قال مصطفى معين، وزير العلوم في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، بمناسبة ذكرى مرور 25 عاما على الهجوم على حرم جامعة طهران في يوليو (تموز) 1999، إن هذا الهجوم كان "وحشياً".
وأكد معين، الذي كان وزيرا للعلوم في حكومتي أكبر هاشمي رفسنجاني وخاتمي، في مقابلة مع "خبر أونلاين" نشرت عشية ذكرى هذا الهجوم، أن الطلاب كانوا "ضحايا"، وتعرضوا للهجوم ليلاً، حتى الطلاب الأجانب، قد كُسرت أذرعهم وأرجلهم، بل وتم إلقاؤهم من السطح.
وشدد وزير العلوم الأسبق على أن "أحداث الجامعة ما كان ينبغي أن تحدث لأنه لا يوجد سبب لها".
وأضاف: ما ذنب الجامعة والطلاب؟ ذنبهم أنهم حضروا في ساحة الانتخابات، وسطروا تلك الملحمة في 23 مايو (أيار) 1997 (انتخاب خاتمي رئيسا للبلاد)، وكانوا في طليعة هذا التحول.
وقد أدى الهجوم على حرم جامعة طهران إلى سلسلة من أعمال الشغب والاشتباكات التي وقعت بين الطلاب وقوات الشرطة والباسيج، المعروفين بأصحاب الزي المدني، خلال الأيام 9 إلى 14 يوليو (تموز) 1999، عقب إغلاق صحيفة "سلام".
في 6 يوليو (تموز) 1999، نشرت صحيفة "سلام" رسالة سرية من سعيد إمامي، المسؤول الكبير في وزارة المخابرات والمتهم بارتكاب جرائم قتل متسلسلة، كتبها إلى قربان علي دري نجف آبادي، وزير المخابرات آنذاك.
وطالب إمامي في هذه الرسالة بفرض قيود على الصحافة. وأدى نشر هذه الرسالة إلى قيام المحكمة الخاصة برجال الدين بإيقاف هذه الصحيفة.
وخلال الهجوم على حرم الجامعة، قُتل عدة أشخاص وأصيب واعتقل العديد من الطلاب.
وبعد حادثة 9 يوليو (تموز)، أعلنت مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران أن عدد القتلى في الهجوم على الحرم الجامعي بلغ 7، ولم تعرف منهم سوى هويات شخصين فقط.
وأبقت جهود أهالي الضحايا مثل سعيد زينالي، الذي لا يزال مصيره مجهولا، قضية قمع الحركة الطلابية في التسعينيات مفتوحة.
وقال الصحافي رضا حاج حسيني لـ"إيران إنترناشيونال" إنه منذ هذا الحادث بدأ فصل جديد من الاحتجاجات في إيران، وأيضا فصل جديد من قمع الاحتجاجات"، مستشهدا بإشارات مصطفى معين إلى أحداث الجامعة.
وأكد أن "شكل القمع الوحشي في الشوارع" خلال هذه الاحتجاجات لا يزال في الذاكرة.
وكتب نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للهجوم على الحرم الجامعي: "لقد شكل الطلاب والشعب منعطفاً تاريخيًا في النضال من أجل الإطاحة بالجمهورية الإسلامية".
وأضاف: "ليعلم مرتكبو هذه الجريمة أن القضية لا تزال مفتوحة، وفي يوم من الأيام سيتم التعامل معها في محكمة وطنية".
وتابع معين حديثه لـ"خبر أونلاين" عن الأحداث التي شهدتها الجامعة: "يبدو أن تصرفات الطلاب كانت خطيئة كبيرة لأنها تسببت في إفساد الكثير من المعادلات. ولهذا السبب، فمنذ بداية حكومة الإصلاح، بدأت المواجهات والأزمات مرة كل 9 أيام، ثم وصلت إلى الحرم الجامعي".
وفي وقت الهجوم على مبنى الجامعة، أضاف وزير العلوم آنذاك: "هذا السلوك كان خاطئا. يمكن القول إن الهجوم كان وحشياً، وقد أدى إلى أضرار. أصيبت الحركة الطلابية بالركود. وعادة ما تكون الأضرار النفسية والاجتماعية طويلة الأمد. ولم تكن لتنتهي على المدى القصير".
وأكد معين أن الاحتجاجات الطلابية تهدأ بعد فترة، ولا يوجد سبب لتحول احتجاج الطلاب إلى أزمة وطنية، مضيفا: "هذه الأزمة فُرضت على التعليم العالي والحركة الطلابية".
وأعلن هذا المسؤول، الذي تم استبعاده في انتخابات عام 2005 ثم تم تأكيد أهليته بمرسوم حكومي من المرشد علي خامنئي وخسر في تلك الانتخابات، أعلن مؤخرا عدم مشاركته في الانتخابات الأخيرة.
وكتب عبر قناته على "تليغرام": "لم أشارك لا في المرحلة الأولى ولا الثانية من هذه الانتخابات احتجاجا على التركيبة الانتخابية التي اعتبرتها غير عادلة وغير حرة".
وفي الوقت نفسه، طرح عدة مطالب من مسعود بزشكيان باعتباره الفائز في الانتخابات الرئاسية المبكرة عام 2024؛ من بينها "السعي الجاد لإلغاء الإقامة الجبرية" لمير حسين موسوي وزهرا رهنورد ومهدي كروبي، و"الإفراج عن السجناء السياسيين وإزالة العوائق البيروقراطية وغير القانونية أمام أنشطة منظمات المجتمع المدني"، و"السعي إلى إلغاء دوريات شرطة الأخلاق وإنهاء العنف والإهانة" للنساء والفتيات والشباب الإيرانيين.