنيس يهودي.
وكان جلالي ينوي استهداف الكنيس، لكن انتهى به الأمر إلى إلقاء عبوة حارقة على مبنى مدرسة مجاورة، دون أن يصب أحد بأذى.
وبحسب حكم المحكمة، فإن وكالة حكومية إيرانية كانت وراء هذا الهجوم. وفي الوقت نفسه، استدعت وزارة الخارجية الألمانية القائم بأعمال إيران في برلين.
وفي تقرير وثائقي، ذكرت قناة تلفزيونية ألمانية نقلا عن أجهزة أمنية، أن الحرس الثوري الإيراني نظم هذا الهجوم من خلال شخص يدعى رامين يكتابرست، وهو زعيم عصابة إجرامية.
وقبل تنفيذ خطة مهاجمة كنيس بوخوم، كتب يكتابرست إلى بابك جلالي: "أخي! إذا كنت لا ترغب في القيام بهذه المهمة، فأخبرني حتى لا أحرج نفسي هنا".
وتم القبض على جلالي بعد أن أبلغ أحد معارفه الشرطة عن أنشطته غير القانونية. وقد قُتل رامين يكتابرست في إيران منذ وقت ليس ببعيد.
وويأتي قبول طلب ألمانيا إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية، بعد أيام قليلة من إدراج الحكومة الكندية هذه المنظمة العسكرية في قائمتها للجماعات الإرهابية.
وأعلن وزير الأمن العام الكندي دومينيك ليبلانك يوم الأربعاء 19 يونيو (حزيران) في مؤتمر صحافي أن "هذا الإجراء يحمل رسالة قوية مفادها أن كندا ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لها لمحاربة الطبيعة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني".
واتهم النظام الإيراني بانتهاك حقوق الإنسان بشكل متكرر داخل وخارج إيران، فضلا عن تعطيل القانون والنظام الدوليين، وأكد أن كندا تحاول التأكد من أن النظام الإيراني لا يتمتع بالحصانة من "أعماله غير القانونية ودعمه للإرهاب".
وفي شهر مايو (أيار) من هذا العام، وافق البرلمان الأوروبي بأغلبية أعضائه على قرار - ردًا على هجمات إيران على إسرائيل- يطلب من الاتحاد الأوروبي مراجعة استراتيجيته تجاه طهران وتوسيع العقوبات على النظام وتصنيف الحرس الثوري الإيراني مجموعة إرهابية.
وكان النشطاء المدنيون والمعارضون للنظام الإيراني، خاصة بعد انتفاضة مهسا، قد أشاروا إلى دور الحرس الثوري في قمع المتظاهرين داخل إيران، و"تورط هذه المؤسسة في تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية في العديد من دول العالم"، وطالبوا بإدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية.
وانتقدت الصحافية والناشطة السياسية، مسيح علي نجاد، في فبراير (شباط) 2023، في مؤتمر ميونيخ الأمني، "استرضاء الدول الأوروبية للنظام الإيراني"، وتساءلت عن كيفية تحقيق السلام والأمن في العالم دون تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.